حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ ، قَالَ : " إِنَّ أَوَّلَ مَا دَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ أَنَّا أَصَابَتْنَا السَّنَةُ ، فَحَمَلْتُ أُمِّي وَأَخِي أُنَيْسًا إِلَى أَصْهَارٍ لَنَا بِأَعْلَى نَجْدٍ ، فَلَمَّا حَلَلْنَا بِهِمْ أَكْرَمُونَا ، فَمَشَى رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ إِلَى خَالِي فَقَالَ : إِنَّ أُنَيْسًا يُخَالِفُكَ إِلَى أَهْلِكَ فَحَزَّ فِي قَلْبِهِ ، فَانْصَرَفْتُ مِنْ رَعِيَّةِ إِبِلِي فَوَجَدْتُهُ كَئِيبًا يَبْكِي ، فَقُلْتُ : مَا بَكَاؤُكَ يَا خَالُ ؟ فَأَعْلَمَنِي الْخَبَرَ فَقُلْتُ : حَجَزَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، إِنَّا نَعَافُ الْفَاحِشَةَ ، وَإِنْ كَانَ الزَّمَانُ قَدْ أَخَلَّ بِنَا ، فَاحْتَمَلْتُ بِأَخِي وَأُمِّي حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ ، فَأَتَيْتُ مَكَّةَ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بِهَا صَابِئًا ، أَوْ مَجْنُونًا أَوْ سَاحِرًا ، فَقُلْتُ : أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَزْعُمُونَهُ ؟ قَالُوا : هَا هُوَ ذَاكَ حَيْثُ تَرَى ، فَانْقَلَبْتُ إِلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا جُزْتُ عَنْهُمْ قِيدَ حَجَرٍ حَتَّى أَكَبُّوا عَلَيَّ بِكُلِّ عَظِيمٍ وَحَجَرٍ وَمَدَرٍ فَضَرَّجُونِي بِدَمِي ، فَأَتَيْتُ الْبَيْتَ فَدَخَلْتُ بَيْنَ السُّتُورِ وَالْبِنَاءِ وَصَوَّمْتُ فِيهِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا أَكُلُ وَلَا أَشْرَبُ إِلَّا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : " هَلْ كُنْتَ تَأْلَهُ فِي جَاهِلِيَّتِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : " نَعَمْ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقُومُ عِنْدَ الشَّمْسِ فَلَا أَزَالُ مُصَلِّيًا حَتَّى يُؤْذِينِي حَرُّهَا فَأَخِّرُ كَأَنِّي خِفَاءٌ " فَقَالَ لِي : فَأَيْنَ كُنْتَ تَوَجَّهُ ؟ فَقُلْتُ : " لَا أَدْرِي إِلَّا حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقُرَشِيُّ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، ثَنَا أَبُو طَرَفَةَ عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّانِ اللَّخْمِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ يَقُولُ : حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ لُدَيْنٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى الْأَشْعَرِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا دَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ أَنَّا أَصَابَتْنَا السَّنَةُ ، فَحَمَلْتُ أُمِّي وَأَخِي أُنَيْسًا إِلَى أَصْهَارٍ لَنَا بِأَعْلَى نَجْدٍ ، فَلَمَّا حَلَلْنَا بِهِمْ أَكْرَمُونَا ، فَمَشَى رَجُلٌ مِنَ الْحَيِّ إِلَى خَالِي فَقَالَ : إِنَّ أُنَيْسًا يُخَالِفُكَ إِلَى أَهْلِكَ فَحَزَّ فِي قَلْبِهِ ، فَانْصَرَفْتُ مِنْ رَعِيَّةِ إِبِلِي فَوَجَدْتُهُ كَئِيبًا يَبْكِي ، فَقُلْتُ : مَا بَكَاؤُكَ يَا خَالُ ؟ فَأَعْلَمَنِي الْخَبَرَ فَقُلْتُ : حَجَزَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، إِنَّا نَعَافُ الْفَاحِشَةَ ، وَإِنْ كَانَ الزَّمَانُ قَدْ أَخَلَّ بِنَا ، فَاحْتَمَلْتُ بِأَخِي وَأُمِّي حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ ، فَأَتَيْتُ مَكَّةَ وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بِهَا صَابِئًا ، أَوْ مَجْنُونًا أَوْ سَاحِرًا ، فَقُلْتُ : أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَزْعُمُونَهُ ؟ قَالُوا : هَا هُوَ ذَاكَ حَيْثُ تَرَى ، فَانْقَلَبْتُ إِلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا جُزْتُ عَنْهُمْ قِيدَ حَجَرٍ حَتَّى أَكَبُّوا عَلَيَّ بِكُلِّ عَظِيمٍ وَحَجَرٍ وَمَدَرٍ فَضَرَّجُونِي بِدَمِي ، فَأَتَيْتُ الْبَيْتَ فَدَخَلْتُ بَيْنَ السُّتُورِ وَالْبِنَاءِ وَصَوَّمْتُ فِيهِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا لَا أَكُلُ وَلَا أَشْرَبُ إِلَّا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَلَمَّا أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : هَلْ كُنْتَ تَأْلَهُ فِي جَاهِلِيَّتِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقُومُ عِنْدَ الشَّمْسِ فَلَا أَزَالُ مُصَلِّيًا حَتَّى يُؤْذِينِي حَرُّهَا فَأَخِّرُ كَأَنِّي خِفَاءٌ فَقَالَ لِي : فَأَيْنَ كُنْتَ تَوَجَّهُ ؟ فَقُلْتُ : لَا أَدْرِي إِلَّا حَيْثُ يُوَجِّهُنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ