حديث رقم: 649

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فِي عِصَابَةٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ ، فَلَمَّا رَأَى كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ نَصَرَ رَسُولَهُ وَأَصْحَابَهُ أَظْهَرُوا قَوْلًا سَيِّئًا فِي مَنْزِلٍ نَزَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جِعَالٌ - وَهُمْ زَعَمُوا - أَحَدُ بَنِي ثَعْلَبَةَ ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ يُقَالُ لَهُ جَهْجَاهُ ، فَعَلَتْ أَصْوَاتُهُمَا وَاشْتَدَّ جَهْجَاهُ عَلَى الْمُنَافِقِينَ وَرَدَّ عَلَيْهِمْ ، وَزَعَمُوا أَنَّ جَهْجَاهَ خَرَجَ بِفَرَسٍ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَسْقِيهِ ، وَكَانَ أَجِيرًا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمَعَ جِعَالٍ فَرَسٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَأَوْرَدُوهُمَا الْمَاءَ ، فَتَنَازَعُوا عَلَى الْمَاءِ وَاقْتَتَلُوا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : هَذَا مَا جَازَوْنَا بِهِ ، آوَيْنَاهُمْ وَمَنَعْنَاهُمْ ثُمَّ هَؤُلَاءِ يُقَاتِلُونَ . وَبَلَغَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الَّذِي كَانَ بَيْنَ جَهْجَاهَ الْغِفَارِيِّ وَبَيْنَ الْفِتْيَةِ الْأَنْصَارِيِّينَ فَغَضِبَ وَقَالَ ، وَهُوَ يُرِيدُ الْمُهَاجِرِينَ مِنَ الْقَبَائِلِ الَّذِينَ يَقْدَمُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِلْإِسْلَامِ : أَمْسَى الْجَلَابِيبُ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا وَابْنُ الْفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ الْبَلَدِ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ مُغْضَبًا مِنْ قَوْلِ حَسَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ ضَرَبَهُ حَتَّى قِيلَ قَتَلَهُ ، وَلَا يُرَاهُ إِلَّا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهُ ضَرَبَ حَسَّانَ بِالسَّيْفِ ، فَلَمْ يَقْطَعْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَهُ لِضَرْبِ السُّلَمِيِّ حَسَّانَ فَقَالَ : خُذُوهُ ، فَإِنْ هَلَكَ حَسَّانُ فَاقْتُلُوهُ ، فَأَخَذُوهُ فَأَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَخَرَجَ فِي قَوْمِهِ فَقَالَ : أَرْسِلُوا الرَّجُلَ ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَثَمَّ إِلَى قَوْمِ رَسُولِ اللَّهِ تَشْتُمُونَ وَتُؤْذُونَهُمْ وَقَدْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ نَصَرْتُمُوهُمْ ؟ فَغَضِبَ سَعْدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلِقَوْمِهِ فَنَصَرَهُمْ ، وَقَالَ : أَرْسِلُوا الرَّجُلَ . وَأَبَوْا عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ يَكُونُ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُ ، فَخَرَجَ بِهِ سَعْدٌ إِلَى أَهْلِهِ فَكَسَاهُ حُلَّةً ثُمَّ أَرْسَلَهُ ، فَبَلَغَنَا أَنَّ السُّلَمِيَّ دَخَلَ الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّيَ فِيهِ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : مَنْ كَسَاكَ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ قَالَ : كَسَانِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : وَاللَّهِ لَوْلَا نَفَقَتُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا مَا رَكِبُوا رِقَابَكُمْ ، وَمَا خَرَجَ مَعَهُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ مِنْهُمْ ، وَلَلَحِقُوا بِعَشَائِرِهِمْ فَالْتَمَسُوا الْعَيْشَ ، وَلَوْ أَنَّا قَدْ رَجَعْنَا إِلَى الْمِدِينَةِ لَقَدْ أَخْرَجَ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، فَأَحْصَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ مَا قَالَ ، وَسَمِعَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَوْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَأَخْبَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لَكَ فِي ابْنِ أُبَيٍّ فَإِنَّهُ يَقُولُ آنِفًا : وَاللَّهِ لَوْلَا نَفَقَتُكُمْ عَلَى هَؤُلَاءِ السُّفَهَاءِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا مَا رَكِبُوا رِقَابَكُمْ وَمَا اتَّبَعَهُ مِنْهُمْ رَجُلٌ ، وَلَلَحِقُوا بِعَشَائِرِهِمْ فَالْتَمَسُوا الْعَيْشَ ، وَلَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ أَنَّهُ سَمِعَ هَذَا مِنْهُ ، فَابْعَثْ إِلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَبَّادَ بْنَ بِشْرٍ أَخَا بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ أَوْ مُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ فَلْيَقْتُلْهُ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَوْلَهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَكَتَ ، وَتَحَدَّثَ أَهْلُ عَسْكَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِكَلِمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَفَاضُوا فِيهَا ، فَأَذَّنَ مَكَانَهُ بِالرَّحِيلِ وَلَمْ يَتَقَارَّ فِي مَنْزِلِهِ ، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا أَنْ نَزَلَ فَارْتَحَلَ ، فَلَمَّا اسْتَقَلَّ النَّاسُ قَالُوا : مَا شَأْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يَتَقَارَّ فِي مَنْزِلِهِ ، لَقَدْ جَاءَهُ خَبَرٌ ، لَعَلَّهُ أُغِيرَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَا فِيهَا ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى ابْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ عَمَّا تَكَلَّمَ بِهِ ، فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنْ كَانَ سَبَقَ مِنْكَ قَوْلُ شَيْءٍ فَتُبْ ، فَجَحَدَ وَحَلَفَ ، فَوَقَعَ رِجَالٌ بِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَقَالُوا : أَسَأْتَ بِابْنِ عَمِّكَ وَظَلَمْتَهُ ، وَلَمْ يُصَدِّقْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ رَأَوَا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُوحَى إِلَيْهِ ، فَلَمَّا قَضَى اللَّهُ قَضَاءَهُ فِي مَوْطِنِهِ وَسُرِّيَ عَنْهُ نَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ فَعَصَرَهَا حَتَّى اسْتَشْرَفَ الْقَوْمُ بِفِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا يَدْرُونَ مَا شَأْنُهُ فَقَالَ : أَبْشِرْ ؛ فَقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةَ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى بَلَغَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي ابْنِ أُبَيٍّ {{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }} ، فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِقُبَاءٍ مِنْ طَرِيقِ عَمْقٍ سَرَّحَ النَّاسُ ظَهْرَهُمْ ، وَأَخَذَتْهُمْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ حَتَّى أَشْفَقَ وَقَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا شَأْنُ هَذِهِ الرِّيحِ ؟ فَزَعَمُوا أَنَّهُ قَالَ : مَاتَ الْيَوْمَ مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ ؛ وَلِذَلِكَ عَصَفَتْ ، وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنْهَا بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَكَانَ مَوْتُهُ غَائِظًا لِلْمُنَافِقِينَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : فَرَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَجَدْنَا مُنَافِقًا عَظِيمَ النِّفَاقِ مَاتَ يَوْمَئِذٍ ، وَسَكَنَتِ الرِّيحُ آخِرَ النَّهَارِ ، فَجَمَعَ النَّاسُ ظَهْرَهُمْ ، وَفُقِدَتْ رَاحِلَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ بَيْنِ الْإِبِلِ ، فَسَعَى لَهَا الرِّجَالُ يَلْتَمِسُونَهَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانَ فِي رُفْقَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَيْنَ يَسْعَى هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ ؟ قَالَ أَصْحَابُهُ : يَلْتَمِسُونَ رَاحِلَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ الْمُنَافِقُ : أَلَا يُحَدِّثُهُ اللَّهُ بِمَكَانِ رَاحِلَتِهِ ؟ فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ مَا قَالَ ، وَقَالُوا : قَاتَلَكَ اللَّهُ ، نَافَقْتَ فَلِمَ خَرَجْتَ وَهَذَا فِي نَفْسِكَ ؟ لَا صَحِبْتَنَا سَاعَةً . فَمَكَثَ الْمُنَافِقُ مَعَهُمْ شَيْئًا ، ثُمَّ قَامَ وَتَرَكَهُمْ ، فَعَمَدَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَسَمِعَ الْحَدِيثَ ، فَوَجَدَ اللَّهَ قَدْ حَدَّثَهُ حَدِيثَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْمُنَافِقُ يَسْمَعُ : إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ شَمَتَ أَنْ ضَلَّتْ نَاقَةُ رَسُولِ اللَّهِ وَقَالَ : أَلَا يُحَدِّثُهُ اللَّهُ بِمَكَانِ نَاقَتِهِ ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَنِي بِمَكَانِهَا ، وَلَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ، وَإِنَّهَا فِي الشِّعْبِ الْمُقَابِلِ لَكُمْ ، قَدْ تَعَلَّقَ زِمَامُهَا بِشَجَرَةٍ ، فَعَمَدُوا إِلَيْهَا فَجَاءُوا بِهَا ، وَأَقْبَلَ الْمُنَافِقُ سَرِيعًا حَتَّى أَتَى الَّذِينَ قَالَ عِنْدَهُمْ مَا قَالَ ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ مِنْ مَجْلِسِهِ فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ ، هَلْ أَتَى مِنْكُمْ أَحَدٌ مُحَمَّدًا فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قُلْتُ ؟ قَالُوا : اللَّهُمَّ لَا ، وَلَا قُمْنَا مِنْ مَجْلِسِنَا هَذَا بَعْدُ قَالَ : فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ عِنْدَ الْقَوْمِ حَدِيثِي ، وَاللَّهِ لَكَأَنِّي لَمْ أُسْلِمْ إِلَّا الْيَوْمَ ، وَإِنْ كُنْتُ لَفِي شَكٍّ مِنْ شَأْنِهِ ، فَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابَهُ : فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ ، فَزَعَمُوا أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَيْهِ فَاعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ ابْنُ اللَّصِيتِ ، وَلَمْ يَزَلْ زَعَمُوا يَفْسُلُ حَتَّى مَاتَ

حديث رقم: 650

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقَدْ سُئِلَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَقَالَ : هُوَ الَّذِي يَقُولُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هُوَ الَّذِي أَوْفَى اللَّهُ بِأُذُنِهِ ، سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الْمُنَافِقِينَ يَقُولُ ، وَالنَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَخْطُبُ : لَئِنْ كَانَ هَذَا صَادِقًا لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ : فَقَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ ، وَلَأَنْتَ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ ، ثُمَّ رَفَعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَحَدَهُ الْقَائِلُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ : {{ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ }} ، وَكَانَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ تَصْدِيقًا لِزَيْدٍ

حديث رقم: 651

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جُلَاسَ بْنَ سُوَيْدٍ قَالَ : لَئِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدٍ ، وَكَانَ رَبِيبَهُ فِي حِجْرِهِ : وَاللَّهِ إِنَّ الَّذِي يَقُولُ حَقٌّ ، وَإِنَّكَ لَشَرٌّ مِنَ الْحِمَارِ ، وَرَفَعَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَتَاهُ جُلَاسٌ فَرَدَّ قَوْلَهُ وَكَذَّبَهُ وَقَالَ : وَاللَّهِ مَا قُلْتُ ذَاكَ ، وَلَقَدْ كَذَبَ عَلَيَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ }} الْآيَةَ قَالَ جُلَاسٌ : صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ قُلْتُ ذَاكَ ، وَقَدْ عَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ التَّوْبَةَ وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِمَّا قُلْتُ ، وَكَانَ حُمِّلَ حَمَالَةً ، أَوْ عَلَيْهِ دَيْنٌ ، فَأَدَّاهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ }} فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعُمَيْرٍ : وَفَتْ أُذُنُكَ وَصَدَّقَكَ رَبُّكَ وَقَالَ عُمَيْرٌ لِجُلَاسٍ : أَمَ وَاللَّهِ لَوْلَا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيَّ كِتَابٌ أَوْ وَحْيٌ بِكِتْمَانِي عَلَيْكَ لَكَتَمْتُ عَلَيْكَ

حديث رقم: 652

حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ الْأَصْبَغِ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ فَوْقَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ ، وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَرَاءَهُ ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ ، فَسَارَ حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وَعَبْدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ ، فَلَمَّا غَشَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ ابْنُ أُبَيٍّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ ثُمَّ قَالَ : لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا ، فَسَلَّمَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍ : أَيُّهَا الْمَرْءُ ، إِنَّهُ لَا أَحْسَنَ مِنْ حَدِيثِكَ هَذَا إِنْ كَانَ حَقًّا ، فَلَا تُؤْذِنَا فِي مَجْلِسِنَا ، ارْجِعْ إِلَى رَحْلِكَ ، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَاغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا ، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ ، فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يَتَثَاوَرُونَ ، فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا ، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ : يَا سَعْدُ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ ، يُرِيدُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَالَ كَذَا وَكَذَا فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ ، فَوَالَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ لَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ فَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ ، فَلَمَّا رَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرَفَهُ فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ ، فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . وَكَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ وَيَصْبِرُونَ عَلَى الْأَذَى قَالَ : {{ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا }} الْآيَةَ ، وَقَالَ اللَّهُ : {{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا }} ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ ، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا غَزَا النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَدْرًا فَقَتَلَ اللَّهُ بِهِ مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ عَبْدَةِ الْأَوْثَانِ : هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ لَهُ ، فَبَايِعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَأَسْلَمُوا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ شُيُوخِ أَهْلِ دِمَشْقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : رَكِبَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمًا حِمَارًا بِإِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ ، وَرِدْفُهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ : فَرَدَّ اللَّهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ

حديث رقم: 653

حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ : {{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ }} قَالَ : أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ لَهُ يَسِيرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ أَخِي بَنِي الْحُبْلَى ، فَرَاثَ الْحِمَارُ ، فَأَمْسَكَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ : إِلَيْكَ حِمَارَكَ عَنْ وَجْهِ الرِّيحِ هَكَذَا ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَنْتَنْتَنِي فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ : أَلِحِمَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَقُولُ هَذَا ؟ فَوَاللَّهِ لَهُوَ أَطْيَبُ عِرْضًا مِنْكَ قَالَ : أَلِي تَقُولُ هَذَا يَا ابْنَ رَوَاحَةَ ؟ فَقَالَ : إِي وَاللَّهِ ، وَمِنْ أَبِيكَ . فَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ بَيْنَهُمَا حَتَّى جَاءَتْ عَشِيرَةُ هَذَا وَعَشِيرَةُ هَذَا ، فَكَانَ بَيْنَهُمْ وَحْيٌ بِاللِّطَامِ وَالنِّعَالِ ، فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ حَتَّى نَزَلَتْ : {{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ }} ، فَلَمَّا نَزَلَتْ عَرَفُوا أَنَّهَا الْهَاجِرَةُ فَكَفُّوا ، وَأَقْبَلَ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، وَكَانَ مِنْ رَهْطِ ابْنِ رَوَاحَةَ ، مُتَقَلِّدَ السَّيْفِ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ تَحَاجَزُوا قَالَ : أَيْنَ أُبَيٌّ يَا ابْنَ أَبِي سَعْدٍ ، أَعَلَيَّ تَحْمِلُ السَّيْفَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ لَوْ أَدْرَكْتُكُمْ قَبْلَ الصُّلْحِ لَضَرَبْتُكَ بِهِ

حديث رقم: 654

حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَنَابَ نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ حَتَّى كَثُرُوا ، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَعَّابًا فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا ، فَغَضِبَ الْأَنْصَارُ غَضَبًا شَدِيدًا حَتَّى تَدَاعَوْا فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا لِلْأَنْصَارِ يَا لِلْأَنْصَارِ ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا لِلْمُهَاجِرِينَ يَا لِلْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا بَالُ دَعْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ ؟ فَقَالَ : مَا شَأْنُهُمْ ؟ فَأُخْبِرَ بِكَسْعَةِ الْمُهَاجِرِيِّ الْأَنْصَارِيَّ فَقَالَ : دَعُوهَا ؛ فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ : قَدْ تَدَاعَوْا ، إِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَلَا تَقْتُلُ هَذَا الْخَبِيثَ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّهُ يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ وَقَدْ أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَذْكُرُ هَذَا ، وَزَادَ فِيهِ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، قَدِ ابْتُلِيَ بِكُمُ الْأَنْصَارُ فَفَعَلُوا مَا قَدْ عَلِمْتُمْ ، فَآوَوْا وَنَصَرُوا ، وَأَنْتُمْ مُبْتَلُونَ بِهِمْ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَفْعَلُونَ

حديث رقم: 655

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ ، فَحَلَفَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، فَلَامَنِي قَوْمِي وَقَالُوا : مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ : فَانْطَلَقْتُ فَقُمْتُ كَئِيبًا أَوْ حَزِينًا ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَوْ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكَ وَصَدَّقَكَ قَالَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ مِنْهَا الْأَذَلُّ }}

حديث رقم: 656

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي سَفَرٍ أَصَابَ النَّاسَ فِيهِ شِدَّةٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ لِأَصْحَابِهِ : لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ ، وَقَالَ : {{ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ }} ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ ، فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ ، فَقَالُوا : كَذَبَ زَيْدٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوا شِدَّةٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُصَدِّقُنِي فِي {{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ }} قَالَ : وَوَافَاهُمُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ فَلَوَّوْا رُءُوسَهُمْ . وَقَوْلُهُ : {{ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ }} ، قَالُوا : كَانُوا رِجَالًا أَجْمَلَ شَيْءٍ

حديث رقم: 657

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : {{ سَوَاءٌ عَلَيْهِمُ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }} قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ ، أَنَّ غُلَامًا مِنْ قَرَابَتِهِ انْطَلَقَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِحَدِيثٍ وَتَكْذِيبٍ عَنْهُ شَدِيدٍ ، فَدَعَاهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَإِذَا هُوَ يَحْلِفُ وَيُبَرِّئُ مِنْ ذَلِكَ ، وَأَقْبَلَتِ الْأَنْصَارُ عَلَى الْغُلَامِ فَلَامُوهُ وَعَزَّرُوهُ ، فَقِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ : لَوْ أَتَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ لَكَ ، فَجَعَلَ يَلْوِي رَأْسَهُ وَيَقُولُ : لَسْتُ فَاعِلًا ، وَكَذَبَ عَلَيَّ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ مَا تَسْمَعُونَ : {{ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ لَا يَفْقَهُونَ }} قَالَ : هَذَا قَوْلُهُ : لَا تُنْفِقُوا عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ حَتَّى يَدَعُوهُ ، فَإِنَّكُمْ لَوْلَا أَنْتُمْ تُنْفِقُونَ عَلَيْهِمْ لَتَرَكُوهُ وَرَحَلُوا عَنْهُ

حديث رقم: 658

حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَنْزِلًا عَلَى مَنْقَلَةٍ أَوْ مَنْقَلَتَيْنِ ، فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ ، رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : جَهْجَاهُ بْنُ قَيْسٍ الْغِفَارِيُّ ، وَسِنَانُ بْنُ وَبَرَةَ الْجُهَنِيُّ حَلِيفُ بَنِي الْخَزْرَجِ قَالَ : فَظَهَرَ اللَّهُ جَهْجَاهَ عَلَى الْجُهَنِيِّ ، وَكَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَسِيفٌ إِذَا نَزَلَ الْقَوْمُ انْطَلَقَ يُخَنِّسُ لِفَرَسِهِ ، فَانْطَلَقَ الْعَسِيفُ فَوَجَدَهُمَا يَقْتَتِلَانِ قَالَ : وَظَهَرَ عَلَيْهِ جَهْجَاهُ ، فَاسْتَصْرَخَ ابْنُ وَبَرَةَ بِقَوْمِهِ حَتَّى نَادَوْا : يَا أَبَا الْحُبَابِ ، لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَقَدْ أَخَذَ بِيَدِ الرَّجُلَيْنِ ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ إِلَّا قَوْمَهُ فَقَالَ : هَنِيئًا لَكُمْ يَا آلَ الْأَوْسِ ، ضَمَمْتُمْ إِلَيْكُمْ سُرَّاقَ الْحَجِيجِ مِنْ مُزَيْنَةَ وَغِفَارٍ ، يَأْكُلُونَ ثِمَارَكُمْ وَيَقْهَرُونَكُمْ فِي دِيَارِكُمْ ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، وَلَنُمْسِكَنَّ بِأَيْدِينَا عَنْ أَثْمَارِنَا حَتَّى يَجُوعُوا فَيَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِ صَاحِبِهِمْ قَالَ : فَرَجَعَ عَسِيفُ عُمَرَ وَلَمْ يُخَنِّسْ لِفَرَسِهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا شَأْنُكَ لَمْ تُخَنِّسْ لِفَرَسِي ؟ قَالَ : الْعَجَبُ ، مَرَرْتُ بِجَهْجَاهَ وَابْنَ وَبَرَةَ يَقْتَتِلَانِ ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ جَهْجَاهُ ، فَاسْتَصْرَخَ ابْنُ وَبَرَةَ بِقَوْمِهِ ، فَجَاءَ ابْنُ أُبَيٍّ وَقَدْ أَخَذَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، فَنَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَلَمْ يَرَ إِلَّا قَوْمَهُ فَقَالَ : هَنِيئًا لَكُمْ يَا آلَ الْأَوْسِ ، ضَمَمْتُمْ إِلَيْكُمْ سُرَّاقَ الْمُخَيَّمِ مِنْ مُزَيْنَةَ وَغِفَارٍ ، يَأْكُلُونَ ثِمَارَكُمْ وَيَقْهَرُونَكُمْ فِي دِيَارِكُمْ ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، وَلَنُمْسِكَنَّ بِأَيْدِينَا مِنْ ثِمَارِهَا حَتَّى يَجُوعُوا فَيَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِ صَاحِبِهِمْ قَالَ : قَدْ سَمِعْتَ قَالَ : فَانْدَفَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ مَكَانِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَانَ إِذَا نَزَلَ بِهِمْ مَنْزِلًا صَلَّى بِهِمْ صَلَاةَ الْمَغْرِبِ لَمْ يَرْتَحِلْ مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ بِهِمْ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ . قَالَ : فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ مِمَّنْ يَتَوَسَّدُ رِدَاءَهُ مَكَانَهُ أَوْ ذِرَاعَهُ حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ ، فَاسْتَأْذَنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ادْعُهُ ، وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي عَسِيفًا أَبْعَثُهُ يُخَنِّسُ لِفَرَسِي إِذَا نَزَلَ الْقَوْمُ ، وَإِنَّهُ انْطَلَقَ يُخَنِّسُ فَوَجَدَ جَهْجَاهَ وَابْنَ وَبَرَةَ يَقْتَتِلَانِ ، فَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ وَمَا قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَوَقَدْ قِيلَتْ ؟ فَأَمَرَ فَنُودِيَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ ، فَارْتَحَلُوا حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، وَتَحَدَّثَ النَّاسُ : لَمْ يُرَحِّلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنْ مُرْتَحَلِهِ الَّذِي كَانَ يَرْتَحِلُ إِلَّا شَيْءٌ خَافَهُ أَوْ شَيْءٌ أَتَاهُ فَأَرَادَ أَنْ يَنْتَهِزَهُ قَالَ : حَتَّى أَصْبَحَ النَّاسُ وَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِهِ ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ النَّاسِ ، فَقَامَ فَخَطَبَ فَقَالَ : إِنَّمَا عَاقَنَا عَنْ مُرْتَحَلِنَا الَّذِي كُنَّا نَرْحَلُ لَهُ قَوْلُ رَجُلٍ مِنْكُمْ - عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ - قَالَ كَذَا وَكَذَا قَالَ : فَوَثَبَ وَرَقَةُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَظْعَنَكَ عَنْ مُرْتَحَلِكَ الَّذِي كُنْتَ تَرْتَحِلُ إِلَّا قَوْلُ رَجُلٍ مِنَّا ؟ فَوَاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَئِنْ شِئْتَ لَآتِيَنَّكَ أَوَّلَهُ مِنْ رَأْسِهِ أَضَعُهُ بَيْنَ يَدَيْكَ قَالَ : وَقَدْ كَانَ وَرَقَةُ ابْنَ عَمٍّ لِعَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ : فَأَبَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَالَ : لَا أُحِلُّ ، وَلَكِنِ انْطَلِقُوا فَأْتُونِي بِهِ قَالَ : فَانْدَفَعُوا حَتَّى دَخَلُوا عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ قَالُوا : يَا ابْنَ أُبَيٍّ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَلَغَهُ عَنْكَ قَوْلٌ فَوَجَدَ عَلَيْكَ فِي نَفْسِهِ ، فَإِذَا أَنْتَ أَتَيْتَهُ فَاعْتَذِرْ إِلَيْهِ مِمَّا قُلْتَ ، وَمُرْهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكَ ، فَإِنَّكَ سَتَجِدُهُ رَحِيمًا قَالَ : وَمَا بِي ، أَلَسْتُ أَغْزُو مَعَكُمْ إِذَا غَزَوْتُمْ ، وَأُنْفِقُ مَعَكُمْ إِذَا أَنْفَقْتُمْ ؟ فَخَرَجَ مَعَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُمْ يَقُولُونَ لَهُ ذَلِكَ ، وَهُوَ يَلْوِي رَأْسَهُ إِلَى أَصْحَابِهِ جَنْبَيْهِ وَيَقُولُ : مَا لِي ، أَلَسْتُ أَغْزُو مَعَكُمْ إِذَا غَزَوْتُمْ ، وَأُنْفِقُ مَعَكُمْ إِذَا أَنْفَقْتُمْ ؟ حَتَّى انْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ كَذَلِكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا ابْنَ أُبَيٍّ ، أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ : لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ، أَفَأَنْتَ أَعَزُّ مِنِّي ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَلْ أَنْتَ أَعَزُّ وَأَكْرَمُ ، مَا رَكِبْنَا حَتَّى رَكِبْتَ ، وَمَا قَاتَلْنَا حَتَّى كُنْتَ أَوَّلَ قَالَ : فَأَنْتَ الَّذِي تَقُولُ : لَنُمْسِكَنَّ مَا بِأَيْدِينَا مِنْ ثَمَرِنَا حَتَّى يَجُوعُوا فَيَنْفَضُّوا عَنْ صَاحِبِهِمْ ؟ أَيْ أَنَّكَ تُنْفِقُ عَلَيْنَا قَالَ : وَالَّذِي تَحْلِفُ بِهِ مَا قُلْتُ . وَنَزَلَتْ : {{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }}

حديث رقم: 659

حَدَّثَنَا حَارِثَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَقْتُلُ أَبِي ؟ فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا تَقْتُلْ أَبَاكَ

حديث رقم: 660

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ : {{ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ }} قَالَ : قَدْ قَالَهَا مُنَافِقٌ عَظِيمُ النِّفَاقِ فِي رَجُلَيْنِ اقْتَتَلَا : أَحَدُهُمَا غِفَارِيٌّ وَالْآخَرُ جُهَنِيٌّ ، فَظَهَرَ الْغِفَارِيُّ عَلَى الْجُهَنِيِّ ، وَكَانَ بَيْنَ جُهَيْنَةَ وَالْأَنْصَارِ حِلْفٌ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : يَا بَنِي الْأَوْسِ ، يَا بَنِي الْخَزْرَجِ ، عَلَيْكُمْ صَاحِبُكُمْ وَحَلِيفُكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ : سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ ، وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ . فَسَعَى بِهَا بَعْضُهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مُرْ مُعَاذًا يَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ : لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ

حديث رقم: 661

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُعْتَكِرًا ، وَكَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشِ كَلَامٌ حَتَّى اشْتَدَّ بَيْنَهُمَا ، وَاجْتَمَعَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَنَادَى : غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ . فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَسْعَى ، ثُمَّ ذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }} ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا لَكَ يَا عُمَرُ ، كَأَنَّكَ مُغْضَبٌ ؟ فَقَالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّ هَذَا الْمُنَافِقَ يُنَادِي : غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَأَرَدْتَ مَاذَا يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَعْلُوهُ بِسَيْفِي حَتَّى يَسْكُتَ قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، وَلَكِنْ نَادِ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ قَالَ : تَرَحَّلُوا وَسِيرُوا ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ يَوْمٌ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ حَتَّى أَنَاخَ عَلَى مَجَامِعِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، وَجَاءَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ وَتَشَعَّبُوا فِي الطَّرِيقِ حَتَّى جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُهَا حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَتَعْلَمَ الْيَوْمَ مَنِ الْأَعَزُّ مِنَ الْأَذَلِّ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، أَنَا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ مَا صَنَعَ بِهِ ابْنُهُ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى ابْنِهِ أَنْ خَلِّ عَنْهُ ، فَدَخَلَ فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ

حديث رقم: 662

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ ، أَنَّهُ أُسِرَ رَجُلٌ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ كَافِرٌ ، فَكَانَ أَسِيرًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ كَافِرًا ، ثُمَّ أَسْلَمَ فَنَافَقَ ، فَطَفِقَ ذَلِكَ الْأَسِيرُ يُرِيدُ وَلِيدَةً مُسْلِمَةً تُسَمَّى مُعَاذَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، فَتَمْتَنِعُ الْوَلِيدَةُ مِنْ أَجْلِ إِسْلَامِهَا مِنَ الْأَسِيرِ الْقُرَشِيِّ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ضَرَبَهَا لِيُكْرِهَهَا عَلَى الْبِغَاءِ رَجَاءَ أَنْ تَحْمِلَ مِنَ الْقُرَشِيِّ رَغْبَةً فِي فِدَاءِ وَلَدِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ }} الْآيَةَ

حديث رقم: 663

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : الَّتِي جَادَلَتْ فِي زَوْجِهَا خَوْلَةُ بِنْتُ الصَّامِتِ ، وَأُمُّهَا مُعَاذَةُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ : {{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا }} قَالَ : كَانَتْ أَمَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ الْمُنَافِقِ ، فَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ ، فَكَانَتِ التَّوْبَةُ لَهَا دُونَهُ

حديث رقم: 664

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ زَكَرِيَّا ، عَنْ عَامِرٍ ، فِي الَّتِي جَادَلَتْ فِي زَوْجِهَا : خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ ، وَأُمُّهَا مُعَاذَةُ ، وَكَانَتْ أَمَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ ، وَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ ، وَكَانَتِ التَّوْبَةُ لَهَا دُونَهُ خَاصَّةً ، يَعْنِي : {{ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ }}

حديث رقم: 665

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ : كَانَتْ مُسَيْكَةُ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، وَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ فَقَالَتْ : إِنْ كَانَ خَيْرًا فَقَدِ اسْتَكْثَرْتُ مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ آنَ لِي أَنْ أَدَعَهُ ، فَنَزَلَتْ {{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ }}

حديث رقم: 666

حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزَيْدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : كَانَتْ مُعَاذَةُ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ، وَكَانَتْ مُسْلِمَةً فَكَانَ يَسْتَكْرِهُهَا عَلَى الْبِغَاءِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ }} الْآَيَةَ

حديث رقم: 667

حَدَّثَنَا حِبَّانُ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ : {{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ }} قَالَ : كَانَتْ جَارِيَةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يُقَالُ لَهَا : مُسَيْكَةُ ، وَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الزِّنَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} ، هَكَذَا يَقْرَؤُهَا