سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِرًا ، وَكَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشِ كَلَامٌ حَتَّى اشْتَدَّ بَيْنَهُمَا ، وَاجْتَمَعَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَنَادَى : غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ . فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَسْعَى ، ثُمَّ ذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }} ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا لَكَ يَا عُمَرُ ، كَأَنَّكَ مُغْضَبٌ ؟ " فَقَالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّ هَذَا الْمُنَافِقَ يُنَادِي : غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَأَرَدْتَ مَاذَا يَا عُمَرُ ؟ " قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَعْلُوهُ بِسَيْفِي حَتَّى يَسْكُتَ قَالَ : " لَا تَفْعَلْ ، وَلَكِنْ نَادِ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ " قَالَ : تَرَحَّلُوا وَسِيرُوا ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ يَوْمٌ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ حَتَّى أَنَاخَ عَلَى مَجَامِعِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، وَجَاءَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ وَتَشَعَّبُوا فِي الطَّرِيقِ حَتَّى جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُهَا حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَعْلَمَ الْيَوْمَ مَنِ الْأَعَزُّ مِنَ الْأَذَلِّ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، أَنَا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ مَا صَنَعَ بِهِ ابْنُهُ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْنِهِ أَنْ خَلِّ عَنْهُ ، فَدَخَلَ فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ "
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُعْتَكِرًا ، وَكَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشِ كَلَامٌ حَتَّى اشْتَدَّ بَيْنَهُمَا ، وَاجْتَمَعَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَبَلَغَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَنَادَى : غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ ، أَمَ وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ . فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَخَذَ سَيْفَهُ ثُمَّ خَرَجَ يَسْعَى ، ثُمَّ ذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }} ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا لَكَ يَا عُمَرُ ، كَأَنَّكَ مُغْضَبٌ ؟ فَقَالَ : لَا ، إِلَّا أَنَّ هَذَا الْمُنَافِقَ يُنَادِي : غَلَبَنِي عَلَى قَوْمِي مَنْ لَا قَوْمَ لَهُ ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَأَرَدْتَ مَاذَا يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَعْلُوهُ بِسَيْفِي حَتَّى يَسْكُتَ قَالَ : لَا تَفْعَلْ ، وَلَكِنْ نَادِ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ قَالَ : تَرَحَّلُوا وَسِيرُوا ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَدِينَةِ يَوْمٌ تَعَجَّلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ حَتَّى أَنَاخَ عَلَى مَجَامِعِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، وَجَاءَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ وَتَشَعَّبُوا فِي الطَّرِيقِ حَتَّى جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ : لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلُهَا حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَتَعْلَمَ الْيَوْمَ مَنِ الْأَعَزُّ مِنَ الْأَذَلِّ فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، أَنَا مِنْ بَيْنِ النَّاسِ ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَاشْتَكَى إِلَيْهِ مَا صَنَعَ بِهِ ابْنُهُ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى ابْنِهِ أَنْ خَلِّ عَنْهُ ، فَدَخَلَ فَلَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ