حديث رقم: 1303

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : لَئِنْ عِشْتُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، لَأَسِيرَنَّ فِي الرَّعِيَّةِ حَوْلًا ، فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لِلنَّاسِ حَوَائِجَ تُقْطَعُ دُونِي ، إِمَّا هُمْ فَلَا يَصِلُونَ إِلَيَّ ، وَإِمَّا عُمَّالُهُمْ فَلَا يَرْفَعُونَهَا إِلَيَّ ، فَأَسِيرُ إِلَى الشَّامِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْجَزِيرَةِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى مِصْرَ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْبَحْرَيْنِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْكُوفَةِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ ، ثُمَّ أَسِيرُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَأُقِيمُ بِهَا شَهْرَيْنِ ، وَاللَّهِ لَنِعْمَ الْحَوْلُ هَذَا

حديث رقم: 1304

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يُرِيدُ الشَّامَ حَتَّى إِذَا دَنَا أَنَاخَ فَذَهَبَ لِحَاجَةٍ لَهُ ، قَالَ أَسْلَمُ : فَطَرَحْتُ فَرْوَتِي بَيْنَ شُعْبَتَيْ رَحْلِي ، فَلَمَّا فَرَغَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمَدَ إِلَى بَعِيرِي فَرَكِبَهُ ، وَرَكِبَ أَسْلَمُ بَعِيرَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَرَجَا يَسِيرَانِ حَتَّى لَقِيَهُمَا أَهْلُ الْأَرْضِ ، قَالَ : فَلَمَّا دَنَوَا أَشَرْتُ لَهُمْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَجَعَلُوا يَتَحَدَّثُونَ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : تَطْمَحُ أَبْصَارُهُمْ إِلَى مَرَاكِبَ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ

حديث رقم: 1305

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ نَزَلَ لِلصُّبْحٍ ، وَنَزَلْتُ مَعَهُ ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ أَبْعَدَ ثُمَّ جَاءَ فَنَاوَلْتُهُ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ صَلَّى ، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَرْكَبَ قَالَ : هَلْ لَكَ أَنْ تَرْكَبَ جَمَلِي وَأَرْكَبَ جَمَلَكَ يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ وَلَكِنَّهُ جَعَلَ يَقْبِضُ ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا يَقْبِضُ ؟ قَالَ : يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ فَلَا يُنْشِبُ - أَيْ يُنَقِّبُ - وَهُوَ جَمَلُ رَجُلٍ أَقَثَّ لَمْ يُثْقِلْ حَوَايَاهُ الشَّحْمُ قَالَ : ثُمَّ لَقِيَنَا أَهْلَ الْأَرْضِ يَنْشدُونَ ، قَالُوا : أَيْنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : أَمَامَكُمْ ، قَالَ : فَانْصَرَفُوا قَالَ : مَا إِخَالُنَا إِلَّا قَدْ كَرَبْنَاهُمْ نَادِهِمْ ، فَنَادَيْتُهُمْ فَرَجَعُوا ، فَقُلْتُ : هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّمَا ضَرَبْتُ وُجُوهَهُمْ فَانْصَرَفُوا ، فَقَالَ : هَلْ تَرَى مَا أَرَى يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ فَقُلْتُ : وَمَا أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : لَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى صَاحِبِكَ ثِيَابَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهَا ، ثُمَّ تَزْدَرِينَا أَعْيُنُهُمْ ، قَالَ : فَلَقِيَنَا النَّاسُ فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَعَلَى قَوْمٍ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ ، فَلَوْ رَكِبْتَ دَابَّةً غَيْرَ دَابَّتِكَ هَذِهِ ؟ قَالَ : فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ ، فَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بِهِ ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ فَلَا يَزْدَادُ إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ : مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ ، مَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي ، إِيتُونِي بِقَعُودِي فَرَكِبَهُ ، وَأَخَّرَ النَّاسَ عَنْهُ ، قَالَ : فَطَلَعَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى جَمَلٍ خِطَامُهُ حَبَلٌ أَسْوَدُ ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : مَرْحَبًا ، هَذَا أَخِي ، مَرْحَبًا هَذَا رَجُلٌ لَمْ تُغَيِّرْهُ الدُّنْيَا ، قَالَ : فَمَا زَالَ يَقُولُ مَرْحَبًا حَتَّى جَاءَ

حديث رقم: 1306

حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ ، فَلَمَّا كُنَّا فِي أَدْنَى الرِّيفِ وَدَنَوْنَا مِنْهُ ، ذَهَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِحَاجَتِهِ ، وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ أَبْعَدَ فَجَاءَ وَقَدْ قَلَبْتُ فَرْوَتِي فَأَلْقَيْتُهَا بَيْنَ شُعْبَتَيِ الرَّحْلِ ، فَرَكِبَ بَعِيرِي وَرَكِبْتُ بَعِيرَهُ ، فَلَمَّا خَطَا بِهِ الْبَعِيرُ قَالَ : يَا أَسْلَمُ بِجَمَلِكَ هَذَا قِبَاضٌ ، قُلْتُ : لَا أَدْرِي ، قَالَ : بَلَى ، وَلَا يُصْلِحُهُ إِلَّا رَجُلٌ لَمْ يُثْقِلْ حَوَايَاهُ الشَّحْمُ ، فَسِرْنَا حَتَّى لَقِيَنَا النَّاسُ ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَ عَنْهُ فَأَقُولُ : أَمَامَكُمْ فَيَبْعُدُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ ، فَقَالَ لِي : يَا أَسْلَمُ قَدْ أَكْثَرْتَ فَأَخْبِرْهُمْ ، فَقُلْتُ : هَذَا ، فَاطَّلَعَ أُنَاسٌ فَقَالُوا : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقُلْتُ : هَذَا ، فَجَعَلُوا يَتَوَاطَأُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ لَا يَرَوْنَ عَلَيْنَا بُرُدَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهَا ، وَأَعْيُنُهُمْ تَزْدَرِينَا ، ثُمَّ سَارَ حَتَّى لَقِيَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ ، قَالَ : فَمَهْ ؟ قَالَ : يُؤْتَى بِدَابَّةٍ فَتَرْكَبُهَا ، قَالَ : مَا شِئْتُمْ ، قَالَ : فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ ، فَجَعَلَ الْبِرْذَوْنُ يُحَرِّكُهُ ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَضْرِبُهُ وَيَضْرِبُ وَجْهَهُ فَلَا يَزِيدُهُ إِلَّا مَشْيًا فَقَالَ سَائِسُ الدَّابَّةِ : مَا يَنْقِمُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ ؟ ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ : مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ ، وَمَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي قَرِّبُوا بَعِيرِي ، فَرَكِبَهُ ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسُ ، فَسَارَ حَتَّى لَقِيَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى بَعِيرٍ قَدْ خَطَمَهُ بِحَبْلٍ أَسْوَدَ ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَخِي ، لَعَمْرِي لَمْ تُغَيِّرْكَ الدُّنْيَا بَعْدِي وَدَخَلَا

حديث رقم: 1307

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : أُتِيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ مُنْطَلِقًا إِلَى الشَّامِ ، فَلَمَّا هَزَّهُ خَلَجُهُ ، فَنَزَلَ عَنْهُ ، وَقَالَ : قَبَّحَ اللَّهُ مِنْ عَمَلِكَ هَذَا

حديث رقم: 1308

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : رَكِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِرْذَوْنًا فَهَزَّهُ فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ : مَا يَصْلُحُ هَذَا إِلَّا لِصَاحِبٍ يَأْتِي عَلَيْهِ الْغَائِطَ

حديث رقم: 1309

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ الْمَكِّيِّ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الشَّامِيِّ ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ : أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ عَلَيْهِمُ الشَّامَ عَلَى جَمَلٍ أَوْرَقَ بَيْنَ عَمُودَيْنِ ، تَلُوحُ صَلْعَتُهُ فِي الشَّمْسِ ، لَا حِقْبَةَ وَلَا خَشَبَةَ ، تَصْطَفِقُ رِجْلَاهُ ، لَيْسَ لَهُ رِكَابَانِ ، وِطَاؤُهُ فَرْوَةُ كَبْشٍ كَرْمِيٍّ ذَاتِ صُوفٍ ، هُوَ وِطَاؤُهُ إِذَا رَكِبَ ، وَفِرَاشُهُ إِذَا نَزَلَ ، وَحَقِيبَةٌ نَمِرَةٌ أَوْ شَمْلَةٌ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا هِيَ وِسَادَتُهُ إِذَا نَزَلَ وَحَقِيبَتُهُ إِذَا رَكِبَ ، قَالَ لَهُ رَأْسُ الْقَرْيَةِ : أَنْتَ مَلِكُ الْعَرَبِ وَهَذِهِ دَابَّةٌ لَا تَصْلُحُ لِهَذَا الْبَلَدِ ، فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ ، فَرَكِبَ بِغَيْرِ سَرْجٍ فَأَهَزَّتْهُ ، فَقَالَ : أَمْسِكْ أَمْسِكْ ، أَدْنِ جَمَلِي ، مَا شَعَرْتُ أَنَّ النَّاسَ يَرْكَبُونَ الشَّيَاطِينَ قَبْلَ يَوْمِي هَذَا ، فَدُعِيَ بِجَمَلِهِ فَرَكِبَهُ

حديث رقم: 1310

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ قَتَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، عَنِ ابْنِ صَالِحٍ قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ عَلَى بَعِيرٍ أَحْمَرَ مُقَتَّبٍ بِقَتَبٍ مُشْتَمِلًا بِعَبَاءَةٍ قَطَوَانِيَّةٍ ، خِطَامُ بَعِيرِهِ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى ، وَفِي يَسَارِهِ نَمِرَةٌ

حديث رقم: 1311

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَجْلَانَ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشَّامَ فَلَقِيَهُ الْعَجَمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَيَقُولُونَ : أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَيَقُولُونَ : قُدَّامَكُمْ ، حَتَّى جَاوَزُوهُ فَسَأَلُوا : فَقِيلَ : هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَرَجَعُوا فَنَظَرُوا إِلَيْهِ فِي رَجُلٍ أَوِ اثْنَيْنِ أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَقَالُوا : هَذِهِ وَاللَّهِ الرَّهْبَانِيَّةُ ، لَا رَهْبَانِيَّتُكُمْ ، قَالَ : وَلَقِيَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى بِرْذَوْنٍ فَنَزَلَ وَمَشَى مَعَهُ وَتَغَافَلَ عَنْهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَهِدْتَ الرَّجُلَ ، إِنَّهُ بَادِنٌ ، فَقَالَ : دَعْهُ ، حَتَّى بَلَغَ مِنْ ذَلِكَ مَا أَرَادَ ، ثُمَّ أَمَرَهُ فَرَكِبَ

حديث رقم: 1312

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ : مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْحَرَّانِيَّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي : سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي مَسْجَعَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ لِغَرَضِ الْخَرَاجِ وَذَلِكَ بَعْدَ وَقْعَةِ الْيَرْمُوكِ شَهِدْتُهُ دَعَا بِكُرْسِيٍّ مِنْ كَرَاسِيِّ الْكَنِيسَةِ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ أَكْرِمُوا أَصْحَابِي ؛ فَإِنَّ خِيَارَكُمْ أَصْحَابِي ، أَلَا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، أَلَا ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، أَلَا ثُمَّ يَظْهَرُ الْعَرَبُ وَيَكْثُرُ الْحَلِفُ حَتَّى يَحْلِفَ الْحَالِفُ ، وَإِنْ لَمْ يُسْتَحْلَفْ ، وَيَشْهَدُ الشَّاهِدُ وَإِنْ لَمْ يُسْتَشْهَدْ ، أَلَا فَمَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ، الْجَمَاعَةُ تَدْرَؤُكُمْ عَلَى الْجَمَاعَةِ ، أَلَا وَإِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ بَنِي آدَمَ وَهُوَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ ، أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا ، أَلَا وَمَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَاتُهُ وَسَرَّتْهُ حَسَنَاتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ قُمْتُ فِيكُمْ بِقَدْرِ مَا قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ ارْتَحَلَ حَتَّى نَزَلَ أَذْرِعَاتٍ ، وَقَدْ وَلَّى عَلَى الشَّامِ يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ فَدَعَا بِغَدَائِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الثَّرِيدِ رُفِعَ ، فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ قَصْعَةٌ أُخْرَى فَصَاحَ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَأَرْسَلَ يَزِيدُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ صَاحِبَ إِمْرَةٍ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا الَّذِي أَنْكَرْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : مَا بَالِي تُوضَعُ بَيْنَ يَدَيَّ قَصْعَةٌ وَتُرْفَعُ أُخْرَى ؟ قَالَ : إِنَّكَ هَبَطْتَ أَرْضًا كَثِيرَةَ الْأَطْعِمَةِ فَخِفْتُ عَلَيْكَ وَخَامَتَهَا ، فَأَشِرْ إِلَيَّ إِنْ شِئْتَ حَتَّى أُلْزِمَكَهُ ، فَأَشَارَ إِلَى الثَّرِيدِ ، فَقَامَ قُسْطَنْطِينُ وَهُوَ صَاحِبُ بُصْرَى بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدْ فَرَضَ عَلَيَّ الْخَرَاجَ ، فَاكْتُبْ لَهُ بِهِ فَأَنْكَرَ عُمَرُ ذَاكَ وَقَالَ : فَمَا فَرَضَ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : فَرَضَ عَلَيَّ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ وَعَبَاءَةً عَلَى كُلِّ جُلْهُمَةٍ يَعْنِي الْجَمَاجِمَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِأَبِي عُبَيْدَةَ : مَا يَقُولُ هَذَا ؟ قَالَ : كَذَبَ ، وَلَكِنِّي صَالَحْتُهُ عَلَى مَا ذَكَرَ لِيَسْتَمْتِعَ بِهِ الْمُسْلِمُونَ فِي شِتَائِهِمْ هَذَا ، ثُمَّ تَقْدُمُ أَنْتَ فَتَكُونُ الَّذِي يَفْرِضُ عَلَيْهِمُ الْخَرَاجَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَبُو عُبَيْدَةَ أَصْدَقُ عِنْدَنَا مِنْكَ ، فَقَالَ قُسْطَنْطِينُ : صَدَقَ أَبُو عُبَيْدَةَ ، وَكَذَبْتُ أَنَا ، قَالَ : وَيْحَكَ ، فَمَاذَا أَرَدْتَ بِمَقَالَتِكَ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَخْدَعَكَ ، وَلَكِنِ افْرِضْ عَلَيَّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْآنَ ، قَالَ : فَجَاثَاهُ النَّبَطِيُّ مُجَاثَاةَ الْخَصِمِ عَامَّةَ النَّهَارِ ، فَفَرَضَ عَلَى الْغَنِيِّ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ وَعَلَى الْوَسَطِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ ، وَعَلَى النَّاسِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا ، وَشَرَطَ عَلَيْهِ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُشَاطِرَهُمْ مَنَازِلَهُمْ فَيَنْزِلَ فِيهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَعَلَى أَنْ لَا يَضْرِبُوا بِنَاقُوسٍ ، وَلَا يَرْفَعُوا صَلِيبًا إِلَّا فِي جَوْفِ كَنِيسَةٍ ، وَعَلَى أَنْ لَا يُحْدِثُوا كَنِيسَةً إِلَّا مَا فِي أَيْدِيهِمْ ، وَعَلَى أَنْ لَا يَمُرَّ خِنْزِيرٌ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَى أَنْ يُقْرُوا ضَيْفَهُمْ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، وَعَلَى أَنْ يَحْمِلُوا رَاجِلَهُمْ مِنْ رُسْتَاقٍ إِلَى رُسْتَاقٍ ، وَعَلَى أَنْ يُنَاصِحُوهُمْ وَلَا يَغُشُّوهُمْ ، وَعَلَى أَنْ لَا يُمَالِئُوا عَلَيْهِ عَدُوًّا ، فَمَنْ وَفَى وَفَيْنَا لَهُ ، وَمَنَعْنَاهُ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا ، وَمَنِ انْتَهَكَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ اسْتَحْلَلْنَا بِذَلِكَ سَفْكَ دَمِهِ وَسِبَاءَ أَهْلِهِ وَمَالِهِ ، فَقَالَ لَهُ قُسْطَنْطِينُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اكْتُبْ لِي بِهِ كِتَابًا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ وَكَّدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : إِلَّا أَنْ أَسْتَثْنِيَ عَلَيْكَ مِيرَةَ الْجَيْشِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبَطِيُّ : لَكَ ثُنْيَاكَ ، وَقَبَّحَ اللَّهُ مَنْ أَقَالَكَ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ قُسْطَنْطِينُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قُمْ فِي النَّاسِ فَأَعْلِمْهُمْ كِتَابَكَ لِي لِيَتَنَاهَوْا عَنْ ظُلْمِي ، وَالْعِسَارِ عَلَيْنَا ، فَقَامَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَخَطَبَ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا بَلَغَ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ قَالَ النَّبَطِيُّ : إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا يَقُولُ ؟ قَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْءٌ تَكَلَّمَ بِهِ ، فَعَادَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْخُطْبَةِ وَعَادَ النَّبَطِيُّ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَفَتَرَوْنَ مَا يَقُولُ ؟ قَالُوا : يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ عُدْتَ لَهَا لَأَضْرِبَنَّ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكَ ، فَمَضَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خُطْبَتِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ إِلَيْهِ قُسْطَنْطِينُ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَاقْضِهَا لِي فَإِنَّ لِي عَلَيْكَ حَقًّا ، قَالَ : مَا حَقُّكَ عَلَيْنَا ؟ قَالَ : إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِالصَّغَارِ ، قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ ؟ إِنْ كَانَ لَكَ فِيهَا مَنْفَعَةٌ فَعَلْنَا ، قَالَ غَدًا عِنْدِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَيْحَكَ إِنَّ ذَلِكَ يَضُرُّكَ ، قَالَ : وَلَكِنَّهَا مَكْرُمَةٌ وَشَرَفٌ أَنَالُهُ ، قَالَ : انْطَلِقْ فَتَهَيَّأْ حَتَّى نَأْتِيَكَ ، فَانْطَلَقَ فَتَهَيَّأَ فِي كَنِيسَةِ بُصْرَى ، وَنَجَّدَهَا وَهَيَّأَهَا وَهَيَّأَ فِيهَا الْأَطْعِمَةَ وَقِبَابَ الْخَبِيصِ وَكَانُونًا عَلَيْهِ الْمِجْمَرُ ، فَلَمَّا جَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَصْحَابُهُ نَزَلَ فِي بَعْضِ الْبَيَادِرِ ، ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي وَتَبِعَهُ النَّاسُ وَالنَّبَطِيُّ بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ بَدَا لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : لَا يَتَّبِعْنِي أَحَدٌ ، ثُمَّ مَضَى هُوَ وَالنَّبَطِيُّ ، فَلَمَّا دَخَلَ الْكَنِيسَةَ إِذَا هُوَ بِالسُّتُورِ وَالْبُسُطِ وَقِبَابِ الْخَبِيصِ وَالْمِجْمَرِ ، فَقَالَ لِلنَّبَطِيِّ : وَيْلَكَ لَوْ نَظَرَ مَنْ خَلْفِي إِلَى مَا هَاهُنَا أَفْسَدْتَ عَلَيَّ قُلُوبَهُمْ ، اهْتِكْ مَا أَرَى ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَنْظُرُوا إِلَى نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ ، فَقَالَ لَهُ : إِنْ أَرَدْتَ أَنْ نَأْكُلَ طَعَامَكَ فَاصْنَعْ مَا آمُرُكَ ، فَهَتَكَ السُّتُورَ وَنَزَعَ الْبُسُطَ ، وَأَخْرَجَ عَنْهُ الْمِجْمَرَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : اخْرُجْ إِلَى رِحَالِنَا فَأْتِنِي بِأَنْطَاعٍ ، فَأَخَذَهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَبَسَطَهَا فِي الْكَنِيسَةِ ، ثُمَّ عَمَدَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى ذَلِكَ الْخَبِيصِ وَمَا كَانَ هُنَا فَعَكَسَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ، فَجَعَلَ يَحْمِلُ بِيَدَيْهِ وَيَجْعَلُهُ عَلَى الْأَنْطَاعِ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ النَّاسَ ، فَجَاءُوا فَجَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ وَأَقْبَلُوا يَأْكُلُونَ ، فَرُبَّمَا وَقَعَتِ الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَبِيصِ فِي فَمِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ : إِنَّ هَذَا طَعَامٌ مَا رَأَيْنَاهُ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَيْحَكَ أَمَا تَسْمَعُ ؟ كَيْفَ لَوْ رَأَوْا مَا رَأَيْتُ ؟ فَلَمَّا فَرَغُوا قَالَ النَّبَطِيُّ لِمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ قَدِ اجْتَمَعُوا ، فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّمَا عَلَيْهِ أَخْلَاقٌ وَسِخَةٌ مُهَلْهَلَةٌ فَلْنُحَدِّثْهُ عَنْهَا فَنُعِيرُهُ ثِيَابًا غَيْرَ هَذِهِ حَتَّى يَقْضِيَ جُمْعَتَهُ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمَّا أَنَا فَلَا أَدْخُلُ فِي هَذَا بَعْدَ إِذْ نَجَوْتُ مِنْهُ أَمْسِ ، فَقَالَ لَهُ النَّبَطِيُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ثِيَابُكَ قَدِ اتَّسَخَتْ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعْطِيَنَا أَنْ نَغْسِلَهَا وَنَرُمَّهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثِيَابَهُ وَاتَّزَرَ بِكِسَاءٍ فَعَمَدَ النَّبَطِيُّ فَغَسَلَ الثِّيَابَ وَتَرْكَهَا فِي الْمَاءِ ، ثُمَّ هَيَّأَ لَهُ قَمِيصًا مَرَوِيًّا وَرِدَاءً قَصِيبًا ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْجُمُعَةُ قَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِيتِنِي بِثِيَابِي ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا جَفَّتْ ، فَنَحْنُ نُعِيرُكَ ثَوْبَيْنِ حَتَّى تَقْضِيَ جُمُعَتَكَ ، قَالَ : أَرِنِي ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى الْقَمِيصِ قَالَ : وَيْحَكَ كَأَنَّمَا رُفِيَ رَفْوًا أَغْرِبْهُمَا عَنِّي وَأْتِنِي بِثِيَابِي ، فَجَاءَ بِهَا تَقْطُرُ ، فَجَعَلَ يَتَنَاوَلُهَا ، وَجَعَلَ النَّبَطِيُّ يَأْخُذُ بِطَرَفِ الثَّوْبِ ، وَعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالطَّرَفِ الْآخَرِ ، فَجَعَلَ يَعْصِرُهَا وَيَلْبَسُهَا ، ثُمَّ دَعَا بِكُرْسِيٍّ مِنْ كَرَاسِيِّ الْكَنِيسَةِ فَقَامَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَمْسَحُ ثِيَابَهُ وَيُمَدِّدُهَا قَالَ : فَسَأَلْتُهُ : أَيَّ شَيْءٍ كَانَتْ ثِيَابُهُ ؟ قَالَ : غَزْلِيَّ كَتَّانٍ ، وَجَاءَتِ الرُّهْبَانُ فَقَامُوا وَرَاءَ النَّاسِ وَعَلَيْهِمُ الْقَلَانِسُ تَبْرُقُ بَرِيقًا وَمَعَهُمْ عِصِيٌّ عَلَيْهَا صَفَائِحُ الْفِضَّةِ وَمَعَهُمُ الْمَوَاكِبُ ، فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَيْهِ وَإِلَى هَيْئَتِهِ قَالُوا : أَنْتُمُ الرُّهْبَانُ ، لَا وَاللَّهِ وَلَكِنْ هَذِهِ الرَّهْبَانِيَّةُ ؟ وَمَا أَنْتُمْ عِنْدَهُ إِلَّا مُلُوكٌ ، ثُمَّ ارْتَحَلَ حَتَّى أَتَى دِمَشْقَ فَشَاطَرَهُمْ مَنَازِلَهُمْ ، وَكَنَائِسَهُمْ ، وَجَعَلَ يَأْخُذُ الْحَيِّزَ الْقِبْلِيَّ مِنَ الْكَنِيسَةِ لِمَسْجِدِ الْمُسْلِمِينَ ؛ لِأَنَّهَا أَنْظَفُ وَأَطْهَرُ وَجَعَلَ يَأْخُذُ هُوَ بِطَرَفِ الْحَبْلِ وَالنَّبَطِيُّ بِطَرَفِ الْحَبْلِ حَتَّى شَاطَرَهُمْ مَنَازِلَهُمْ ، قَالَ : فَرُبَّمَا أَرْخَى فَأَخَذَ الْحَبْلَ مِنْهُ فَأَعْقَبَهُ ، فَفَرَغَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ دِمَشْقَ وَحِمْصَ ، وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ إِلَى قِنَّسْرِينَ ، وَحَلَبَ وَمَنْبِجَ ، فَفَعَلَ بِهِمْ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

حديث رقم: 1313

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَاءَهُ صَاحِبُ الْأَرْضِ فَأَعْطَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَمِيصَهُ لِيَغْسِلَهُ وَيَرْفُوَهُ ، وَفِي عَاتِقِهِ خَرْقٌ ، فَانْطَلَقَ بِهِ فَغَسَلَهُ ثُمَّ رَقَعَهُ ، وَقَطَعَ قَمِيصًا جَدِيدًا آخَرَ فَأَتَاهُ بِهِ ، وَقَدْ أَعَدَّ قَمِيصَهُ فَأَعْطَاهُ الْجَدِيدَ فَرَآهُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : إِيتِنِي بِقَمِيصِي ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهُ

حديث رقم: 1314

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَتَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشَّامَ أُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَقِيلَ : ارْكَبْهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِيَرَاكَ عُظَمَاءُ الْأَرْضِ ، قَالَ : وَإِنَّكُمْ لَهُنَاكَ إِنَّمَا الْأَمْرُ هَاهُنَا ، وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ ، خَلُّوا سَبِيلَ جَمَلِي

حديث رقم: 1315

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى الطَّوِيلُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : بَلَغَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ يَأْكُلُ أَلْوَانَ الطَّعَامِ ، فَقَالَ لِمَوْلًى لَهُ يُقَالُ لَهُ يَرْفَأُ : إِذَا عَلِمْتَ أَنَّهُ قَدْ حَضَرَ عَشَاؤُهُ فَأَعْلِمْنِي ، فَلَمَّا حَضَرَ عَشَاؤُهُ أَعْلَمُهُ ، فَأَتَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ فَقَرَّبَ عَشَاءَهُ فَجَاءَ بِثَرِيدِ لَحْمٍ فَأَكَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهَا ، ثُمَّ قَرَّبَ شِوَاءً فَبَسَطَ يَزِيدُ يَدَهُ وَكَفَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهَ يَا يَزِيدُ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، أَطَعَامٌ بَعْدَ الطَّعَامِ ؟ وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَئِنْ خَالَفْتُمْ عَنْ سُنَّتِهِمْ لَيُخَالَفَنَّ بِكُمْ عَنْ طَرِيقِهِمْ

حديث رقم: 1316

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبَانَ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَزَا إِلَى الشَّامِ وَعَلَيْهَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَإِذَا بَيْتٌ مَسْتُورٌ ، فَوَضَعَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ طَيْلَسَانَهُ ثُمَّ طَفِقَ بِتِلْكَ السُّتُورِ يُقَطِّعُهَا ، وَأَخَذَ الْآخَرُ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ وَغَضَبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : وَيْحَكَ أَتُلْبِسُ الْحِيطَانَ مَا لَوْ أَلْبَسْتَهُ قَوْمًا مِنَ النَّاسِ لَسَتَرَهُمْ مِنَ الْحَرِّ وَالْقُرِّ ؟

حديث رقم: 1317

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ ، قَالَ : بَعْضُهُ عَنْ نَافِعٍ ، وَبَعْضُهُ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ وَلَدِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : دَخَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَالًا لَهُ ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَطَافُوا فِيهِ ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ ؟ قَالُوا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ مَالًا أَحْسَنَ ، قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّ مَا خَلَّفْتُ خَلْفَ ظَهْرِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ : وَإِنَّ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَضَعُهُ حَيْثُ رَأَى ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي أَنْ يَأْتِيَ الشَّامَ ، قَالَ : لَا آذَنُ لَكَ إِلَّا أَنْ تَعْمَلَ ، قَالَ : فَإِنِّي لَا أَعْمَلُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنِّي لَا آذَنُ لَكَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَنْطَلِقُ فَأُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأُصَلِّي بِهِمْ ، قَالَ : وَكَانَ النَّاسُ إِذَا كَانَ الصَّيْفُ تَفَرَّقُوا فِي الْمَغَازِي ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ ، فَلَمَّا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ أَقَامَ حَتَّى أَمْسَى ، فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ قَالَ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ ، وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ لَا يَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ فَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ كَرَاهِيَتَهُ وَلَمْ يَحْفَظْ أَبُو مُحَمَّدٍ لَفْظَهُ - قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ الْبَابَ ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكُمْ ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ؟ تُسَلُّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ ذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ : مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَى عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ حَلِفَهُ وَاعْتِذَارَهُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ : فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا يَرْفَأُ : الْبَابَ الْبَابَ ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، وَجَعَلَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَبِي مُوسَى أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ زَعَمُوا أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ ، ثُمَّ وَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا وَقَالَ : وَأَنْتَ أَيْضًا يَا أَبَا مُوسَى ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوَقَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعَ أَصْحَابِي ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَصَبْتُ مِثْلَ الَّذِي أَصَابُوا ، قَالَ : فَمَا هَذَا ؟ قَالَ : زَعَمَ أَهْلُ الْبَلَدِ أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، قَالَ : فَكَوَّرَ الْمَتَاعَ وَوَضَعَ وَسَطَ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَخِي أَبْصِرْهُ لَيْسَ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَلَا مِصْبَاحٌ لَيْسَ لِبَابِهِ غَلَقٌ ، يَفْتَرِشُ بَطْحَاءَ يَبُوسَةً وَوِسَادَةً بَرْذَعَةً ، عَلَيْهِ كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، قَدْ أَرْهَقَهُ الْبَرْدُ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ فَيَأْذَنُ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ ، فَدَفَعَ الْبَابَ فَإِذَا لَيْسَ عَلَيْهِ غَلَقٌ ، فَدَخَلْنَا إِلَى بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَلْمَسُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ فَجَسَّ وِسَادَةً فَإِذَا هِيَ بَرْذَعَةٌ وَجَسَّ فِرَاشَهُ فَإِذَا بَطْحَاءُ ، وَجَسَّ دِثَارَهُ فَإِذَا كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ هَذَا ؟ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَبْطَأْتُكَ مُنْذُ الْعَامِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَتَذْكُرُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : أَيُّ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَاذَا فَعَلْنَا بَعْدَهُ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : فَمَا زَالَا يَتَجَاوَبَانِ بِالْبُكَاءِ حَتَّى أَضْحَيَا

حديث رقم: 1318

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الشَّامَ غَدَا هُوَ وَبِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَاسْتَأْذَنَ بِلَالٌ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ ، قَالَ : أَنَا وَمَنْ مَعِي ؟ قَالَ : أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ ، فَدَخَلَ عُمَرُ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَوَجَدَا أَبَا عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَالِسًا عَلَى خُصٍّ لَيْسَ فِي بَيْتِهِ غَيْرُهُ ، وَرَآهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي حَالٍ شَدِيدَةٍ اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ ، فَكَلَّمَهُ فِي بَعْضِ ذَلِكَ ، فَقَالَ : كَفَاكَ مَا بَلَّغَكَ الْمَقِيلَ ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَذَهَبْنَا إِلَى مَنْزِلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَاسْتَأْذَنَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : أَدْخُلُ أَنَا وَمَنْ مَعِي ؟ قَالَ : ادْخُلْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ ، فَدَخَلَا فَوَجَدَا خَالِدًا يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ ، وَرَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي بَيْتِهِ صُنْدُوقًا فَظَنَّ أَنَّ فِيهِ مَالًا ، فَفَتَحَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِذَا أَدْرَاعٌ مِنْ حَدِيدٍ فَسَكَتَ وَخَرَجَ هُوَ وَبِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى وَقَفَا عَلَى بَابِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ بِلَالٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ ، قَالَ : أَدْخُلُ أَنَا وَمَنْ مَعِي ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَأَدْخُلُ أَنَا وَمَنْ مَعِي ؟ قَالَ : لَا يَدْخُلُ مَنْ مَعَكَ وَلَوْ كَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَرَجَعَا عَنْ بَابِهِ وَلَمْ يَدْخُلَا

حديث رقم: 1319

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ ، قَالَ : خَرَجَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَعَهُ بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَعَلَ يَأْتِي بُيُوتَ نَاسٍ مِنَ الْعُمَّالِ فَيَسْتَأْذِنُ فَإِذَا أُذِنَ لَهُ قَالَ : أَنَا وَمَنْ مَعِي ، قَالَ : فَيَدْخُلُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مُتَنَكِّرٌ فَيُفَتِّشُ بُيُوتَهُمْ ، فَدَخَلَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَفَتَّشَ بُيُوتَهُ فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلَّا مَتَاعَ الْغَازِي ، فَقَالَ خَالِدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ وَالْإِسْلَامُ مَا فَتَّشْتَ بَيْتَ رَجُلٍ بَعْدِي ، فَكَانَتْ مَيْمُونَةُ إِذَا ذَكَرَتْ خَالِدًا قَالَتْ : فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي

حديث رقم: 1320

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْجَابِيَةَ فَقَضَى بَيْنَ النَّاسِ ، فَلَمَّا أَظْهَرَ تَوَجَّهَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ ، ثُمَّ قَالَ : نَحْوَ مَنْزِلِكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا وَأَهْلًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، ثُمَّ سَبَقَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَتِ امْرَأَةُ أَبِي عُبَيْدَةَ : مَرْحَبًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : فُلَانَةُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ فُلَانَةُ ، قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ لَأَسُوءَنَّكِ ، قَالَتْ : إِيَّايَ تَعْنِي ؟ وَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا تَقْدِرُ عَلَى ذَاكَ ، فَأَعَادَ عَلَيْهَا مِثْلَ قَوْلِهِ ، وَأَعَادَتْ عَلَيْهِ مِثْلَ قَوْلِهَا ، فَغَضِبَ ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو عُبَيْدَةَ غَضَبَهُ ، قَالَ : بَلَى ، وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَتَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ بِقَادِرٍ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّكِ لَتُدِلِّينَ بِدَالَّةٍ ، قَالَتْ : هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْأَلَنِيَ الْإِسْلَامَ فَتَذْهَبَ بِهِ ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، قَالَتْ : فَلَا وَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَا كَانَ بَعْدُ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، ثُمَّ سَلَّمَ فَانْطَلَقَ ، قَالَ صَفْوَانُ : فَقُلْتُ لِسُلَيْمٍ : مَا كَانَ غَضَبُهُ عَلَيْهَا ؟ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ امْرَأَةَ عَظِيمِ دِمَشْقَ مِنَ الْأَعَاجِمِ حِينَ فُتِحَتْ دِمَشْقُ أَهْدَتْ إِلَيْهَا عِقْدًا فِيهِ خَرَزَةُ لُؤْلُؤٍ وَجِزْعٌ ، لَعَلَّهُ لَا يُسَاوِي إِلَّا ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ

حديث رقم: 1321

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ : أَرْسَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ ، فَعَمَدَ إِلَيْهَا أَبُو عُبَيْدَةَ فَقَسَّمَهَا كُلَّهَا ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ تَقُولُ : وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ ضَرَرُ دُخُولِ تِلْكَ الدَّنَانِيرِ عَلَيْنَا أَكْثَرَ مِنْ نَفْعِهَا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ عَمَدَ إِلَى خَلَقِ ثَوْبٍ كُنَّا نُصَلِّي فِيهِ فَشَقَّقَهُ ، ثُمَّ جَعَلَ يَصُرُّ فِيهِ مِنْ تِلْكَ الدَّنَانِيرِ الذَّهَبِ وَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى مَسَاكِينَ ، فَقَسَّمَهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى فَنِيَتْ

حديث رقم: 1322

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا بَلَغَتْهُ وَفَاةُ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ لَقِيَ أَبَا سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، احْتَسِبْ يَزِيدَ ، قَالَ : فَمَنْ وَلَّيْتَ مَكَانَهُ ؟ قَالَ : مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : وَصَلَتْكَ رَحِمٌ ، أَتُقِرُّهُ عَلَيْهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، قَالَ : فَتُوِفِّيَ عُمَرُ وَمُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى الشَّامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، أَرْبَعَ سِنِينَ آخِرَ وِلَايَةِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَقَرَّهُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَيْهَا خِلَافَتَهُ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقَاتَلَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَمْسَ سِنِينَ ، وَأَقَامَ خَلِيفَةً مَا بَيْنَ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى عِشْرِينَ ، فَكَانَ وَالِيًا عَلَى الشَّامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَأَشْهُرًا

حديث رقم: 1323

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : أَنَّهُ قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَقَضَى بَيْنَهُمْ ، وَقَضَى مِنْ حَوَائِجِهِمْ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ غَلَبَتْهُ عَيْنُهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : مَا رَأَيْتُ امْرَأً قَطُّ خَيْرًا مِنْ هَذَا ، فَاسْتَيْقَظَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَلَّمَهُ ، فَقَالَ : أَكُنْتَ رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؟ قَالَ : لَا ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ رَأَيْتَهُ لَثَكَّلْتُ بِكَ

حديث رقم: 1324

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا يَعْنِي بِلَالًا

حديث رقم: 1325

حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : مَرَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَوْمٍ يَقُولُونَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ مِثْلُ شِدَّةِ عُمَرَ ، فَقَالَ : أَيَا شَرٌّ يَحْيَى ، أَيَا مَلْكَعَانُ ، أَيَا كَذَا

حديث رقم: 1326

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ نَاسًا ، مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ أَتَوْا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالُوا : أَرْضِنَا ، قَاتَلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَأَسْلَمْنَا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَامِ ، حُمِيَتْ عَلَيْنَا ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : الْبِلَادُ بِلَادُ اللَّهِ ، تُحْمَى لِنَعَمِ مَالِ اللَّهِ ، وَمَا أَنَا بِفَاعِلٍ ، وَجَعَلَ يَفْتِلُ شَارِبَهُ ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ إِذَا هُمَّ

حديث رقم: 1327

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى هُنَيًّا عَلَى الْحِمَى ، وَقَالَ لَهُ : اضْمُمْ جَنَاحَكَ عَنِ النَّاسِ ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ؛ فَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ مُجَابَةٌ ، وَأَدْخِلْ رَبَّ الصُّرَيْمَةِ وَرَبَّ الْغَنِيمَةِ ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَوْفٍ ، وَإِيَّايَ وَنَعَمَ ابْنِ عَفَّانَ ، فَإِنَّهُمَا إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُمَا يَرْجِعَا إِلَى نَخْلٍ وَزَرْعٍ ، وَإِنَّ رَبَّ الْغَنِيمَةِ وَرَبَّ الصُّرَيْمَةِ إِنْ تَهْلِكْ مَاشِيَتُهُ جَاءَنِي بِبَنِيهِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَفَتَارِكُهُمْ تَالَلَّهِ : لَا أَبَا لَكَ ، فَالْمَاءُ وَالْكَلَأُ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنَ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ ، وَايْمُ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ أَنِّي قَدْ ظَلَمْتُهُمْ ، وَإِنَّهَا لَبِلَادُهُمْ قَاتَلُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَسْلَمُوا عَلَيْهَا فِي الْإِسْلَامِ ، وَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا الْمَالُ الَّذِي أَحْمِلُ عَلَيْهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا حَمَيْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ بِلَادِهِمْ شِبْرًا

حديث رقم: 1328

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَمَى الرَّبَذَةَ ، وَأَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَمَى السَّرِفَ

حديث رقم: 1329

حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَحْمِلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ بَعِيرٍ ، يَحْمِلُ الرَّجُلَ إِلَى الشَّامِ عَلَى بَعِيرٍ ، وَيَحْمِلُ الرَّجُلَيْنِ إِلَى الْعِرَاقِ عَلَى بَعِيرٍ ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ : احْمِلْنِي وَسُحَيْمًا ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسُحَيْمٌ زِقٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ