خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ نَزَلَ لِلصُّبْحٍ ، وَنَزَلْتُ مَعَهُ ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ أَبْعَدَ ثُمَّ جَاءَ فَنَاوَلْتُهُ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ صَلَّى ، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَرْكَبَ قَالَ : " هَلْ لَكَ أَنْ تَرْكَبَ جَمَلِي وَأَرْكَبَ جَمَلَكَ يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ " وَلَكِنَّهُ جَعَلَ يَقْبِضُ ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا يَقْبِضُ ؟ قَالَ : يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ فَلَا يُنْشِبُ - أَيْ يُنَقِّبُ - وَهُوَ جَمَلُ رَجُلٍ أَقَثَّ لَمْ يُثْقِلْ حَوَايَاهُ الشَّحْمُ قَالَ : ثُمَّ لَقِيَنَا أَهْلَ الْأَرْضِ يَنْشدُونَ ، قَالُوا : أَيْنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : أَمَامَكُمْ ، قَالَ : فَانْصَرَفُوا قَالَ : مَا إِخَالُنَا إِلَّا قَدْ كَرَبْنَاهُمْ نَادِهِمْ ، فَنَادَيْتُهُمْ فَرَجَعُوا ، فَقُلْتُ : هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّمَا ضَرَبْتُ وُجُوهَهُمْ فَانْصَرَفُوا ، فَقَالَ : هَلْ تَرَى مَا أَرَى يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ فَقُلْتُ : وَمَا أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : " لَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى صَاحِبِكَ ثِيَابَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهَا ، ثُمَّ تَزْدَرِينَا أَعْيُنُهُمْ " ، قَالَ : فَلَقِيَنَا النَّاسُ فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَعَلَى قَوْمٍ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ ، فَلَوْ رَكِبْتَ دَابَّةً غَيْرَ دَابَّتِكَ هَذِهِ ؟ قَالَ : فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ ، فَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بِهِ ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ فَلَا يَزْدَادُ إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ : " مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ ، مَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي ، إِيتُونِي بِقَعُودِي " فَرَكِبَهُ ، وَأَخَّرَ النَّاسَ عَنْهُ ، قَالَ : فَطَلَعَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى جَمَلٍ خِطَامُهُ حَبَلٌ أَسْوَدُ ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : " مَرْحَبًا ، هَذَا أَخِي ، مَرْحَبًا هَذَا رَجُلٌ لَمْ تُغَيِّرْهُ الدُّنْيَا ، قَالَ : فَمَا زَالَ يَقُولُ مَرْحَبًا حَتَّى جَاءَ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ نَزَلَ لِلصُّبْحٍ ، وَنَزَلْتُ مَعَهُ ، فَذَهَبَ لِحَاجَتِهِ وَكَانَ إِذَا ذَهَبَ أَبْعَدَ ثُمَّ جَاءَ فَنَاوَلْتُهُ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ ، ثُمَّ صَلَّى ، فَلَمَّا أَرَدْنَا أَنْ نَرْكَبَ قَالَ : هَلْ لَكَ أَنْ تَرْكَبَ جَمَلِي وَأَرْكَبَ جَمَلَكَ يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ وَلَكِنَّهُ جَعَلَ يَقْبِضُ ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا يَقْبِضُ ؟ قَالَ : يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ فَلَا يُنْشِبُ - أَيْ يُنَقِّبُ - وَهُوَ جَمَلُ رَجُلٍ أَقَثَّ لَمْ يُثْقِلْ حَوَايَاهُ الشَّحْمُ قَالَ : ثُمَّ لَقِيَنَا أَهْلَ الْأَرْضِ يَنْشدُونَ ، قَالُوا : أَيْنَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : أَمَامَكُمْ ، قَالَ : فَانْصَرَفُوا قَالَ : مَا إِخَالُنَا إِلَّا قَدْ كَرَبْنَاهُمْ نَادِهِمْ ، فَنَادَيْتُهُمْ فَرَجَعُوا ، فَقُلْتُ : هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّمَا ضَرَبْتُ وُجُوهَهُمْ فَانْصَرَفُوا ، فَقَالَ : هَلْ تَرَى مَا أَرَى يَا أَبَا خَالِدٍ ؟ فَقُلْتُ : وَمَا أَرَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : لَمْ يَرَ هَؤُلَاءِ عَلَى صَاحِبِكَ ثِيَابَ قَوْمٍ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهَا ، ثُمَّ تَزْدَرِينَا أَعْيُنُهُمْ ، قَالَ : فَلَقِيَنَا النَّاسُ فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ وَعَلَى قَوْمٍ حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ ، فَلَوْ رَكِبْتَ دَابَّةً غَيْرَ دَابَّتِكَ هَذِهِ ؟ قَالَ : فَأُتِيَ بِبِرْذَوْنٍ فَرَكِبَهُ ، فَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بِهِ ، فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ فَلَا يَزْدَادُ إِلَّا تَبَخْتُرًا فَنَزَلَ عَنْهُ وَقَالَ : مَا حَمَلْتُمُونِي إِلَّا عَلَى شَيْطَانٍ ، مَا نَزَلْتُ عَنْهُ حَتَّى أَنْكَرْتُ نَفْسِي ، إِيتُونِي بِقَعُودِي فَرَكِبَهُ ، وَأَخَّرَ النَّاسَ عَنْهُ ، قَالَ : فَطَلَعَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَلَى جَمَلٍ خِطَامُهُ حَبَلٌ أَسْوَدُ ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : مَرْحَبًا ، هَذَا أَخِي ، مَرْحَبًا هَذَا رَجُلٌ لَمْ تُغَيِّرْهُ الدُّنْيَا ، قَالَ : فَمَا زَالَ يَقُولُ مَرْحَبًا حَتَّى جَاءَ