Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/production/pages/hadith.php on line 215
أرشيف الإسلام - موسوعة الحديث - حديث () - تاريخ المدينة لابن شبة حديث رقم: 1317
  • 1319
  • دَخَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَالًا لَهُ ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَطَافُوا فِيهِ ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ ؟ قَالُوا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ مَالًا أَحْسَنَ ، قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّ مَا خَلَّفْتُ خَلْفَ ظَهْرِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ : وَإِنَّ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَضَعُهُ حَيْثُ رَأَى ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي أَنْ يَأْتِيَ الشَّامَ ، قَالَ : " لَا آذَنُ لَكَ إِلَّا أَنْ تَعْمَلَ " ، قَالَ : فَإِنِّي لَا أَعْمَلُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " فَإِنِّي لَا آذَنُ لَكَ " ، قَالَ : فَإِنِّي أَنْطَلِقُ فَأُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُصَلِّي بِهِمْ ، قَالَ : وَكَانَ النَّاسُ إِذَا كَانَ الصَّيْفُ تَفَرَّقُوا فِي الْمَغَازِي ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ ، فَلَمَّا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ أَقَامَ حَتَّى أَمْسَى ، فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ قَالَ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ ، وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ لَا يَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ " فَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ كَرَاهِيَتَهُ وَلَمْ يَحْفَظْ أَبُو مُحَمَّدٍ لَفْظَهُ - قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ الْبَابَ " ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : " لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكُمْ " ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ؟ تُسَلُّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ ذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ : مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَى عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ حَلِفَهُ وَاعْتِذَارَهُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ " قَالَ : فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " يَا يَرْفَأُ : الْبَابَ الْبَابَ " ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، وَجَعَلَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : " لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ " ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَبِي مُوسَى أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ " قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ زَعَمُوا أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : " يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ " ، ثُمَّ وَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا وَقَالَ : " وَأَنْتَ أَيْضًا يَا أَبَا مُوسَى ؟ " قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوَقَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعَ أَصْحَابِي ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَصَبْتُ مِثْلَ الَّذِي أَصَابُوا ، قَالَ : فَمَا هَذَا ؟ قَالَ : زَعَمَ أَهْلُ الْبَلَدِ أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، قَالَ : فَكَوَّرَ الْمَتَاعَ وَوَضَعَ وَسَطَ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : " لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ " ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ : " يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَخِي أَبْصِرْهُ لَيْسَ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَلَا مِصْبَاحٌ لَيْسَ لِبَابِهِ غَلَقٌ ، يَفْتَرِشُ بَطْحَاءَ يَبُوسَةً وَوِسَادَةً بَرْذَعَةً ، عَلَيْهِ كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، قَدْ أَرْهَقَهُ الْبَرْدُ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ فَيَأْذَنُ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، " فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ ، فَدَفَعَ الْبَابَ فَإِذَا لَيْسَ عَلَيْهِ غَلَقٌ ، فَدَخَلْنَا إِلَى بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَلْمَسُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ فَجَسَّ وِسَادَةً فَإِذَا هِيَ بَرْذَعَةٌ وَجَسَّ فِرَاشَهُ فَإِذَا بَطْحَاءُ ، وَجَسَّ دِثَارَهُ فَإِذَا كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ هَذَا ؟ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَبْطَأْتُكَ مُنْذُ الْعَامِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " رَحِمَكَ اللَّهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ " فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَتَذْكُرُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : أَيُّ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : " لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ "

    حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ ، قَالَ : بَعْضُهُ عَنْ نَافِعٍ ، وَبَعْضُهُ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ وَلَدِ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : دَخَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَالًا لَهُ ، وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَطَافُوا فِيهِ ، فَلَمَّا خَرَجُوا قَالَ : كَيْفَ رَأَيْتُمْ ؟ قَالُوا : مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ مَالًا أَحْسَنَ ، قَالَ : فَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنَّ مَا خَلَّفْتُ خَلْفَ ظَهْرِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ : وَإِنَّ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَضَعُهُ حَيْثُ رَأَى ، ثُمَّ أَتَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي أَنْ يَأْتِيَ الشَّامَ ، قَالَ : لَا آذَنُ لَكَ إِلَّا أَنْ تَعْمَلَ ، قَالَ : فَإِنِّي لَا أَعْمَلُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنِّي لَا آذَنُ لَكَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَنْطَلِقُ فَأُعَلِّمُ النَّاسَ سُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأُصَلِّي بِهِمْ ، قَالَ : وَكَانَ النَّاسُ إِذَا كَانَ الصَّيْفُ تَفَرَّقُوا فِي الْمَغَازِي ، وَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَتَاهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَدِ اجْتَمَعُوا فِي الشِّتَاءِ ، فَلَمَّا كَانَ قَرِيبًا مِنْهُمْ أَقَامَ حَتَّى أَمْسَى ، فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ قَالَ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ ، وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ لَا يَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ فَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ كَرَاهِيَتَهُ وَلَمْ يَحْفَظْ أَبُو مُحَمَّدٍ لَفْظَهُ - قَالَ : فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ الْبَابَ ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكُمْ ، ثُمَّ خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ؟ تُسَلُّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ ذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ : مَشَقَّةَ ذَلِكَ عَلَى عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ حَلِفَهُ وَاعْتِذَارَهُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ قَالَ : فَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِهِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ ، فَلَمَّا دَخَلَ إِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ دِيبَاجًا وَحَرِيرًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا يَرْفَأُ : الْبَابَ الْبَابَ ، وَوَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا ، وَجَعَلَ عَمْرٌو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَحْلِفُ ثُمَّ كَوَّرَ الْمَتَاعَ فَوَضَعَهُ فِي وَسَطِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ ، ثُمَّ خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَبِي مُوسَى أَبْصِرْهُ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ مُفْتَرِشًا صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينِ ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَلَا يَأْذَنُ لَكَ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَإِذَا عَلِمَ مَنْ أَنْتَ قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْبَلَدِ زَعَمُوا أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ يَرْفَأُ : هَذَا مَنْ يَسُوءُكَ ، هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا سُمَّارٌ وَمِصْبَاحٌ وَإِذَا هُوَ مُفْتَرِشٌ صُوفًا مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ : يَا يَرْفَأُ ، الْبَابَ ، ثُمَّ وَضَعَ الدِّرَّةَ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ضَرْبًا وَقَالَ : وَأَنْتَ أَيْضًا يَا أَبَا مُوسَى ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوَقَدْ رَأَيْتَ مَا صَنَعَ أَصْحَابِي ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَصَبْتُ مِثْلَ الَّذِي أَصَابُوا ، قَالَ : فَمَا هَذَا ؟ قَالَ : زَعَمَ أَهْلُ الْبَلَدِ أَنَّ خَيْرًا لَهُ أَنْ يَلْبَسَ ، قَالَ : فَكَوَّرَ الْمَتَاعَ وَوَضَعَ وَسَطَ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَالَ لِلْقَوْمِ : لَا يَبْرَحَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ حَتَّى أَعُودَ إِلَيْكُمْ ، فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ : يَا يَرْفَأُ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَخِي أَبْصِرْهُ لَيْسَ عِنْدَهُ سُمَّارٌ وَلَا مِصْبَاحٌ لَيْسَ لِبَابِهِ غَلَقٌ ، يَفْتَرِشُ بَطْحَاءَ يَبُوسَةً وَوِسَادَةً بَرْذَعَةً ، عَلَيْهِ كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، قَدْ أَرْهَقَهُ الْبَرْدُ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَيَرُدُّ عَلَيْكَ ، وَتَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ فَيَأْذَنُ لَكَ قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ مَنْ أَنْتَ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا قُمْنَا عَلَى بَابِهِ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالَ : وَعَلَيْكَ ، قَالَ : أَدْخُلُ ؟ قَالَ : ادْخُلْ ، فَدَفَعَ الْبَابَ فَإِذَا لَيْسَ عَلَيْهِ غَلَقٌ ، فَدَخَلْنَا إِلَى بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَلْمَسُهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهِ فَجَسَّ وِسَادَةً فَإِذَا هِيَ بَرْذَعَةٌ وَجَسَّ فِرَاشَهُ فَإِذَا بَطْحَاءُ ، وَجَسَّ دِثَارَهُ فَإِذَا كِسَاءٌ رَقِيقٌ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ هَذَا ؟ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدِ اسْتَبْطَأْتُكَ مُنْذُ الْعَامِ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ ؟ أَلَمْ أَفْعَلْ بِكَ ؟ فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَتَذْكُرُ حَدِيثًا حَدَّثَنَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : أَيُّ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَاذَا فَعَلْنَا بَعْدَهُ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : فَمَا زَالَا يَتَجَاوَبَانِ بِالْبُكَاءِ حَتَّى أَضْحَيَا

    ديباجا: الديباج : هو الثِّيابُ المُتَّخذة من الإبْرِيسَم أي الحرير الرقيق
    الدرة: الدرة : السوط يُضرب به
    برذعة: البردعة والبرذعة : كساء يلقى تحت الرحل على ظهر البعير
    دثاره: الدثار : الثوب الذي يكون فوق الشعار
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات