حديث رقم: 9639

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : قَدِمَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي بِضْعَةِ عَشَرَ رَاكِبًا مِنْ كِنْدَةَ ، فَدَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَسْجِدَهُ ، قَدْ رَجَّلُوا جُمَمَهُمْ ، وَاكْتَحَلُوا ، وَعَلَيْهِمْ جِبَابٌ مِنَ الْحِبَرَاتِ قَدْ كَفَوْهَا بِالْحَرِيرِ ، وَعَلَيْهِمُ الدِّيبَاجُ ظَاهِرًا مُخَرَّصًا بِالذَّهَبِ ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَلَمْ تُسْلِمُوا , قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَمَا بَالُ هَذَا الْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ عَلَيْكُمْ ؟ فَأَلْقُوهُ وَجَعَلُوا يَشُقُّونَ مِنْهُ مَا كَانَ مَكْفُوفًا بِالْحَرِيرِ فَأَلْقَوْهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ الْأَشْعَثُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَحْنُ بَنُو آكِلِ الْمُرَارِ . وَكَانُوا نَزَلُوا فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَكَانَتْ ضِيَافَةُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَجْرِي عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى بِلَادِهِمْ أَمَرَ لَهُمُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِجَوَائِزَ , فَأُجِيزُوا بِهَا كَمَا كَانَ يُجِيزُ الْوَفْدَ

حديث رقم: 9640

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ , عَنْ مِحْجَنِ بْنِ وَهْبٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَجَازَهُمْ بِعَشْرِ أَوَاقٍ ، عَشْرِ أَوَاقٍ ، وَأَعْطَى الْأَشْعَثَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ، وَرَجَعَ إِلَى بِلَادِهِ

حديث رقم: 9641

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ , فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ : أَنَّ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ

حديث رقم: 9642

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدِ اسْتَعْمَلَ زِيَادَ بْنَ لَبِيدٍ عَلَى حَضْرَمَوْتَ وَقَالَ لَهُ : سِرْ مَعَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ ، يَعْنِي وَفْدَ كِنْدَةَ ، فَقَدِ اسْتَعْمَلْتُكَ عَلَيْهِمْ . فَسَارَ زِيَادٌ مَعَهُمْ عَامِلًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى حَضْرَمَوْتَ عَلَى صَدَقَاتِهَا ، الثِّمَارِ ، وَالْخُفِّ ، وَالْمَاشِيَةِ ، وَالْكُرَاعِ ، وَالْعُشُورِ ، فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا , فَكَانَ لَا يَعْدُوهُ إِلَى غَيْرِهِ وَلَا يَقْصُرُ دُونَهُ . فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، كَتَبَ إِلَى زِيَادٍ يُقِرُّهُ عَلَى عَمَلِهُ ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يُتَابِعَ مَنْ قِبَلَهُ ، وَمَنْ أَبَى وَطِئَهُ بِالسَّيْفِ ، وَيَسْتَعِينُ بِمَنْ أَقْبَلَ عَلَى مَنْ أَدْبَرَ ، وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ أَبِي هِنْدٍ الْبَيَاضِيِّ . فَلَمَّا أَصْبَحَ زِيَادٌ , غَدَا فَنَعَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ وَأَخَذَهُمْ بِالْبَيْعَةِ لِأَبِي بَكْرٍ وَبِالصَّدَقَةِ ، فَامْتَنَعَ قَوْمٌ مِنْ أَنْ يُعْطُوا الصَّدَقَةَ ، وَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ : إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ فَمَا أَنَا إِلَّا كَأَحَدِهِمْ . وَنَكَصَ عَنِ التَّقَدُّمِ إِلَى الْبَيْعَةِ . فَقَالَ لَهُ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَشْعَثُ ، وَوِفَادَتَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَإِسْلَامَكَ أَنْ تَنْقُضَهُ الْيَوْمَ ، وَاللَّهِ لَيَقُومَنَّ بِهَذَا مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَقْتُلُ مَنْ خَالَفَهُ ، فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ ، وَأَبْقِ عَلَى نَفْسِكَ ، فَإِنَّكَ إِنْ تَقَدَّمْتَ تَقَدَّمَ النَّاسُ مَعَكَ ، وَإِنْ تَأَخَّرْتَ افْتَرَقُوا وَاخْتَلَفُوا . فَأَبَى الْأَشْعَثُ وَقَالَ : قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتِ الْآبَاءُ تَعْبُدُ ، وَنَحْنُ أَقْصَى الْعَرَبِ دَارًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ ، أَيَبْعَثُ إِلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الْجُيُوشَ ؟ فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : إِي وَاللَّهِ ، وَأُخْرَى , لَا يَدَعُكَ عَامِلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ . فَقَالَ الْأَشْعَثُ : مَنْ ؟ قَالَ : زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ . فَتَضَاحَكَ وَقَالَ : أَمَا يَرْضَى زِيَادٌ أَنْ أُجِيرَهُ ؟ , فَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ : سَتَرَى ، ثُمَّ قَامَ الْأَشْعَثُ فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَقَدْ أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ مِنَ الْكَلَامِ الْقَبِيحِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْطِقَ بِالرِّدَّةِ وَوَقَفَ يَتَرَبَّصُ ، وَقَالَ : نَقِفُ أَمْوَالَنَا بِأَيْدِينَا ، وَلَا نَدْفَعُهَا ، وَنَكُونُ مِنْ آخِرِ النَّاسِ . قَالَ : وَبَايَعَ زِيَادٌ لِأَبِي بَكْرٍ بَعْدَ الظُّهْرِ إِلَى أَنْ قَامَتْ صَلَاةُ الْعَصْرِ ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ الْعَصْرَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ ، ثُمَّ غَدَا عَلَى الصَّدَقَةِ مِنَ الْغَدِ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَهُوَ أَقْوَى مَا كَانَ نَفْسًا وَأَشَدُّهُ لِسَانًا ، فَمَنَعَهُ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيُّ أَنْ يُصَدِّقَ غُلَامًا مِنْهُمْ ، وَقَامَ فَحَلَّ عِقَالَ الْبَكَرَةِ الَّتِي أُخِذَتْ فِي الصَّدَقَةِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : مَلْمَعٌ كَمَا يَلْمَعُ الثَّوْبُ يَمْنَعُهَا شَيْخٌ بِخَدَّيْهِ الشَّيْبُ مَاضٍ عَلَى الرَّيْبِ إِذَا كَانَ الرَّيْبُ فَنَهَضَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَصَاحَ بِأَصْحَابِهِ الْمُسْلِمِينَ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى النُّصْرَةِ لِلَّهِ وَكِتَابِهِ ، فَانْحَازَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى زِيَادٍ ، وَجَعَلَ مَنِ ارْتَدَّ يَنْحَازُ إِلَى حَارِثَةَ ، فَكَانَ زِيَادٌ يُقَاتِلُهُمُ النَّهَارَ إِلَى اللَّيْلِ ، فَقَاتَلَهُمْ أَيَّامًا كَثِيرَةً . وَضَوَى إِلَى الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، فَتَحَصَّنَ بِمَنْ مَعَهُ مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ فِي النَّجِيرِ ، فَحَاصَرَهُمْ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَقَذَفَ اللَّهُ الرُّعْبَ فِي أَفْئِدَتِهِمْ وَجَهَدَهُمُ الْحِصَارُ ، فَقَالَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ : إِلَى مَتَى نُقِيمُ بِهَذَا الْحِصْنِ ، قَدْ غُرِثْنَا فِيهِ وَغُرِثَ عِيَالُنَا ، وَهَذِهِ الْبُعُوثُ تَقْدُمُ عَلَيْكُمْ مَا لَا قِبَلَ لَنَا بِهِ ، وَاللَّهِ لَلْمَوْتُ بِالسَّيْفِ أَحْسَنُ مِنَ الْمَوْتِ بِالْجُوعِ , وَيُؤْخَذُ بِرَقَبَةِ الرَّجُلِ فَمَا يَصْنَعُ بِالذُّرِّيَّةِ , قَالُوا : وَهَلْ لَنَا قُوَّةٌ بِالْقَوْمِ ؟ ارْتَئِي لَنَا فَأَنْتَ سَيِّدُنَا . قَالَ : أَنْزِلُ فَآخُذُ لَكُمْ أَمَانًا تَأْمَنُونَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الْأَمْدَادُ مَالَا قِبَلَ لَنَا بِهِ وَلَا يَدَانِ . قَالَ : فَجَعَلَ أَهْلُ الْحِصْنِ يَقُولُونَ لِلْأَشْعَثِ : افْعَلْ ، فَخُذْ لَنَا الْأَمَانَ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَحْرَى أَنْ يَقْدِرَ عَلَى مَا قَبِلَ زِيَادٌ مِنْكَ . فَأَرْسَلَ الْأَشْعَثُ إِلَى زِيَادٍ : أَنْزِلُ فَأُكَلِّمُكَ وَأَنَا آمِنٌ ؟ قَالَ زِيَادٌ : نَعَمْ . فَنَزَلَ الْأَشْعَثُ مِنَ النَّجِيرِ فَخَلَا بِزِيَادٍ , فَقَالَ : يَا ابْنَ عَمِّ , قَدْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ وَلَمْ يُبَارَكْ لَنَا فِيهِ ، وَلِي قَرَابَةٌ وَرَحِمٌ ، وَإِنْ وَكَّلْتَنِي إِلَى صَاحِبِكَ قَتَلَنِي , يَعْنِي الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ يَكْرَهُ قَتْلَ مِثْلِي ، وَقَدْ جَاءَكَ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ يَنْهَاكَ عَنْ قَتْلِ الْمُلُوكِ مِنْ كِنْدَةَ ، فَأَنَا أَحَدُهُمْ ، وَإِنَّمَا أَطْلُبُ مِنْكَ الْأَمَانَ عَلَيَّ . فَقَالَ زِيَادٌ : لَا أُؤَمِّنُكَ أَبَدًا عَلَى دَمِكَ ، وَأَنْتَ كُنْتَ رَأْسَ الرِّدَّةِ ، وَالَّذِي نَقَضَ عَلَيْنَا كِنْدَةَ , فَقَالَ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، دَعْ عَنْكَ مَا مَضَى ، وَاسْتَقْبِلِ الْأُمُورَ إِذَا أَقْبَلَتْ عَلَيْكَ ، فَتُؤَمِّنُنِي عَلَى دَمِي وَأَهْلِي وَمَالِي , حَتَّى أَقْدُمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَرَى فِيَّ رَأْيَهُ , فَقَالَ زِيَادٌ : وَمَاذَا ؟ قَالَ : وَأَفْتَحُ لَكَ النَّجِيرَ ، فَأَمَّنَهُ زِيَادٌ عَلَى أَهْلِهِ وَدَمِهِ وَمَالِهِ ، وَعَلَى أَنْ يَقْدُمَ بِهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَرَى فِيهِ رَأْيَهُ وَيَفْتَحَ لَهُ النَّجِيرَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدَ أَصْحَابِنَا مِنْ غَيْرِهِ

حديث رقم: 9643

وَقَدْ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ عُتْبَةَ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ أَبِي مُعَتِّبٍ قَالَ : كُنْتُ فِيمَنْ حَضَرَ أَهْلَ النَّجِيرِ ، فَصَالَحَ الْأَشْعَثُ زِيَادًا عَلَى أَنْ يُؤَمِّنَ مِنْ أَهْلِ النَّجِيرِ سَبْعِينَ رَجُلًا ، وَنَزَلَ مَعَهُمُ الْأَشْعَثُ فَكَانُوا أَحَدًا وَسَبْعِينَ ، فَقَالَ لَهُ زِيَادٌ : أَقْتُلُكَ ، لَمْ يَكُنْ لَكَ أَمَانٌ ؟ ، فَقَالَ الْأَشْعَثُ : تُؤَمِّنِّي عَلَى أَنْ أَقْدُمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَرَى فِيَّ رَأْيَهُ ، فَأَمَّنَهُ عَلَى ذَلِكَ

حديث رقم: 9644

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ , عَنْ عَمِّهِ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ : أَمَّنَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ بِهِ وَبِأَهْلِهِ وَمَالِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَيَحْكُمَ فِيهِ بِمَا يَرَى ، وَفَتَحَ لَهُ النَّجِيرَ , فَأَخْرَجُوا الْمُقَاتِلَةَ وَهُمْ كَثِيرٌ ، فَعَمَدَ زِيَادٌ إِلَى أَشْرَافِهِمْ , سَبْعمِائَةِ رَجُلٍ فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ عَلَى دَمٍ وَاحِدٍ ، وَلَامَ الْقَوْمُ الْأَشْعَثَ فَقَالُوا لِزِيَادٍ : غَدَرَ بِنَا الْأَشْعَثُ فَأَخَذَ الْأَمَانَ لِنَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ , وَلَمْ يَأْخُذْهُ لَنَا جَمِيعًا فَنَزَلْنَا وَنَحْنُ آمِنُونَ فَقُتِلْنَا . فَقَالَ زِيَادٌ : مَا أَمَّنْتُكُمْ ، قَالُوا : قَدْ صَدَقْتَ ، خَدَعَنَا الْأَشْعَثُ

حديث رقم: 9645

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ : بَعَثَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ بِالسَّبْيِ مَعَ نَهِيكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ خَزْمَةَ الْأَشْهَلِيِّ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَبَعَثَ مَعَهُ بِثَمَانِينَ مِنْ بَنِي قَتِيرَةَ ، وَبَعَثَ بِالْأَشْعَثِ مَعَهُمْ فِي وَثَاقٍ

حديث رقم: 9646

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ نُفَيْدٍ قَالَ : رَأَيْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَوْمَ قُدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ فِي حَدِيدٍ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، بَعَثَ بِهِ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَالْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّا لَمْ نُؤَمِّنْهُ إِلَّا عَلَى حُكْمِكَ ، وَقَدْ بَعَثْنَا بِهِ فِي وَثَاقٍ ، وَبِأَهْلِهِ ، وَمَالِهِ الَّذِي خَفَّ حَمْلُهُ , فَتَرَى فِي ذَلِكَ رَأْيَكَ ، قَالَ : وَنَزَلَ نَهِيكُ بْنُ أَوْسٍ بِالسَّبْيِ فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَمَعَهُمُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا كَفَرْتُ بَعْدَ إِسْلَامِي ، وَلَكِنِّي شَحَحْتُ عَلَى مَالِي . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَلَسْتَ الَّذِي تَقُولُ قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتْ تَعْبُدُ الْآبَاءُ ، وَأَبُو بَكْرٍ يَبْعَثُ إِلَيْنَا الْجُيُوشَ وَنَحْنُ أَقْصَى الْعَرَبِ دَارًا ، فَرَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ فَقَالَ لَكَ : لَا يَدَعُكَ عَامِلُهُ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ , فَقُلْتَ : مَنْ ؟ فَقَالَ : زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ ، فَتَضَاحَكْتَ ، فَكَيْفَ وَجَدْتَ زِيَادًا ، أَأَذْكَرَتْ بِهِ أُمُّهُ ؟ فَقَالَ الْأَشْعَثُ : نَعَمْ ، كُلَّ الْإِذْكَارِ . ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَثُ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، أَطْلِقْ إِسَارِي ، وَاسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ ، فَإِنِّي قَدْ تُبْتُ مِمَّا صَنَعْتُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَا خَرَجْتُ مِنْهُ مِنْ مَنْعِيَ الزَّكَاةَ ، فَزَوَّجَهُ أَبُو بَكْرٍ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ ، فَكَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقِيمًا حَتَّى كَانَتْ وِلَايَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَنَدَبَ النَّاسَ إِلَى فَتْحِ الْعِرَاقِ ، فَخَرَجَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , وَالْمَدَائِنَ , وَجَلُولَاءَ , وَنَهَاوَنْدَ ، وَاخْتَطَّ الْكُوفَةَ حِينَ اخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَبَنَى بِهَا دَارًا فِي كِنْدَةَ وَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا ، وَوَلَدُهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ

حديث رقم: 9647

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : تِلْكَ السَّنَةُ الَّتِي قَدِمَ الْأَشْعَثُ فِيهَا عَلَى أَبِي بَكْرٍ اشْتَرَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَهِيَ سَنَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، فَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فِي الْحَدِيدِ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ ، وَأَبُو بَكْرٍ يَقُولُ : فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ ، حَتَّى كَانَ آخِرَ ذَلِكَ أَسْمَعُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَقُولُ : اسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ ، فَفَعَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ أُمَّ فَرْوَةَ

حديث رقم: 9648

قال محمد بن سعد : أُخْبِرْتُ ، عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ , عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرِو , عَنْ أَبِي الصَّلْتِ سُلَيْمٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ : شَهِدْتُ صِفِّينَ , وَرَأَيْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ الْكِنْدِيَّ , وَإِذَا هُوَ رَجُلٌ أَصْلَعٌ لَيْسَ فِي رَأْسِهِ إِلَّا شُعَيْرَاتٌ , وَهُوَ يَقُولُ : أَيْنَ مُعَاوِيَةُ ؟ فَقِيلَ : هُوَ ذَا هُوَ , فَقَالَ : اللَّهَ اللَّهَ يَا مُعَاوِيَةُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، هَبُوا أَنَّكُمْ قَدْ قَتَلْتُمْ أَهْلَ الْعِرَاقِ ، فَمَنْ لِلثُّغُورِ وَالذَّرَارِيِّ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : {{ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا }} , إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، فَلَمْ يَلْبَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى كَانَ الصُّلْحُ بَيْنَهُمْ ، وَانْصَرَفَ مُعَاوِيَةُ بِأَهْلِ الشَّامِ إِلَى الشَّامِ ، وَعَلِيٌّ بِأَهْلِ الْعِرَاقِ إِلَى الْعِرَاقِ قَالَ : وَقَالَ غَيْرُ أَبِي الْيَمَانِ : وَشَهِدَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ تَحْكِيمَ الْحَكَمَيْنِ , فَأَرَادَ عَلِيٌّ أَنْ يُحَكِّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَأَبَى الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا يَحْكُمُ فِيهَا مُضَرِيَّانِ أَبَدًا حَتَّى يَكُونَ أَحَدُهُمَا يَمَانِيًّا . فَحَكَّمَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ ، وَكَانَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ أَحَدَ شُهُودِ كِتَابِ الْحُكُومَةِ

حديث رقم: 9649

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ , يَذْكُرُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ : أَنَّ الْأَشْعَثَ : كَانَ عَامِلًا عَلَى أَذْرَبِيجَانَ ، اسْتَعْمَلَهُ عُثْمَانُ ، وَأَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَعْطَاهُ أَلْفَيْنِ ، فَشَكَاهُ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْأَشْعَثُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا اسْتَوْدَعْتُكَ الْمَالَ ، قَالَ : إِنَّمَا أَعْطَيْتَنِيهِ صِلَةً ، فَحَمِيَ الْأَشْعَثُ فَحَلَفَ ، فَكَفَّرَ يَمِينَهُ بِخَمْسَةِ عَشَرَ أَلْفًا

حديث رقم: 9650

أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا فُرَاتُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ مَشَتْ مَعَهُ الرِّجَالُ وَهُوَ رَاكِبٌ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ إِذَا رَأَوُا الدِّهْقَانَ رَاكِبًا قَالُوا : قَاتَلَهُ اللَّهُ جَبَّارًا

حديث رقم: 9651

أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : لَمَّا مَاتَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحْتَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ الْحَسَنُ : إِذَا غَسَّلْتُمُوهُ فَلَا تُهَيِّجُوهُ حَتَّى تُؤْذِنُونِي ، فَآذَنُوهُ فَجَاءَ فَوَضَّأَهُ بِالْحَنُوطِ وُضُوءًا