عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ نُفَيْدٍ قَالَ : " رَأَيْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَوْمَ قُدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ فِي حَدِيدٍ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، بَعَثَ بِهِ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَالْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّا لَمْ نُؤَمِّنْهُ إِلَّا عَلَى حُكْمِكَ ، وَقَدْ بَعَثْنَا بِهِ فِي وَثَاقٍ ، وَبِأَهْلِهِ ، وَمَالِهِ الَّذِي خَفَّ حَمْلُهُ , فَتَرَى فِي ذَلِكَ رَأْيَكَ ، قَالَ : وَنَزَلَ نَهِيكُ بْنُ أَوْسٍ بِالسَّبْيِ فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَمَعَهُمُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا كَفَرْتُ بَعْدَ إِسْلَامِي ، وَلَكِنِّي شَحَحْتُ عَلَى مَالِي . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَلَسْتَ الَّذِي تَقُولُ قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتْ تَعْبُدُ الْآبَاءُ ، وَأَبُو بَكْرٍ يَبْعَثُ إِلَيْنَا الْجُيُوشَ وَنَحْنُ أَقْصَى الْعَرَبِ دَارًا ، فَرَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ فَقَالَ لَكَ : لَا يَدَعُكَ عَامِلُهُ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ , فَقُلْتَ : مَنْ ؟ فَقَالَ : زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ ، فَتَضَاحَكْتَ ، فَكَيْفَ وَجَدْتَ زِيَادًا ، أَأَذْكَرَتْ بِهِ أُمُّهُ ؟ فَقَالَ الْأَشْعَثُ : نَعَمْ ، كُلَّ الْإِذْكَارِ . ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَثُ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، أَطْلِقْ إِسَارِي ، وَاسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ ، فَإِنِّي قَدْ تُبْتُ مِمَّا صَنَعْتُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَا خَرَجْتُ مِنْهُ مِنْ مَنْعِيَ الزَّكَاةَ ، فَزَوَّجَهُ أَبُو بَكْرٍ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ ، فَكَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقِيمًا حَتَّى كَانَتْ وِلَايَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَنَدَبَ النَّاسَ إِلَى فَتْحِ الْعِرَاقِ ، فَخَرَجَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , وَالْمَدَائِنَ , وَجَلُولَاءَ , وَنَهَاوَنْدَ ، وَاخْتَطَّ الْكُوفَةَ حِينَ اخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَبَنَى بِهَا دَارًا فِي كِنْدَةَ وَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا ، وَوَلَدُهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْقَاسِمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ بْنِ نُفَيْدٍ قَالَ : رَأَيْتُ الْأَشْعَثَ بْنَ قَيْسٍ يَوْمَ قُدِمَ بِهِ الْمَدِينَةَ فِي حَدِيدٍ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، بَعَثَ بِهِ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ وَالْمُهَاجِرُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّا لَمْ نُؤَمِّنْهُ إِلَّا عَلَى حُكْمِكَ ، وَقَدْ بَعَثْنَا بِهِ فِي وَثَاقٍ ، وَبِأَهْلِهِ ، وَمَالِهِ الَّذِي خَفَّ حَمْلُهُ , فَتَرَى فِي ذَلِكَ رَأْيَكَ ، قَالَ : وَنَزَلَ نَهِيكُ بْنُ أَوْسٍ بِالسَّبْيِ فِي دَارِ رَمْلَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ ، وَمَعَهُمُ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا كَفَرْتُ بَعْدَ إِسْلَامِي ، وَلَكِنِّي شَحَحْتُ عَلَى مَالِي . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَلَسْتَ الَّذِي تَقُولُ قَدْ رَجَعَتِ الْعَرَبُ إِلَى مَا كَانَتْ تَعْبُدُ الْآبَاءُ ، وَأَبُو بَكْرٍ يَبْعَثُ إِلَيْنَا الْجُيُوشَ وَنَحْنُ أَقْصَى الْعَرَبِ دَارًا ، فَرَدَّ عَلَيْكَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ فَقَالَ لَكَ : لَا يَدَعُكَ عَامِلُهُ تَرْجِعُ إِلَى الْكُفْرِ , فَقُلْتَ : مَنْ ؟ فَقَالَ : زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ ، فَتَضَاحَكْتَ ، فَكَيْفَ وَجَدْتَ زِيَادًا ، أَأَذْكَرَتْ بِهِ أُمُّهُ ؟ فَقَالَ الْأَشْعَثُ : نَعَمْ ، كُلَّ الْإِذْكَارِ . ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَثُ : أَيُّهَا الرَّجُلُ ، أَطْلِقْ إِسَارِي ، وَاسْتَبْقِنِي لِحَرْبِكَ ، وَزَوِّجْنِي أُخْتَكَ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتِ أَبِي قُحَافَةَ ، فَإِنِّي قَدْ تُبْتُ مِمَّا صَنَعْتُ ، وَرَجَعْتُ إِلَى مَا خَرَجْتُ مِنْهُ مِنْ مَنْعِيَ الزَّكَاةَ ، فَزَوَّجَهُ أَبُو بَكْرٍ أُمَّ فَرْوَةَ بِنْتَ أَبِي قُحَافَةَ ، فَكَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقِيمًا حَتَّى كَانَتْ وِلَايَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , وَنَدَبَ النَّاسَ إِلَى فَتْحِ الْعِرَاقِ ، فَخَرَجَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ مَعَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ , وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , وَالْمَدَائِنَ , وَجَلُولَاءَ , وَنَهَاوَنْدَ ، وَاخْتَطَّ الْكُوفَةَ حِينَ اخْتَطَّهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَبَنَى بِهَا دَارًا فِي كِنْدَةَ وَنَزَلَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا ، وَوَلَدُهُ بِهَا إِلَى الْيَوْمِ