حديث رقم: 4540

قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ جَرِيرٍ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَالْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ كَانَ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ

حديث رقم: 4541

قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ لِي سَلْمَانُ : أَتَعْلَمُ مَكَانَ رَامَ هُرْمُزَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : فَإِنِّي مِنْ أَهْلِهَا

حديث رقم: 4542

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ : أَنَا مِنْ أَهْلِ جِيٍّ

حديث رقم: 4543

أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ قَرْيَةٍ يُقَالُ لَهَا : جِيُّ ، وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ أُرْضِهِ ، وَكُنْتُ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَّهِ إِلَيْهِ ، فَمَا زَالَ فِي حُبِّهِ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي الْبَيْتِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ ، قَالَ : فَاجْتَهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَاطِنَ النَّارِ الَّتِي نُوقِدُهَا لَا نَتْرُكُهَا تَخْبُو ، وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ فِي بَعْضِ عَمَلِهِ ، وَكَانَ يُعَالِجُ بُنْيَانًا لَهُ فِي دَارِهِ ، فَدَعَانِي ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ إِنَّهُ قَدْ شَغَلَنِي بُنْيَانِي كَمَا تَرَى ، فَانْطَلِقْ إِلَى ضَيْعَتِي ، فَلَا تَحَبَّسَ عَلَيَّ ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ شَغَلَتْنِي عَنْ كُلِّ ضَيْعَةٍ ، وَكُنْتَ أَهَمَّ عِنْدِي مِمَّا أَنَا فِيهُ ، فَخَرَجْتُ ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ لِلنَّصَارَى ، فَسَمِعْتُ صَلَاتَهُمْ فِيهَا ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ ، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُمْ ، وَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ صَلَاتِهِمْ ، وَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذَا خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ ، فَمَا بَرِحْتُهُمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ ، وَمَا ذَهَبْتُ إِلَى ضَيْعَةِ أَبِي وَلَا رَجَعْتُ إِلَيْهِ حَتَّى بَعَثَ الطَّلَبَ فِي أَثَرِي ، وَقَدْ قُلْتُ لِلنَّصَارَى حِينَ أَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ أَمْرِهِمْ وَصَلَاتِهُمْ : أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا : بِالشَّامِ ، قَالَ : ثُمَّ خَرَجْتُ ، فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ أَيْنَ كُنْتَ ؟ قَدْ كُنْتُ عَهِدْتُ إِلَيْكَ ، وَتَقَدَّمْتُ أَلَا تُحْتَبَسَ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي مَرَرْتُ عَلَى نَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنَ أَمْرِهِمْ وَصَلَاتِهُمْ وَرَأَيْتُ أَنَّ دِينَهُمْ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا ، قَالَ : فَقَالَ لِي : أَيْ بُنَيَّ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْ دِينِهُمْ ، قَالَ : قُلْتُ : كَلَّا وَاللَّهِ ، قَالَ : فَخَافَنِي ، فَجَعَلَ فِي رِجْلِي حَدِيدًا ، وَحَبَسَنِي ، وَأَرْسَلْتُ إِلَى النَّصَارَى أُخْبِرُهُمْ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ أَمَرَهُمْ ، وَقُلْتُ لَهُمْ : إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ فَآذِنُونِي ، فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْهُمْ مِنَ التُّجَّارِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَيَّ ، فَأَرْسَلَتُ إِلَيْهِمْ إِنْ أَرَادُوا الرُّجُوعَ فَآذِنُونِي ، فَلَمَّا أَرَادُوا الرُّجُوعَ أَرْسَلُوا إِلَيَّ ، فَرَمَيْتُ بِالْحَدِيدِ مِنْ رِجْلِي ، ثُمَّ خَرَجْتُ ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَلَمَّا قَدِمْتُ ، سَأَلْتُ عَنْ عَالِمِهِمْ ، فَقِيلَ لِي : صَاحِبُ الْكَنِيسَةِ أَسْقُفَهُمْ ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي ، وَقُلْتُ : إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ ، فَإِنِّي قَدْ رَغِبَتْ فِي دِينِكَ . قَالَ : أَقِمْ ، فَكُنْتُ مَعَهُ وَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ فِي دِينِهِ ، وَكَانَ يَأْمُرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا ، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ الْأَمْوَالَ اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالِ دَنَانِيرٍ وَدَرَاهِمَ ، ثُمَّ مَاتَ ، فَاجْتَمَعُوا لِيَدْفِنُوهُ ، قَالَ : قُلْتُ : تَعْلَمُونَ أَنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا كَانَ رَجُلَ سُوءٍ ، فَأَخْبَرْتُهُمْ مَا كَانَ يَصْنَعُ فِي صَدَقَتِهِمْ ، قَالَ : فَقَالُوا فَمَا عَلَامَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمُ عَلَى ذَلِكَ ، فَأَخْرَجْتُهُ ، فَإِذَا سَبْعُ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا ، فَلَمَّا رَأَوْهَا ، قَالُوا : وَاللَّهِ لَا تُغَيِّبُهُ أَبَدًا ، ثُمَّ صَلَبُوهُ عَلَى خَشَبَةٍ ، وَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ ، وَجَاءُوا بِآخَرَ ، فَجَعَلُوهُ مَكَانَهُ ، قَالَ سَلْمَانُ : فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخُمُسَ كَانَ خَيْرًا مِنْهُ أَعْظَمَ رَغْبَةً فِي الْآخِرَةِ وَلَا أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا ، وَلَا أَدْأَبَ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا مِنْهُ ، وَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا مَا عَلِمْتُ أَنِّي أَحْبَبْتُ شَيْئًا كَانَ قَبْلَهُ ، فَلَمَّا حَضَرَهُ قَدَرُهُ ، قُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَمَاذَا تَأْمُرُنِي , وَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ مَا أَرَى أَحَدًا مِنَ النَّاسِ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ ، فَأَمَّا النَّاسُ فَقَدْ بَدَّلُوا وَهَلَكُوا ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَتَيْتُ صَاحِبَ الْمَوْصِلِ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِعَهْدِهِ إِلَيَّ أَنْ أَلْحَقَ بِهِ وَأَكُونَ مَعَهُ ، قَالَ : أَقِمْ فَأَقَمْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُقِيمَ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقُلْتُ : إِنَّهُ قَدْ حَضَرَكَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا تَرَى فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا عَلَى أَمْرِنَا إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ ، وَهُوَ فُلَانٌ فَالْحَقْ بِهِ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ صَاحِبَاهُ ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَأَقَمْتُ مَعَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أُقِيمَ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قُلْتُ لَهُ : إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ ، وَفُلَانًا إِلَى فُلَانٍ ، وَفُلَانًا إِلَيْكَ ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ عَلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَالْحَقْ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ ، فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي وَخَبَرَ مَنْ أَوْصَى بِي حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَقِمْ ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ وَثَّابَ لِي شَيْءٌ حَتَّى اتَّخَذْتُ بَقَرَاتٍ وَغَنِيمَةً ، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِلَى مَنْ تُوصِي بِي ؟ فَقَالَ لِي : أَيْ بُنَيَّ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ أَصْبَحَ فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ بِدَيْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيَّةِ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ مُهَاجَرِهِ وَقَرَارِهِ ذَاتِ نَخْلٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَيْهِ فَاخْلُصْ وَإِنَّ بِهِ آيَاتٍ لَا تَخْفَى ، إِنَّهُ لَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، وَهُوَ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ ، وَإِنَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتَهُ ، قَالَ : وَمَاتَ فَمَرَّ بِي رَكْبٌ مِنْ كَلْبٍ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ بِلَادِهِمْ ، فَأَخْبَرُونِي عَنْهَا ، فَقُلْتُ : أُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغَنَمِي عَلَى أَنْ تَحْمِلُونِي حَتَّى تَقْدُمُوا بِي أَرْضَكُمْ . قَالُوا : نَعَمْ ، فَاحْتَمَلُونِي حَتَّى قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى ، فَظَلَمُونِي ، فَبَاعُونِي عَبْدًا مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ ، فَرَأَيْتُ بِهَا النَّخْلَ وَطَمِعْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلْدَةَ الَّتِي وُصِفَتْ لِي ، وَمَا حَقَّتْ لِي ، وَلَكِنِّي قَدْ طَمِعْتُ حِينَ رَأَيْتُ النَّخْلَ ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ حَتَّى قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَابْتَاعَنِي مِنْهُ ، ثُمَّ خَرَجَ بِي حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا ، فَعَرَّفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا هِيَ الْبَلْدَةُ الَّتِي وُصِفَتْ لِي ، فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ أَعْمَلُ لَهُ فِي نَخْلِهِ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَخَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُهُ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، وَنَزَلَ بِقُبَاءَ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ نَخْلَةٍ وَصَاحِبِي جَالِسٌ تَحْتِي إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ مِنْ بَنِي عَمِّهِ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَيْ فُلَانُ قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ ، إِنَّهُمْ آنِفًا لَيَتَقَاصَفُونَ عَلَى رَجُلٍ بِقُبَاءَ ، قَدِمَ مِنْ مَكَّةَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيُّ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنْ هُوَ إِلَّا أَنْ قَالَهَا ، فَأَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ فَرَجِفَتِ النَّخْلَةُ حَتَّى ظَنَنْتُ لَأَسْقُطَنَّ عَلَى صَاحِبِي ، ثُمَّ نَزَلَتُ سَرِيعًا أَقُولُ : مَاذَا تَقُولُ ؟ مَا هَذَا الْخَبَرُ ؟ قَالَ : فَرَفَعَ سَيِّدِي يَدَهُ ، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ قَالَ : مَا لَكَ وَلِهَذَا ؟ أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ ، قُلْتُ : لَا شَيْءَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ هَذَا الْخَبَرَ الَّذِي سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ ، قَالَ : أَقْبِلْ عَلَى شَأْنِكَ ، قَالَ : فَأَقْبَلْتُ عَلَى عَمَلِي وَلَهِيتُ مِنْهُ ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ جَمَعْتُ مَا كَانَ عِنْدِي ، ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقُلْتُ : إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ لَيْسَ بِيَدِكَ شَيْءٌ وَإِنَّ مَعَكَ أَصْحَابًا لَكَ وَأَنَّكُمْ أَهْلُ حَاجَةٍ وَغُرْبَةٍ ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ وَضَعْتُهُ لِلصَّدَقَةِ ، فَلَمَّا ذُكِرَ لِي مَكَانُكُمْ رَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ النَّاسِ بِهِ ، فَجَئْتُكُمْ بِهِ ، ثُمَّ وَضَعْتُهُ لَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُوا ، وَأَمْسَكَ هُوَ ، قَالَ : قُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذِهِ وَاللَّهِ وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ رَجَعْتُ ، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَجَمَعْتُ شَيْئًا ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، وَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ أُحِبُّ أَنْ أُكْرِمَكَ بِهِ مِنْ هَدِيَّةٍ أَهْدَيْتُهَا كَرَامَةً لَكَ لَيْسَتْ بِصَدَقَةٍ ، فَأَكَلَ وَأَكَلَ أَصْحَابُهُ ، قَالَ : قُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذِهِ أُخْرَى ، قَالَ : ثُمَّ رَجَعْتُ ، فَمَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ ، فَوَجَدْتُهُ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ قَدْ تَبِعَ جَنَازَةً وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ وَعَلَيْهِ شَمْلَتَانِ مُؤْتَزِرًا بِوَاحِدَةٍ مُرْتَدِيًا بِالْأُخْرَى ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ عَدَلْتُ لِأَنْظُرَ فِي ظَهْرِهِ ، فَعَرَفَ أَنِّي أُرِيدُ ذَلِكَ وَأَسْتَثْبِتُهُ ، قَالَ : فَقَالَ بِرِدَائِهِ ، فَأَلْقَاهُ عَنْ ظَهْرِهِ ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ كَمَا وَصَفَ لِي صَاحِبِي ، قَالَ : فَأَكْبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُ الْخَاتَمَ مِنْ ظَهْرِهِ وَأَبْكِي ، قَالَ : فَقَالَ : تَحَوَّلْ عَنْكَ ، فَتَحَوَّلْتُ ، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ ، فَأَحَبَّ أَنْ يُسْمِعَهُ أَصْحَابَهُ ، ثُمَّ أَسْلَمْتُ وَشَغَلَنِي الرِّقُّ وَمَا كُنْتُ فِيهِ حَتَّى فَاتَنِي بَدْرٌ وَأُحُدٌ ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَاتِبْ ، فَسَأَلْتُ صَاحِبِي ذَلِكَ فَلَمْ أَزَلْ حَتَّى كَاتَبَنِي عَلَى أَنْ أُحْيِيَ لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً مِنْ وَرِقٍ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعِينُوا أَخَاكُمْ بِالنَّخْلِ . فَأَعَانَنِي كُلُّ رَجُلٍ بِقَدْرِهِ بِالثَّلَاثِينَ وَالْعِشْرِينَ وَالْخُمُسَ عَشْرَةَ وَالْعَشْرَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا سَلْمَانُ اذْهَبْ فَفَقِّرْ لَهَا ، فَإِذَا أَنْتَ أَرَدْتَ أَنْ تَضَعَهَا فَلَا تَضَعْهَا حَتَّى تَأْتِيَنِي فَتُؤْذِنَنِي فَأَكُونَ أَنَا الَّذِي أَضَعُهَا بِيَدِي ، فَقُمْتُ فِي تَفْقِيرِي فَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى فَقَّرْنَا شَرَبًا ثَلَاثَمِائَةِ شَرْبَةٍ ، وَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ بِمَا أَعَانَنِي بِهِ مِنَ النَّخْلِ ، ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ، فَجَعَلَ يَضَعُهَا بِيَدِهِ وَجَعَلَ يُسَوِّي عَلَيْهَا شَرَبَهَا وَيُبَرِّكُ حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ جَمِيعًا ، فَلَا وَالَّذِي نَفْسُ سُلَيْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهُ وَدِيَّةٌ وَبَقِيَتِ الدَّرَاهِمُ ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي أَصْحَابِهِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنْ ذَهَبٍ ، أَصَابَهَا مِنْ بَعْضِ الْمَعَادِنِ ، فَتَصَدَّقَ بِهَا إِلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمِسْكِينُ الْمُكَاتَبُ ، ادْعُوهُ لِي ، فَدُعِيتُ لَهُ ، فَجِئْتُ فَقَالَ : اذْهَبْ بِهَذِهِ فَأَدِّهَا عَنْكَ مِمَّا عَلَيْكَ مِنَ الْمَالِ . قَالَ : وَقُلْتُ : وَأَيْنَ يَقَعُ هَذَا مِمَّا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : إِنْ سَيُؤَدِّي عَنْكَ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ كَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهَا يَوْمَئِذٍ عَلَى لِسَانِهِ ، ثُمَّ قَلَبَهَا ، ثُمَّ قَالَ لِي : اذْهَبْ فَأَدِّهَا عَنْكَ ، ثُمَّ عَادَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَيَزِيدَ أَيْضًا ، قَالَ سَلْمَانُ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَزَنْتُ لَهُ مِنْهَا أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً حَتَّى وَفَّيْتُهُ الَّذِي لَهُ ، وَعَتَقَ سَلْمَانُ وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَبَقِيَّةَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُرًّا مُسْلِمًا حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ

حديث رقم: 4544

أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْبُهْلُولِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، يَقُولُ : حَدَّثَنِي مَنْ حَدَّثَهُ سَلْمَانُ ، أَنَّهُ كَانَ فِي حَدِيثِهِ حِينَ سَاقَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ صَاحِبَ عَمُّورِيَّةَ قَالَ لَهُ : أَرَأَيْتَ رَجُلًا بِكَذَا وَكَذَا مِنْ أَرْضِ الشَّامِ بَيْنَ غَيْضَتَيْنِ يَخْرُجُ مِنْ هَذِهِ الْغَيْضَةِ إِلَى هَذِهِ الْغَيْضَةِ فِي كُلِّ سَنَةٍ لَيْلَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِثْلَهَا مِنَ الْعَامِ الْقَابِلِ لَيْلَةً مِنَ السَّنَةِ الْمَعْلُومَةِ ، فَيَتَعَرَّضُهُ النَّاسُ يُدَاوِي الْأَسْقَامَ ، يَدْعُو لَهُمْ فَيُشْفَوْنَ ، فَأْتِ فَسَلْهُ عَنْ هَذَا الَّذِي تُلْتَمَسُ . قَالَ : فَجِئْتُ حَتَّى أَقَمْتُ مَعَ النَّاسِ بَيْنَ تَيْنِكَ الْغَيْضَتَيْنِ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِي يَخْرُجُ فِيهَا مِنَ الْغَيْضَةِ إِلَى الْغَيْضَةِ الَّتِي يَدْخُلُ خَرَجَ ، وَغَلَبُونِي عَلَيْهِ حَتَّى دَخَلَ الْغَيْضَةِ الْأُخْرَى ، وَتَوَارَى مِنِّي إِلَّا مَنْكَبَهُ ، فَتَنَاوَلْتُهُ ، فَأَخَذْتُ بِمَنْكِبِهِ ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيَّ ، وَقَالَ : مَا لَكَ ؟ قُلْتُ : أَسْأَلُكَ عَنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنِيفِيَّةِ قَالَ : إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ مَا يَسْأَلُ عَنْهُ النَّاسُ الْيَوْمَ ، قَدْ أَظَلَّكَ نَبِيٌّ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِ هَذَا الْبَيْتِ ، يَأْتِي بِهَذَا الدِّينِ الَّذِي تَسْأَلُ عَنْهُ ، فَالْحَقْ بِهِ ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَدَّثَهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ : لَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَنِي يَا سَلْمَانُ لَقَدْ لَقِيتَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ

حديث رقم: 4545

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ : كَاتَبْتُ أَهْلِي عَلَى أَنْ أَغْرِسَ لَهُمْ خَمْسَمِائَةِ فُسَيْلَةٍ ، فَإِذَا عَلِقَتْ فَأَنَا حُرٌّ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَغْرِسَ فَآذِنِّي قَالَ : فَآذَنْتُهُ ، فَغَرَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَّا وَاحِدَةً غَرَسْتُهَا بِيَدِي ، فَعَلِقْنَ جَمَعًا إِلَّا وَاحِدَةً الَّتِي غَرَسْتُ

حديث رقم: 4546

قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي قُرَّةَ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ مِنْ أَبْنَاءِ أَسَاوِرَةَ فَارِسٍ ، وَكُنْتُ فِي كُتَّابٍ ، وَكَانَ مَعِي غُلَامَانِ ، فَكَانَا إِذَا رَجَعَا مِنْ عِنْدِ مُعَلِّمِهِمِا أَتَيَا قِسًّا ، فَدَخَلَا عَلَيْهِ ، فَدَخَلْتُ مَعَهُمَا ، فَقَالَ : لَهُمَا : أَلَمْ أَنْهَكُمَا أَنْ تَأْتِيَانِي بِأَحَدٍ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ حَتَّى كُنْتُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُمَا ، فَقَالَ لِي : إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُكَ مَا حَبَسَكَ ، فَقُلْ مُعَلِّمِي ، إِذَا سَأَلَكَ مُعَلِّمُكَ مَا حَبَسَكَ ، فَقُلْ : أَهْلِي ، ثُمَّ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَتَحَوَّلَ ، فَقُلْتُ : أَنَا أَتَحَوَّلُ مَعَكَ ، فَتَحَوَّلْتُ مَعَهُ ، فَنَزَلَ قَرْيَةً ، فَكَانَتِ امْرَأَةٌ تَأْتِيَهِ ، فَلَمَّا حُضِرَ ، قَالَ : يَا سَلْمَانُ احْفِرْ عِنْدَ رَأْسِي ، فَحَفَرْتُ ، فَاسْتَخْرَجْتُ جَرَّةً مِنْ دَرَاهِمَ ، فَقَالَ لِي : صُبَّهَا عَلَى صَدْرِي ، فَصَبَبْتَهَا عَلَى صَدْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ ، فَهَمَمْتُ بِالدَّرَاهِمَ أَنْ أَحْوِيَهَا أَوْ أُحَوِّلَهَا - شَكَّ عُبَيْدُ اللَّهِ - ثُمَّ إِنِّي ذَكَرْتُ ، ثُمَّ آذَنْتُ الْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانَ بِهِ ، فَحَضَرُوهُ ، فَقُلْتُ : إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ مَالًا ، فَقَامَ شَبَابٌ فِي الْقَرْيَةِ ، فَقَالُوا : هَذَا مَالُ أَبِينَا كَانَتْ سَرِيَّتُهُ تَأْتِيَهِ ، فَأَخَذُوهُ ، فَقُلْتُ لِلرُّهْبَانِ : أَخْبِرُونِي بِرَجُلٍ عَالِمٍ أَتْبَعَهُ ، فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ بِحِمْصَ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ ، فَلَقِيتُهُ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَقَالَ : وَمَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ ، قَالَ : فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ كُلَّ سَنَةٍ وَإِنِ انْطَلَقْتَ الْآنَ وَافَقْتَ حِمَارَهُ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ ، فَإِذَا بِحِمَارِهِ عَلَى بَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ حَتَّى خَرَجَ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، قَالَ : وَمَا جَاءَ بِكَ إِلَّا طَلَبُ الْعِلْمِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : اجْلِسْ ، فَانْطَلَقَ ، فَلَمْ أَرَهُ حَتَّى الْحَوْلِ , فَجَاءَ ، فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا صَنَعْتَ بِي ؟ قَالَ : وَإِنَّكَ هَاهُنَا ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ فِي الْأَرْضِ رَجُلًا أَعْلَمَ مِنْ رَجُلٍ خَرَجَ بِأَرْضِ تَيْمَاءَ ، وَإِنْ تَنْطَلِقِ الْآنَ تُوَافِقْهُ ، فِيهِ ثَلَاثُ آيَاتٍ : يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ ، وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ، وَعِنْدَ غُضْرُوفِ كَتِفِهِ الْيُمْنَى خَاتَمُ النُّبُوَّةِ مِثْلُ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ لَوْنُهَا لَوْنُ جِلْدِهِ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ تَرْفَعُنِي أَرْضٌ وَتَخْفِضُنِي أُخْرَى حَتَّى مَرَرْتُ عَلَى قَوْمٍ مِنَ الْأَعْرَابِ ، فَاسْتَعْبَدُونِي ، فَبَاعُونِي ، فَاشْتَرَتْنِي امْرَأَةٌ بِالْمَدِينَةِ ، فَسَمِعْتُهُمْ يَذْكُرُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ الْعَيْشُ عَزِيزًا ، فَقُلْتُ لَهَا : هَبِي لِي يَوْمًا ، فَقَالَتْ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقْتُ ، فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا ، فَبِعْتُهُ ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يَسِيرًا ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ فَقُلْتُ : صَدَقَةٌ ، فَقَالَ : لِأَصْحَابِهِ : كُلُوا ، وَلَمْ يَأْكُلْ ، قُلْتُ : هَذِهِ مِنْ عَلَامَتِهِ ، فَمَكَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ ، ثُمَّ قُلْتُ لِمَوْلَاتِي : هَبِي لِي يَوْمًا ، قَالَتْ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقْتُ ، فَاحْتَطَبْتُ حَطَبًا ، فَبِعْتُهُ بِأَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، وَصَنَعَتْ طَعَامًا ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، فَوَضَعْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : هَدِيَّةٌ ، فَوَضَعَ يَدَهُ وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ فَقُمْتُ خَلْفَهُ ، فَوَضَعَ رِدَاءَهُ ، فَإِذَا خَاتَمُ النُّبُوَّةِ ، فَقُلْتُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ فَحَدَّثْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَنَّكَ نَبِيُّ ؟ قَالَ : لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مَسْلَمَةٌ

حديث رقم: 4547

قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَلْمَانُ سَابِقُ فَارِسٍ

حديث رقم: 4548

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ الْخَنْدَقَ مِنْ أُجُمِ الشَّيْخَيْنِ طَرَفَ بَنِي حَارِثَةَ عَامَ ذُكِرَتِ الْأَحْزَابُ خُطَّةً مِنَ الْمَذَادِ ، فَقَطَعَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارَ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَكَانَ رَجُلًا قَوِيًّا ، فَقَالَ : الْمُهَاجِرُونَ : سَلْمَانُ مِنَّا ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ : لَا ، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ : عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ : فَدَخَلْتُ أَنَا ، وَسَلْمَانُ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، وَنُعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ ، وَسِتَّةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَحْتَ أَصْلِ ذُبَابٍ ، فَضَرَبْنَا حَتَّى بَلَغَنَا النَّدَى ، فَأَخْرَجَ اللَّهُ صَخْرَةً بَيْضَاءَ مُرْوَةً مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا ، فَقُلْتُ لِسَلْمَانَ : ارْقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ ضَارِبٌ عَلَيْهِ قُبَّةً تُرْكِيَّةً ، فَرَقَى إِلَيْهِ سَلْمَانُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَخْرَةٌ بَيْضَاءُ خَرَجَتْ مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا ، فَإِمَّا أَنْ نَعْدِلَ عَنْهَا وَالْمَعْدِلُ قَرِيبٌ ، أَوْ تَأْمُرَنَا فِيْهَا بِأَمْرِكَ ، فَإِنَّا لَا نُحِبُّ أَنْ نُجَاوِزَ خَطَّكَ ، فَقَالَ : أَرِنِي مِعْوَلَكَ يَا سَلْمَانُ فَقَبَضَ مُعْوَلَهُ ، ثُمَّ هَبَطَ عَلَيْنَا ، فَكُنَّا عَلَى شُقَّةِ الْخَنْدَقِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحًا ، فَضَرَبَ ضَرْبَةً صَدَعَهَا وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ ، فَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَتَّى كَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ ، فَكَسَرَهَا ، وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا ، فَكَبَّرَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ رَقِيَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي مَقْعَدِ سَلْمَانَ قَالَ : سَلْمَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ، فَالْتَفَتَ إِلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : هَلْ رَأَيْتُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، بِأَبِينَا أَنْتَ وَأَمِّنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَضْرِبُ ، فَخَرَجَ بَرَقٌ كَالْمَوْجِ ، فَتُكَبِّرُ ، فَنُكَبِّرُ لَا نَرَى ضِيَاءً غَيْرَ ذَلِكَ ، قَالَ : صَدَقْتُمْ ، ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الْأُولَى ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ ، فَأَضَاءَ لِي مِنْهَا قُصُورُ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنُ كِسْرَى ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الثَّانِيَةَ ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ الْحُمُرِ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ صَنْعَاءَ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا يَبْلُغُهُمُ النَّصْرُ ، فَأَبْشِرُوا يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا ، فَابْتَشَرَ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَالُوا : مَوْعُودٌ صَادِقٌ بَارٌّ ، وَعَدَنَا النَّصْرَ بَعْدَ الْحَصْرِ وَالْفُتُوحَ ، فَتَرَاءَوُا الْأَحْزَابَ ، فَقَالَ اللَّهُ : {{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }} ، {{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهُ عَلَيْهِ }} . إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

حديث رقم: 4549

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ وَكَذَلِكَ قَالَ : مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

حديث رقم: 4550

قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : أُوخِيَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَسَكَنَ أَبُو الدَّرْدَاءِ الشَّامَ ، وَسَكَنَ سَلْمَانُ الْكُوفَةَ

حديث رقم: 4551

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَحُذَيْفَةَ

حديث رقم: 4552

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُمَا كَانَا يُنْكِرَانِ كُلَّ مُؤَاخَاةٍ كَانَتْ بَعْدَ بَدْرٍ ، وَيَقُولَانِ : قَطَعَتْ بَدْرٌ الْمَوَارِيثَ , وَسَلْمَانُ يَوْمَئِذٍ فِي رَقٍّ ، وَإِنَّمَا عُتِقَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَأَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا الْخَنْدَقُ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الْهِجْرَةِ

حديث رقم: 4553

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : نَزَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ مَنَعَهُ سَلْمَانُ ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَصُومَ مَنَعَهُ ، فَقَالَ : أَتَمْنَعُنِي أَنْ أَصُومَ لِرَبِّي وَأُصَلِّيَ لِرَبِّي ؟ فَقَالَ : إِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَصُمْ ، وَأَفْطِرْ ، وَصَلِّ ، وَنَمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لَقَدْ أُشْبِعَ سَلْمَانُ عِلْمًا

حديث رقم: 4554

قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ، فَقِيلَ لَهُ : هُوَ نَائِمٌ ، قَالَ : فَقَالَ : مَا لَهُ ؟ قَالُوا : إِنَّهُ إِذَا كَانَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَحْيَاهَا ، وَيَصُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، قَالَ : فَأَمَرَهُمْ ، فَصَنَعُوا طَعَامًا فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ، ثُمَّ أَتَاهُمْ ، فَقَالَ : كُلْ ، قَالَ : إِنِّي صَائِمٌ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَكَلَ ، ثُمَّ أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ - وَهُوَ يَضْرِبُ عَلَى فَخِذِ أَبِي الدَّرْدَاءِ - عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَا تَخُصَّ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ بَيْنَ اللَّيَالِي ، وَلَا تَخُصَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ بَيْنَ الْأَيَّامِ

حديث رقم: 4555

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ سَلْمَانَ أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَشَكَتْ إِلَيْهِ أُمُّ الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ يَقُومُ اللَّيْلَ وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَبَاتَ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا أَرَادَ الْقِيَامَ حَبَسَهُ ، حَتَّى نَامَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَنَعَ لَهُ طَعَامًا ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَفْطَرَ ، فَأَتَى أَبُو الدَّرْدَاءِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ : عُوَيْمِرُ سَلْمَانُ أَعْلَمُ مِنْكَ ، لَا تُحَقْحِقْ فَتُقْطَعَ ، وَلَا تُحْبَسَ فَتُسْبَقَ ، أَقْصِدْ تَبْلُغْ سَيْرَ الرِّكَابَاتِ ، تَطَأُ فِيهَا الْبَرْدَيْنِ وَالْخَفْقَتَيْنِ مِنَ اللَّيْلِ

حديث رقم: 4556

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ ، فَقَالَ : أُوتِيَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ ، لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَهُ

حديث رقم: 4557

أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ زَاذَانَ ، قَالَ : سُئِلَ عَلِيٌّ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، فَقَالَ : ذَاكَ امْرُؤٌ مِنَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ عَلِمَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ ، وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْآخَرَ ، وَكَانَ بَحْرًا لَا يُنْزَفُ

حديث رقم: 4558

قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو النَّصِيبِينِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ رُفَيْعٍ ، عَنْ مَعْبَدٍ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ السَّكْسَكِيِّ ، وَكَانَ تِلْمِيذًا لِمُعَاذٍ أَنَّ مُعَاذًا أَمَرَهُ أَنْ يَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ أَحَدُهُمْ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ

حديث رقم: 4559

قَالَ : أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، عَنْ خَالٍ لَهُ أَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ ، قَالَ لِلنَّاسِ : اخْرُجُوا بِنَا نَتَلَقَّ سَلْمَانَ

حديث رقم: 4560

قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، أَنَّ عُمَرَ جَعَلَ عَطَاءَ سَلْمَانَ سِتَّةَ آلَافٍ

حديث رقم: 4561

قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَالَ : كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

حديث رقم: 4562

قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، قَالَ : كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

حديث رقم: 4563

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، قَالَ : كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ

حديث رقم: 4564

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ مَيْمُونٍ ، قَالَ : كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ أَرْبَعَةَ آلَافٍ ، وَعَطَاءُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ فَقُلْتُ : مَا شَأْنُ هَذَا الْفَارِسِيِّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ وَابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي ثَلَاثَةِ آلَافِ وَخَمْسِمِائَةٍ ؟ قَالُوا : إِنَّ سَلْمَانَ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَشْهَدًا لَمْ يُشْهِدْهُ ابْنُ عُمَرَ

حديث رقم: 4565

قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ خَمْسَةَ آلَافٍ ، وَكَانَ عَلَى ثَلَاثِينَ أَلْفًا مِنَ النَّاسِ يَخْطُبُ فِي عَبَاءَةٍ يَفْتَرِشُ نِصْفَهَا وَيَلْبَسُ نِصْفَهَا ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْضَاهُ وَيَأْكُلُ مِنْ سَفِيفِ يَدَيْهِ

حديث رقم: 4566

قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانَبَه ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُرَادِيِّ ، عَنْ عَمِّهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ بِالْمَدَائِنِ فِي بَعْضِ طُرُقِهَا يَمْشِي ، فَزَحِمَتْهُ حَمَلَةٌ مِنْ قَصَبٍ ، فَأَوْجَعَتْهُ ، فَتَأَخَّرَ إِلَى صَاحِبِهَا الَّذِي يَسُوقُهَا ، فَأَخَذَ بِعَضُدِهِ ، فَحَرَّكَهُ ، ثُمَّ قَالَ : لَا مِتَّ حَتَّى تُدْرِكَ إِمَارَةَ الشَّبَابِ

حديث رقم: 4567

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، أَنُّ سَلْمَانَ كَانَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ ، وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى النَّاسِ فِي أَنْدَرْوَرْدَ وَعَبَاءَةٍ ، فَإِذَا رَأَوْهُ ، قَالُوا : كُرْكَ آمَذْ كُرْكَ آمَذْ ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ : مَا يَقُولُونَ ؟ قَالُوا : يُشَبِّهُونَكَ بِلُعْبَةٍ لَهُمْ ، فَيَقُولُ سَلْمَانُ : لَا عَلَيْهِمُ ، فَإِنَّمَا الْخَيْرُ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ

حديث رقم: 4568

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ ، عَنْ هُرَيْمٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ عَلَى حِمَارٍ عُرْيٍ ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ سُنْبُلَانِيٌّ قَصِيرٌ ضَيِّقُ الْأَسْفَلِ ، وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلَ السَّاقَيْنِ كَثِيرَ الشَّعْرِ ، وَقَدِ ارْتَفَعَ الْقَمِيصُ حَتَّى بَلَغَ قَرِيبًا مِنْ رُكْبَتَيْهِ ، قَالَ : وَرَأَيْتُ الصِّبْيَانَ يَحْضُرُونَ خَلْفَهُ ، فَقُلْتُ : أَلَا تَنَحَّوْنَ عَنِ الْأَمِيرِ ؟ فَقَالَ : دَعْهُمْ فَإِنَّمَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ

حديث رقم: 4569

قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى سَرِيَّةٍ ، فَمَرَّ بِفِتْيَانٍ مِنْ فِتْيَانِ الْجُنْدِ ، فَضَحِكُوا ، وَقَالُوا : هَذَا أَمِيرُكُمْ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَلَا تَرَى هَؤُلَاءِ مَا يَقُولُونَ ، قَالَ : دَعْهُمْ فَإِنَّمَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ التُّرَابِ فَكُلْ مِنْهُ ، وَلَا تَكُونَنَّ أَمِيرًا عَلَى اثْنَيْنِ ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ وَالْمُضْطَرِّ فَإِنَّهَا لَا تَحْجَبُ

حديث رقم: 4570

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، قَالَ : كَانَ سَلْمَانُ أَمِيرًا عَلَى الْمَدَائِنِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللَّهِ ، مَعَهُ حِمْلُ تِينٍ ، وَعَلَى سَلْمَانَ أَنْدَرْوَرْدُ وَعَبَاءَةٌ ، فَقَالَ لِسَلْمَانَ : تَعَالَ احْمِلْ وَهُوَ لَا يَعْرِفُ سَلْمَانَ ، فَحَمَلَ سَلْمَانُ ، فَرَآهُ النَّاسُ ، فَعَرَفُوهُ ، فَقَالُوا : هَذَا الْأَمِيرُ ، قَالَ : لَمْ أَعْرِفْكَ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : لَا حَتَّى أَبْلُغَ مَنْزِلَكَ

حديث رقم: 4571

قَالَ : أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي عَبْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَتَيْتُ السُّوقَ ، فَاشْتَرَيْتُ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ ، فَرَأَيْتُ سَلْمَانَ وَلَا أَعْرِفُهُ ، فَسَخَّرْتُهُ ، فَحَمَلْتُ عَلَيْهِ الْعَلَفَ ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ ، فَقَالُوا : نَحْمِلُ عَنْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا سَلْمَانُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : لَمْ أَعْرِفْكَ ضَعْهُ عَافَاكَ اللَّهُ ، فَأَبَى حَتَّى أَتَى بِهِ مَنْزِلِي ، فَقَالَ : قَدْ نَوَيْتُ فِيهِ نِيَّةً ، فَلَا أَضَعُهُ حَتَّى أَبْلُغَ بَيْتَكَ

حديث رقم: 4572

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مَيْسَرَةَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ إِذَا سَجَدَتْ لَهُ الْعَجَمُ طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَقَالَ : خَشَعْتُ لِلَّهِ

حديث رقم: 4573

قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ : مَا يُكْرِهُكَ الْإِمَارَةَ ؟ قَالَ : حَلَاوَةُ رِضَاعَتِهَا وَمَرَارَةُ فِطَامِهَا

حديث رقم: 4574

قَالَ : أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْغَازِي ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ لَهُ حُبًّى مِنْ عَبَاءٍ وَهُوَ أَمِيرُ النَّاسِ

حديث رقم: 4575

قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ كَانَ يَسْتَظِلُّ بِالْفَيءِ حَيْثُ مَا دَارَ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَيْتٌ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَلَا أَبْنِي لَكَ بَيْتًا تَسْتَظِلُّ بِهِ مِنَ الْحَرِّ ، وَتَسْكُنُ فِيهِ مِنَ الْبَرْدِ ؟ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : نَعَمْ ، فَلَمَّا أَدْبَرَ صَاحَ بِهِ ، فَسَأَلَهُ سَلْمَانُ : كَيْفَ تَبْنِيهِ ؟ فَقَالَ : أَبْنِيهِ إِنْ قُمْتَ فِيهِ أَصَابَ رَأْسَكَ ، وَإِنِ اضْطَجَعْتَ فِيهِ أَصَابَ رِجْلَكَ ، فَقَالَ سَلْمَانُ : نَعَمْ

حديث رقم: 4576

قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ ، يَقُولُ : دَخَلْتُ مَعَ خَالِي عَلَى سَلْمَانَ بِالْمَدَائِنِ ، وَهُوَ يَعْمَلُ الْخُوصَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَشْتَرِي خُوصًا بِدِرْهَمٍ ، فَأَعْمَلُهُ ، فَأَبِيعُهُ بِثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ ، فَأُعِيدُ دِرْهَمًا فِيهِ ، وَأَنْفِقُ دِرْهَمًا عَلَى عِيَالِي ، وَأَتَصَدَّقُ بِدِرْهَمٍ ، وَلَوْ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ نَهَانِي عَنْهُ مَا انْتَهَيْتُ

حديث رقم: 4577

قَالَ : أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، قَالَ : كَانَ سَلْمَانُ إِذَا أَصَابَ الشَّيْءَ اشْتَرَى بِهِ لَحْمًا ، ثُمَّ دَعَا الْمُحَدِّثِينَ ، فَأَكَلُوهُ مَعَهُ

حديث رقم: 4578

قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : كَانَ سَلْمَانُ إِذَا وَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَؤُونَةَ ، وَأَحْسَنَ الرِّزْقَ

حديث رقم: 4579

قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ سَلْمَانُ إِذَا أَكَلَ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا الْمَؤُونَةَ ، وَأَوْسَعَ عَلَيْنَا فِي الرِّزْقِ

حديث رقم: 4580

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ - قَالَ : أَبُو إِسْحَاقَ : أَنْبَأَنِي - قَالُ : سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ مُضَرِّبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَلْمَانَ ، يَقُولُ : إِنِّي لَأَعُدُّ الْعُرَاقَةَ عَلَى الْخَادِمِ خَشْيَةَ الظَّنِّ

حديث رقم: 4581

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْكِنْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ غُلَامُ سَلْمَانَ : كَاتِبْنِي ، قَالَ : أَلَكَ شَيْءٌ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : أَسْأَلُ النَّاسَ ، قَالَ : تُرِيدُ أَنْ تُطْعِمَنِي غُسَالَةَ النَّاسِ

حديث رقم: 4582

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا لَيْلَى ، قَالَ : قَالَ غُلَامٌ لِسَلْمَانَ : كَاتِبْنِي ، قَالَ : أَلَكَ مَالٌ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَتَأْمُرُنِي أَنْ آكُلَ غُسَالَةَ أَيْدِي النَّاسِ . قَالَ : وَسُرِقَ عَلَفُ دَابَّتِهِ ، فَقَالَ لِجَارِيَتِهِ أَوْ لِغُلَامِهِ : وَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ الْقِصَاصَ لَضَرَبْتُكَ

حديث رقم: 4583

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى سَلْمَانَ وَهُوَ يَعْجِنُ ، قَالَ : فَقَالَ : أَيْنَ الْخَادِمُ ؟ قَالَ : بَعَثْنَاهَا لِحَاجَةٍ ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَجْمَعَ عَلَيْهَا عَمَلَيْنِ ، قَالَ : إِنَّ فُلَانًا يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : مُنْذُ كَمْ قَدِمْتَ ؟ قَالَ : مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، قَالَ : أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تُؤَدِّهَا لَكَانَتْ أَمَانَةً لَمْ تُؤَدِّهَا

حديث رقم: 4584

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قُرَّةَ قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : لَا نَؤُمُّكُمْ فِي مَسَاجِدِكُمْ ، وَلَا نَنْكِحُ نِسَاءَكُمْ يَعْنِي : الْعَرَبَ

حديث رقم: 4585

قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَغَيْرِهِ ، قَالُوا : كَانَ سَلْمَانُ يَقُولُ لِنَفْسِهِ : سَلْمَانُ بِمِيرِ ، يَقُولُ : مُتْ

حديث رقم: 4586

قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالُوا : دَخَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى سَلْمَانَ يَعُودُهُ ، قَالَ : فَبَكَى سَلْمَانُ ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ ، وَتَلْقَى أَصْحَابَكَ ، وَتَرِدُ عَلَيْهِ الْحَوْضَ ، قَالَ سَلْمَانُ : وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلَا حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْنَا عَهْدًا ، فَقَالَ : لِتَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا مِثْلَ زَادِ الرَّاكِبِ ، وَحَوْلِي هَذِهِ الْأَسَاوِدُ قَالَ : وَإِنَّمَا حَوْلَهُ جَفْنَةٌ أَوْ مَطْهَرَةٌ أَوْ إِجَّانَةٌ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ نَأْخُذُهُ بَعْدَكَ ، فَقَالَ : يَا سَعْدُ اذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ ، وَعِنْدَ حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ

حديث رقم: 4587

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، وَسَعْدَ بْنَ مَالِكٍ دَخَلَا عَلَى سَلْمَانَ يَعُودَانِهِ ، فَبَكَى ، فَقَالَا لَهُ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَحْفَظْهُ مِنَّا أَحَدٌ قَالَ : لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ

حديث رقم: 4588

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَبَلَةُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، قَالَ : قَالَ أَصْحَابُ سَلْمَانَ لِسَلْمَانَ : أَوْصِنَا ، فَقَالَ : مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا أَوْ غَازِيًا أَوْ فِي نَقْلِ الْقِرَاءَةِ فَلْيَمُتْ ، وَلَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ فَاجِرًا وَلَا خَائِنًا

حديث رقم: 4589

قَالَ : أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَنَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ بَكَى ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا أَبْكِي جَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ وَلَا حِرْصًا عَلَى الرَّجْعَةِ ، وَلَكِنْ إِنَّمَا أَبْكِي لِأَمْرٍ عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْشَى أَنْ لَا نَكُونَ حَفِظْنَا وَصِيَّةَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّهُ قَالَ لَنَا : لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ

حديث رقم: 4590

قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، قَالَ : عَادَ الْأَمِيرُ سَلْمَانَ فِي مَرَضِهِ ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ فَاذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ هَمِّكَ إِذَا هَمَمْتَ ، وَعِنْدَ لِسَانِكَ إِذَا حَكَمْتَ ، وَعِنْدَ يَدِكَ إِذَا قَسَمْتَ ، قُمْ عَنِّي وَالْأَمِيرُ يَوْمَئِذٍ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ

حديث رقم: 4591

قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ سَلْمَانَ الْوَفَاةُ ، قَالَ لِصَاحِبَةِ مَنْزِلِهِ : هَلُمِّي خِبْأَكِ الَّذِي اسْتَخْبَأْتُكِ ، قَالَتْ : فَجِئْتُهُ بِصُرَّةِ مِسْكٍ ، قَالَ : فَقَالَ : ائْتِينِي بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ ، فَنَثَرَ الْمِسْكَ فِيهِ ، ثُمَّ مَاثَهُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : انْضَحِيهِ حَوْلِي ، فَإِنَّهُ يَحْضُرْنِي خَلَقٌ مِنْ خَلَقِ اللَّهِ يَجِدُونَ الرِّيحَ وَلَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ، ثُمَّ اجْفَئِي عَلَيَّ الْبَابَ وَانْزِلِي , قَالَتْ : فَفَعَلْتُ وَجَلَسْتُ هُنَيْهَةً ، فَسَمِعْتُ هَسْهَسَةً ، قَالَتْ ثُمَّ صَعِدْتُ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ

حديث رقم: 4592

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْأَجْلَحِ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : أَصَابَ سَلْمَانُ صُرَّةَ مِسْكٍ يَوْمَ فُتِحَتْ جَلُولَاءُ ، فَاسْتَوْدَعَهَا امْرَأَتَهُ ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، قَالَ : هَاتِي هَذِهِ الْمِسْكَةَ ، فَمَرَسَهَا فِي مَاءٍ ، ثُمَّ قَالَ : انْضَحِيهَا حَوْلِي ، فَإِنَّهُ يَأْتِينِي زُوَّارٌ الْآنَ . قَالَ : فَفَعَلْتُ ، فَلَمْ يَمْكُثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى قُبِضَ

حديث رقم: 4593

قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْجَزْلُ ، عَنِ امْرَأَةِ سَلْمَانَ بُقَيْرَةَ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ - يَعْنِي : سَلْمَانَ - دَعَانِي وَهُوَ فِي عُلَيَّةٍ لَهُ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ ، فَقَالَ : افْتَحِي هَذِهِ الْأَبْوَابَ يَا بُقَيْرَةُ ، فَإِنَّ لِيَ الْيَوْمَ زُوَّارًا ، لَا أَدْرِي مِنْ أَيِّ هَذِهِ الْأَبْوَابِ يَدْخُلُونَ عَلَيَّ ، ثُمَّ دَعَا بِمِسْكٍ لَهُ ، فَقَالَ : أَدِيفِيهِ فِي تَنُّورٍ ، فَفَعَلْتُ ، ثُمَّ قَالَ : انْضَحِيهِ حَوْلَ فِرَاشِي ، ثُمَّ انْزِلِي فَامْكُثِي ، فَسَوْفَ تَطَّلِعِينَ ، فَتَرَيْ عَلَى فِرَاشِي ، فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ أُخِذَ رُوحُهُ ، فَكَأَنَّمَا هُوَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِهِ وَنَحْوًا مِنْ هَذَا

حديث رقم: 4594

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ أَنَّ سَلْمَانَ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، دَعَا بِصُرَّةٍ مِنْ مِسْكٍ كَانَ أَصَابَهَا مِنْ بَلَنْجَرَ ، فَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُدَافَ ، وَتُجْعَلَ حَوْلَ فِرَاشِهِ ، وَقَالَ : فَإِنَّهُ يَحْضُرُنِي اللَّيْلَةَ مَلَائِكَةٌ يَجِدُونَ الرِّيحَ وَلَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ

حديث رقم: 4595

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّ سَلْمَانَ قَالَ لَهُ : أَيْ أُخَيَّ أَيُّنَا مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلْيَتَرَاءَ لَهُ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : أَوَيَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ مُخَلَّاةٌ تَذْهَبُ فِي الْأَرْضِ حَيْثُ شَاءَتْ وَنَسَمَةُ الْكَافِرِ فِي سِجْنٍ ، فَمَاتَ سَلْمَانُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ قَائِلٌ بِنِصْفِ النَّهَارِ عَلَى سَرِيرٍ لِي ، فَأَغْفَيْتُ إِغْفَاءَةً إِذْ جَاءَ سَلْمَانُ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَقُلْتُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ ؟ قَالَ : خَيْرًا ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ ، وَعَلَيْكَ بِالتَّوَكُّلِ ، فَنِعْمَ الشَّيْءُ التَّوَكُّلُ

حديث رقم: 4596

قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، أَنَّ سَلْمَانَ مَاتَ قَبْلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ، فَرَآهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِي الْمَنَامِ ، فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ ، قَالَ : أَيُّ الْأَعْمَالِ وَجَدْتَهَا أَفْضَلَ ؟ قَالَ : وَجَدْتُ التَّوَكُّلَ شَيْئًا عَجِيبًا قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : تُوُفِّيَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِالْمَدَائِنِ