• 1705
  • أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ الْخَنْدَقَ مِنْ أُجُمِ الشَّيْخَيْنِ طَرَفَ بَنِي حَارِثَةَ عَامَ ذُكِرَتِ الْأَحْزَابُ خُطَّةً مِنَ الْمَذَادِ ، فَقَطَعَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارَ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَكَانَ رَجُلًا قَوِيًّا ، فَقَالَ : الْمُهَاجِرُونَ : سَلْمَانُ مِنَّا ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ : لَا ، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ "

    قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّ الْخَنْدَقَ مِنْ أُجُمِ الشَّيْخَيْنِ طَرَفَ بَنِي حَارِثَةَ عَامَ ذُكِرَتِ الْأَحْزَابُ خُطَّةً مِنَ الْمَذَادِ ، فَقَطَعَ لِكُلِّ عَشَرَةٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، فَاحْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارَ فِي سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَكَانَ رَجُلًا قَوِيًّا ، فَقَالَ : الْمُهَاجِرُونَ : سَلْمَانُ مِنَّا ، وَقَالَتِ الْأَنْصَارُ : لَا ، بَلْ سَلْمَانُ مِنَّا ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ : عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ : فَدَخَلْتُ أَنَا ، وَسَلْمَانُ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ ، وَنُعْمَانُ بْنُ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيُّ ، وَسِتَّةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَحْتَ أَصْلِ ذُبَابٍ ، فَضَرَبْنَا حَتَّى بَلَغَنَا النَّدَى ، فَأَخْرَجَ اللَّهُ صَخْرَةً بَيْضَاءَ مُرْوَةً مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا ، فَقُلْتُ لِسَلْمَانَ : ارْقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ ضَارِبٌ عَلَيْهِ قُبَّةً تُرْكِيَّةً ، فَرَقَى إِلَيْهِ سَلْمَانُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَخْرَةٌ بَيْضَاءُ خَرَجَتْ مِنْ بَطْنِ الْخَنْدَقِ ، فَكَسَرَتْ حَدِيدَنَا ، وَشَقَّتْ عَلَيْنَا ، فَإِمَّا أَنْ نَعْدِلَ عَنْهَا وَالْمَعْدِلُ قَرِيبٌ ، أَوْ تَأْمُرَنَا فِيْهَا بِأَمْرِكَ ، فَإِنَّا لَا نُحِبُّ أَنْ نُجَاوِزَ خَطَّكَ ، فَقَالَ : أَرِنِي مِعْوَلَكَ يَا سَلْمَانُ فَقَبَضَ مُعْوَلَهُ ، ثُمَّ هَبَطَ عَلَيْنَا ، فَكُنَّا عَلَى شُقَّةِ الْخَنْدَقِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحًا ، فَضَرَبَ ضَرْبَةً صَدَعَهَا وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ ، فَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا حَتَّى كَأَنَّ مِصْبَاحًا فِي جَوْفِ بَيْتٍ مُظْلِمٍ ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ ، فَكَسَرَهَا ، وَبَرِقَ مِنْهَا بَرْقَةٌ أَضَاءَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا ، فَكَبَّرَ تَكْبِيرَ فَتْحٍ ، فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ رَقِيَ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي مَقْعَدِ سَلْمَانَ قَالَ : سَلْمَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ، فَالْتَفَتَ إِلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : هَلْ رَأَيْتُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، بِأَبِينَا أَنْتَ وَأَمِّنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَضْرِبُ ، فَخَرَجَ بَرَقٌ كَالْمَوْجِ ، فَتُكَبِّرُ ، فَنُكَبِّرُ لَا نَرَى ضِيَاءً غَيْرَ ذَلِكَ ، قَالَ : صَدَقْتُمْ ، ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الْأُولَى ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ ، فَأَضَاءَ لِي مِنْهَا قُصُورُ الْحِيرَةِ وَمَدَائِنُ كِسْرَى ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ ضَرْبَتِي الثَّانِيَةَ ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ الْحُمُرِ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ ، كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا ، ثُمَّ ضَرَبْتُ الثَّالِثَةَ ، فَبَرَقَ الَّذِي رَأَيْتُمْ أَضَاءَ لِي مَعَهَا قُصُورُ صَنْعَاءَ كَأَنَّهَا أَنْيَابُ الْكِلَابِ ، وَأَخْبَرَنِي جَبْرَائِيلُ أَنَّ أُمَّتِيَ ظَاهِرَةٌ عَلَيْهَا يَبْلُغُهُمُ النَّصْرُ ، فَأَبْشِرُوا يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا ، فَابْتَشَرَ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَالُوا : مَوْعُودٌ صَادِقٌ بَارٌّ ، وَعَدَنَا النَّصْرَ بَعْدَ الْحَصْرِ وَالْفُتُوحَ ، فَتَرَاءَوُا الْأَحْزَابَ ، فَقَالَ اللَّهُ : {{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا }} ، {{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهُ عَلَيْهِ }} . إِلَى آخِرِ الْآيَةِ

    ارق: رقي : صعد
    قبة: القبة : هي الخيمة الصغيرة أعلاها مستدير أو البناء المستدير المقوس المجوف
    صدعها: الصدع : الشق
    لابتيها: اللابة : الصحراء تكثر بها الحجارة السوداء
    " سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ " قَالَ : عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات
    لا توجد بيانات