كَمَا نا أَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ الْحَافِظُ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ ، أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ ، قَالَ : حَضَرْتُ الْمَأْمُونَ بِالْمِصِّيصَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ بِيَدِهِ مَحْبَرَةٌ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، صَاحِبُ حَدِيثٍ مُنْقَطِعٌ بِهِ . قَالَ : فَوَقَفَ الْمَأْمُونُ ، فَقَالَ لَهُ : إِيشِ تَحْفَظُ فِي بَابِ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ : فَسَكَتَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ الْمَأْمُونُ : نا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ ، عَنْ فُلَانٍ ، وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ كَذَا حَتَّى عَدَّدَ لَهُ كَذَا حَدِيثًا ، ثُمَّ قَالَ : إِيشِ تَحْفَظُ فِي بَابِ كَذَا ؟ قَالَ : فَسَكَتَ ، فَسَرَدَ فِيهِ كَذَا حَدِيثًا ، ثُمَّ قَالَ : أَحَدُهُمْ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، يَقُولُ : أَنَا صَاحِبُ حَدِيثٍ ، أَعْطُوهُ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ
نا أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الطِّيبُ الدَّسْكَرِيُّ لَفْظًا بِحُلْوَانَ ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ بِأَصْبَهَانَ ، نا غَسَّانُ بْنُ رِضْوَانَ بْنِ شُعَيْبٍ أَبُو الْحَسَنِ الْبَزَّازُ ، بِبَغْدَادَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ النَّسَائِيُّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنِ الرَّجُلِ يَكُونُ مَعَهُ مِائَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ ، يُقَالُ : إِنَّهُ صَاحِبُ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ لَهُ : عِنْدَهُ مِائَتَا أَلْفِ حَدِيثٍ ، يُقَالُ : إِنَّهُ صَاحِبُ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : لَا ، قُلْتُ : لَهُ : ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ ؟ فَقَالَ بِيَدِهِ كَذَا ، يُرَوِّحُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً ، وَأَوْمَأَ غَسَّانُ بِيَدِهِ كَذَا وَكَذَا ، يُقَلِّبُهَا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الدَّقَّاقُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ ، بِالْبَصْرَةِ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَلَّادٍ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ التُّسْتَرِيُّ ، نا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، يَقُولُ : مَنْ لَمْ يَكْتُبْ عِشْرِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ إِمْلَاءً ، لَمْ يُعَدَّ صَاحِبَ حَدِيثٍ وَهُمْ مَعَ قِلَّةِ كُتُبِهِمْ لَهُ ، وَعَدَمِ مَعْرِفَتِهِمْ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ كِبْرًا ، وَأَشَدُّ الْخَلْقِ تِيهًا وَعُجْبًا ، لَا يُرَاعُونَ لِشَيْخٍ حُرْمَةً ، وَلَا يُوجِبُونَ لِطَالِبٍ ذِمَّةً ، يَخْرِقُونَ بِالرَّاوِينَ ، وَيُعَنِّفُونَ عَلَى الْمُتَعَلِّمِينَ ، خِلَافَ مَا يَقْتَضِيهِ الْعِلْمُ الَّذِي سَمِعُوهُ ، وَضِدَّ الْوَاجِبِ مِمَّا يَلْزَمُهُمْ أَنْ يَفْعَلُوهُ ، وَقَدْ وَصَفَ أَمْثَالَهُمْ بَعْضُ السَّلَفِ فِيمَا
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْمَرِيُّ ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ : مَا رَأَيْتُ عِلْمًا أَشْرَفَ وَلَا أَهْلًا أَسْخَفَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ
وَحَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْأَزْهَرِيُّ ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْبَهَانِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ وَكِيعٌ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ ، يَقُولُ : لَا تَرَى صِنَاعَةً أَشْرَفَ ، وَلَا قَوْمًا أَسْخَفَ مِنَ الْحَدِيثِ وَأَصْحَابِهِ وَالْوَاجِبُ أَنْ يَكُونَ طَلِبَةُ الْحَدِيثِ أَكْمَلَ النَّاسِ أَدَبًا ، وَأَشَدَّ الْخَلْقِ تَوَاضُعًا ، وَأَعْظَمَهُمْ نَزَاهَةً وَتَدَيُّنًا ، وَأَقَلَّهُمْ طَيْشًا وَغَضَبًا ، لِدَوَامِ قَرْعِ أَسْمَاعِهِمْ بِالْأَخْبَارِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى مَحَاسِنِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَآدَابِهِ , وَسِيرَةِ السَّلَفِ الْأَخْيَارِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَطَرَائِقِ الْمُحَدِّثِينَ ، وَمَآثِرِ الْمَاضِينَ ، فَيَأْخُذُوا بِأَجْمَلِهَا وَأَحْسَنِهَا ، وَيَصْدِفُوا عَنْ أَرْذَلِهَا وَأَدْوَنِهَا
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ بِأَصْبَهَانَ ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى الزَّجَّاجَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ ، يَقُولُ : مَنْ طَلَبَ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَدْ طَلَبَ أَعْلَى أُمُورِ الدُّنْيَا ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ النَّاسِ
أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمَرْوَرُوذِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ ، بِنَيْسَابُورَ ، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ، بِعَيْنِ زِرْبَةَ ، نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ أَدَبُ اللَّهِ الَّذِي أَدَّبَ بِهِ نَبِيَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَدَبُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أُمَّتَهُ ، أَمَانَةُ اللَّهِ إِلَى رَسُولِهِ لِيُؤَدِّيَهُ عَلَى مَا أُدِّيَ إِلَيْهِ ، فَمَنْ سَمِعَ عِلْمًا فَلْيَجْعَلْهُ أَمَامَهُ حُجَّةً فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ ، نا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ الْغَلَابِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي أَوِ ابْنُ مِسْعَرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هُوَ الْمِيزَانُ الْأَكْبَرُ ، فَعَلَيْهِ تُعْرَضُ الْأَشْيَاءُ ، عَلَى خُلُقِهِ وَسِيرَتِهِ وَهَدْيِهِ ، فَمَا وَافَقَهَا فَهُوَ الْحَقُّ ، وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَا أَذْكُرُ فِي كِتَابِي هَذَا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ مَا بِنَقَلَةِ الْحَدِيثِ وَحُمَّالِهِ حَاجَةٌ إِلَى مَعْرِفَتِهِ وَاسْتِعْمَالِهِ ، مِنَ الْأَخْذِ بِالْخَلَائِقِ الزَّكِيَّةِ ، وَالسُّلُوكِ لِلطَّرَائِقِ الرَّضِيَّةِ ، فِي السَّمَاعِ وَالْحَمْلِ وَالْأَدَاءِ وَالنَّقْلِ ، وَسُنَنِ الْحَدِيثِ وَرُسُومِهِ ، وَتَسْمِيَةِ أَنْوَاعِهِ وَعُلُومِهِ ، عَلَى مَا ضَبَطَهُ حُفَّاظُ أَخْلَافِنَا عَنِ الْأَئِمَّةِ مِنْ شُيُوخِنَا وَأَسْلَافِنَا ، لِيَتَّبِعُوا فِي ذَلِكَ دَلِيلَهُمْ ، وَيَسْلُكُوا بِتَوْفِيقِ اللَّهِ سَبِيلَهُمْ ، وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْمَعُونَةَ عَلَى مَا يَرْضَى , وَالْعِصْمَةَ مِنَ اتِّبَاعِ الْبَاطِلِ وَالْهَوَى
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارِزْمِيُّ ، أنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَمِيرَوَيْهِ الْهَرَوِيُّ ، أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ ، نا ابْنُ عَمَّارٍ ، نا الْمُعَافَى ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ سِيرِينَ : كَانُوا يَتَعَلَّمُونَ الْهَدْيَ كَمَا يَتَعَلَّمُونَ الْعِلْمَ قَالَ : وَبَعَثَ ابْنُ سِيرِينَ رَجُلًا فَنَظَرَ كَيْفَ هَدْيُ الْقَاسِمِ وَحَالُهُ
أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِيُّ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ ، نا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَزْهَرِ ، نا ابْنُ الْغَلَابِيِّ ، نا أَبِي ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبِي : يَا بُنَيَّ ، إِيتِ الْفُقَهَاءَ وَالْعُلَمَاءَ ، وَتَعَلَّمْ مِنْهُمْ ، وَخُذْ مِنْ أَدَبِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ وَهَدْيِهِمْ ، فَإِنَّ ذَاكَ أَحَبُّ إِلَيَّ لَكَ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْحَدِيثِ
أنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِمْلَاءً ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا أَبُو تَوْبَةَ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : قَالَ لِي مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ : نَحْنُ إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الْأَدَبِ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَى كَثِيرٍ مِنَ الْحَدِيثِ
أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيَّ ، يَقُولُ : عِلْمٌ بِلَا أَدَبٍ كَنَارٍ بِلَا حَطَبٍ ، وَأَدَبٌ بِلَا عِلْمٍ كَرُوحٍ بِلَا جِسْمٍ ، وَإِنَّمَا شَبَّهْتُ الْعِلْمَ بِالنَّارِ لِمَا رُوِّينَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ قَالَ : مَا وَجَدْتُ لِلْعِلْمِ شَبَهًا إِلَّا النَّارَ ، نَقْتَبِسُ مِنْهَا وَلَا نَنْتَقِصُ عَنْهَا