أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَآخَرُونَ قَالُوا : نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، نا الشَّافِعِيُّ ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي لَيْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ رِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ ، وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ مِنْ جَهْدٍ أَصَابَهُمْ ، فَأَتَى مُحَيِّصَةُ فَأُخْبِرَ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ قُتِلَ ، وَطُرِحَ فِي قَفِيرِ بِئْرٍ أَوْ عَيْنٍ فَأَتَى يَهُودَ فَقَالَ : أَنْتُمْ وَاللَّهِ قَتَلْتُمُوهُ فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا قَتَلْنَاهُ فَأَقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ فَذَكَرَ لَهُمْ ذَلِكَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوهُ حُوَيِّصَةُ ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَذَهَبَ مُحَيِّصَةُ لَيَتَكَلَّمُ ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كَبِّرْ كَبِّرْ يُرِيدُ السِّنَّ فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِمَّا أَنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ ، وَإِمَّا أَنْ يُؤْذِنُوا بِحَرْبٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي ذَلِكَ فَكَتَبُوا : إِنَّا وَاللَّهِ مَا قَتَلْنَاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِحُوَيِّصَةَ وَمُحَيِّصَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَتَحْلِفُونَ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبَكُمْ ؟ فَقَالُوا : لَا ، وَقَالَ : أَفَتَحْلِفُ لَكُمْ يَهُودٌ ؟ قَالُوا : لَيْسُوا بِمُسْلِمِينَ فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ بِمِائَةِ نَاقَةٍ حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيْهِمُ الدَّارَ قَالَ سَهْلٌ : لَقَدْ رَكَضَتْنِي مِنْهَا نَاقَةٌ حَمْرَاءُ وَهَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَرَوَاهُ بَشِيرُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ سَهْلٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ ، وَرَوَاهُ ابْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، فَقَالَ : عَنْ رِجَالٍ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ ، وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى أَصَحُّ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ ، مَوْلَى الْأَنْصَارِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ ، أَوْ حَدَّثَ : أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ ، وَمُحَيِّصَةَ بْنَ مَسْعُودٍ أَتَيَا خَيْبَرَ فِي حَاجَةٍ ، فَتَفَرَّقَا فِي النَّخْلِ ، فَقُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ ، فَجَاءَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَهْلٍ ، وَابْنَاهُ : مُحَيِّصَةُ وَحُوَيِّصَةُ ، إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَذَكَرَا أَمْرَ صَاحِبِهِمَا ، فَبَدَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَتَكَلَّمَ ، وَكَانَ أَقْرَبَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْكِبَرُ قَالَ يَحْيَى : الْكَلَامُ لِلْكَبِيرٍ ، فَتَكَلَّمَا فِي أَمْرِ صَاحِبِهِمَا وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اسْتَحَقُّوا صَاحِبَكُمْ أَوْ قَالَ : قَتِيلَكُمْ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْكُمْ قَالُوا : أَمْرٌ لَمْ نَشْهَدْهُ ، قَالَ : فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِأَيْمَانِ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالُوا : أَقْوَامٌ كُفَّارٌ ، قَالَ : فَوَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ قِبَلِهِ ، قَالَ سَهْلٌ : فَأَدْرَكْتُ نَاقَةً مِنْ تِلْكَ الْإِبِلِ دَخَلَتْ مَرْبَدَهُمْ ، فَرَكَضَتْنِي بِرِجْلِهَا وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى ، أَنَّ بَشِيرَ بْنَ يَسَارٍ مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا فَقِيهًا ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ دَارِهِ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رِجَالًا مِنْهُمْ : رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ ، وَسُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ ، حَدَّثُوهُ أَنَّ الْقَسَامَةَ كَانَتْ فِيهِمْ فِي بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ فِي رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُدْعَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ قُتِلَ بِخَيْبَرَ ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لَهُمْ : تَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا ، فَتَسْتَحِقُّونَ قَاتِلَكُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا شَهِدْنَا ، وَلَا حَضَرْنَا ، فَزَعَمَ بَشِيرٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لَهُمْ : فَتُبْرِئُكُمْ يَهُودُ بِخَمْسِينَ فَذَكَرَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، نا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، فَذَكَرَهُ
وَبِهَذَا الْمَعْنَى فِي الْبِدَايَةِ بِأَيْمَانِ الْأَنْصَارِ رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، وَهُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا أَنَّهُمْ لَمْ يَذْكُرُوا رَابِعًا ، وَسُوَيْدًا ، إِلَّا أَنَّ فِي رِوَايَةِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ يَحْيَى : وَحَسِبْتُهُ قَالَ : وَعَنْ رَافِعٍ ، وَفِي رِوَايَةِ اللَّيْثِ ، وَبِشْرِ بْنِ المُفَضَّلِ ، وَغَيْرِهِمَا ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حِينَ بَدَأَ بِالْأَنْصَارِيَّيْنِ ، فَقَالَ : تَحْلِفُونَ خَمْسِينَ يَمِينًا ، وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ قَاتِلِكُمْ ، أَوْ صَاحِبِكُمْ فَجَعَلُوا الْعَدَدَ الْمَذْكُورَ فِي الْأَيْمَانِ ، وَأَمَّا ابْنُ عُيَيْنَةَ فَقَدْ قَالَ الشَّافِعِيُّ : كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ لَا يُثْبِتُ أَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْأَنْصَارِيَّيْنِ فِي الْأَيْمَانِ ، أَوْ يَهُودَ ، فَقَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : إِنَّهُ قَدَّمَ الْأَنْصَارِيَّيْنِ فَيَقُولُ : فَهُوَ ذَاكَ ، أَوْ مَا أَشْبَهَ هَذَا
وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ سَهْلٍ ، فَخَالَفَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، فَقَالَ فِي الْحَدِيثِ : فَقَالَ لَهُمْ : تَأْتُونَ عَلَى مَنْ قَتَلَ قَالُوا : مَا لَنَا بَيِّنَةٌ ، قَالَ : فَيَحْلِفُونَ لَكُمْ
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ : رِوَايَةُ سَعِيدٍ غَلَطٌ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ أَحْفَظُ مِنْهُ ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَسُقْ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ رِوَايَةَ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ لِمُخَالَفَتِهِ يَحْيَى فِي مَتْنِهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَرَادَ بِالْبَيِّنَةِ أَيْمَانَ الْمُدَّعِينَ مَعَ اللَّوَثِ ، أَوْ طَالَبَهُمْ بِالْبَيِّنَةِ ، كَمَا فِي رِوَايَةِ سَعِيدٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ عَرَضَ عَلَيْهِمُ الْأَيْمَانَ كَمَا فِي رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، وَقَدْ رَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ حَدَّثَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : شَاهِدَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ حَتَّى أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمْ بِرُمَّتِهِ فَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ بَيِّنَةٌ فَقَالَ : أَتَسْتَحِقُّونَ بِخَمْسِينَ قَسَامَةً ثُمَّ ذَكَرَ الْبَاقِي
وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ الْقَطَّانِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مَعْنَى هَذَا ، وَذَلِكَ يُؤَكِّدُ رِوَايَةَ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ الزَّنْجِيَّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى ، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ إِلَّا فِي الْقَسَامَةِ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، نا بِشْرُ بْنُ الْحَكَمِ ، نا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، فَذَكَرَهُ . وَأَمَّا إِنْكَارُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدِ بْنِ قَيْظِيٍّ رِوَايَةَ سَهْلٍ فِي الْبِدَايَةِ بِأَيْمَانِ الْمُدَّعِينَ ، وَقَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ : وَايْمُ اللَّهِ ، مَا كَانَ سَهْلٌ بِأَكْثَرَ عِلْمًا مِنْهُ وَلَكِنَّهُ كَانَ أَسَنَّ ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنْهُ لِانْقِطَاعِهِ ، وَاتِّصَالِ حَدِيثِ سَهْلٍ ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ ابْنُ شِهَابٍ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِرْسَالِ ، وَالِاخْتِلَافِ عَلَيْهِ فِي الْبِدَايَةِ
وَأَمَّا حَدِيثُ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْهُمْ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ خِيَارِهِمْ ، فَاسْتَحْلَفَهُمْ بِاللَّهِ مَا قَتَلْنَا ، وَلَا عَلِمْنَا قَاتِلًا وَجَعَلَ عَلَيْهِمُ الدِّيَةَ ، فَهُوَ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنَ الْكَلْبِيِّ ، وَلَا عَنْ أَبِي صَالِحٍ لِكَوْنِهِمَا مَعْرُوفَيْنِ بِرِوَايَةِ الْمُنْكَرَاتِ ، وَمُخَالَفَتِهِمَا الثِّقَاتِ
وَالَّذِي رُوِيَ عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَتَبَ فِي قَتِيلٍ ، وُجِدَ بَيْنَ جِنْوَانَ وَوَادِعَةَ أَنْ يُقَاسَ مَا بَيْنَ الْقَرْيَتَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا كَانَ أَقْرَبَ أَخْرَجَ إِلَيْهِ مِنْهُمْ خَمْسِينَ رَجُلًا حَتَّى يُوَافَوْا مَكَّةَ ، فَأَدْخَلَهُمُ الْحِجْرَ ، فَأَحْلَفَهُمْ ، ثُمَّ قَضَى عَلَيْهِمْ بِالدِّيَةِ فَقَالُوا : مَا وَفَتْ أَيْمَانُنَا أَمْوَالَنَا ، وَلَا أَمْوَالُنَا أَيْمَانَنَا ؟ فَقَالَ عُمَرُ : كَذَلِكَ الْأَمْرُ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى : حَقَنْتُمْ بِأَيْمَانِكُمْ دِمَاءَكُمْ ، وَلَا يُطَلْ دَمُ مُسْلِمٍ ، فَهَذَا مُنْقَطِعٌ ، وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ عَلَى مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ ، فَقِيلَ : عَنْهُ عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عُمَرَ وَقِيلَ : عَنْهُ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عُمَرَ ، وَقِيلَ غَيْرُهُ ، وَمُجَالِدٌ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ الثِّقَاتُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ مُرْسَلًا . وَرُوِيَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْأَزْمَعِ ، عَنْ عُمَرَ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ الْحَارِثِ ، وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ ، وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى مُجَالِدٍ ، وَمُجَالِدٌ ضَعِيفٌ ، وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ صُبَيْحٍ بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعُمَرُ بْنُ صُبَيْحٍ مَتْرُوكٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَالْمُتَّصِلُ أَوْلَى أَنْ يُؤْخَذَ بِهِ مِنَ الْمُنْقَطِعِ وَالْأَنْصَارِيُّونَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ صَاحِبِهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ . وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ بَدَأَ الْمُدَّعَى عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ رَدَّ الْأَيْمَانَ عَلَى الْمُدَّعِينَ . وَفِي حِكَايَةِ ابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : سَافَرْتُ إِلَى خَيْوَانَ وَوَادِعَةَ كَذَا وَكَذَا سَفْرَةً أَسْأَلُهُمْ عَنْ حُكْمِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْقَتِيلِ ، وَأَحْكِي لَهُمْ مَا رُوِيَ عَنْهُ ، فَقَالُوا : إِنَّ هَذَا الشَّيْءَ مَا كَانَ بِبَلَدِنَا قَطُّ
قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَالْعَرَبُ أَحْفَظُ شَيْءٍ لِمَا يَكُونُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ . قَالَ الشَّيْخُ : وَحَدِيثُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ قَتِيلًا وُجِدَ بَيْنَ حَيَّيْنِ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يُقَاسَ إِلَى أَيِّهِمَا أَقْرَبُ ، فَأَلْقَى دِيَتَهُ عَلَيْهِمْ ، حَدِيثٌ ضَعِيفٌ ، أَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلَائِيُّ ، وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِمَا . وَأَمَّا الْقَتْلُ بِالْقَسَامَةِ فَأَحَجُّ شَيْءٍ فِيهِ قَوْلُهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي حَدِيثِ سَهْلٍ وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي إِسْحَاقَ : تُسَمُّونَ قَاتِلَكُمْ ، وَتَحْلِفُونَ عَلَيْهِ خَمْسِينَ يَمِينًا ، فَنُسْلِمُهُ إِلَيْكُمْ
وَرُوِّينَا عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَتَلَ بِالْقَسَامَةِ رَجُلًا مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ
وَعَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَقَادَ بِالْقَسَامَةِ بِالطَّائِفِ ، وَكِلَاهُمَا مُنْقَطِعٌ وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ *
وَرَوَاهُ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ، وَغَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ ، ثُمَّ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ ، وَرُوِيَ عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يَقْضِ فِي الْقَسَامَةِ بِقَوَدٍ
وَرُوِيَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : الْقَسَامَةُ تُوجِبُ الْعَقْلَ ، وَلَا تُشِيطُ الدَّمَ ، وَكِلَاهُمَا مُنْقَطِعٌ
وَقَالَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، : الْقَتْلُ بِالْقَسَامَةِ جَاهِلِيَّةٌ ، وَأَنْكَرَهُ أَبُو قِلَابَةَ إِنْكَارًا شَدِيدًا