أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ فِي قَوْلِهِ : {{ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ }} قَالَ : سُئِلَ عَطَاءٌ : أَيُشْهِدُ الرَّجُلُ إِذَا بَايَعَ بِنِصْفِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ : نَعَمْ هُوَ تَأْوِيلُ قَوْلِهِ : {{ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ }}
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : تُشْهِدُ وَلَوْ عَلَى دَسْتَجَةِ بَقْلٍ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَاعَ أَشْهَدَ وَلَمْ يَكْتُبْ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هَذَا مَذْهَبُ مَنْ رَأَى أَنَّ الْآيَةَ مُحْكَمَةٌ وَهِيَ عِنْدَ آخَرِينَ مَنْسُوخَةٌ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ فِي قَوْلِهِ : {{ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا }} قَالَ : نَسَخَتْ هَذِهِ الْآيَةُ آيَةَ الشَّهَادَةِ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ : {{ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا }} قَالَ : إِنْ أَشْهَدْتَ فَحَزْمٌ أَوْ كَلِمَةٌ تُشْبِهُهَا ، وَإِنْ تَرَكْتَ فَفِي حَلٍّ وَفِي سَعَةٍ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ : سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْهَا فَتَلَا عَلَيَّ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا }} *
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ قَالَ : سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْهَا ، فَقَالَ : إِنْ شَاءَ أَشْهَدَ ، وَإِنْ شَاءَ لَمْ يُشْهِدْ ، أَلَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ : {{ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا }} قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالْعُلَمَاءُ الْيَوْمَ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ ، أَنَّ شَهَادَةَ الْمُبَايَعَةِ لَيْسَتْ بِحَتْمٍ عَلَى النَّاسِ إِلَّا أَنْ يَشَاءُوا لِلْآيَةِ النَّاسِخَةِ بَعْدَهَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا }} وَيَرَوْنَ أَنَّ الْبَيِّعَيْنِ مُخَيَّرَانِ فِي الشَّهَادَةِ وَالتَّرْكِ ، فَهَذَا مَا فِي نَسْخِ شَهَادَةِ الْبُيُوعِ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : وَحَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَعُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }} . قَالَ : ثُمَّ اسْتَثْنَى ، فَقَالَ : {{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا }} قَالَ : فَتَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفِسْقِ فَأَمَّا الشَّهَادَةُ فَلَا تَجُوزُ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : جَاءَ نَاسٌ يَشْهَدُونَ عِنْدَ شُرَيْحٍ فِيهِمْ رَجُلٌ قَدْ جُلِدَ فِي قَذْفٍ ، فَقَالَ لَهُ شُرَيْحٌ : يَا فُلَانُ قُمْ فَقَدْ عَرَفْنَاكَ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّيْبَانِيُّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ : لَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ الْقَاذِفِ أَبَدًا ، تَوْبَتُهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ : أَخْبَرَنَا يُونُسُ ، عَنِ الْحَسَنِ , وَمُغِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَّهُمَا قَالَا مِثْلَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ , وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّهُمَا قَالَا مِثْلَ ذَلِكَ أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ سَالِمٍ الْأَفْطَسِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَهَذَا قَوْلُ مَنْ رَأَى التَّوْبَةَ إِنَّمَا نَسَخَتِ الْفِسْقَ وَحْدَهُ ، وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا نَسَخَتِ الْفِسْقَ وَإِسْقَاطَ الشَّهَادَةِ مَعًا
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : {{ وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }} قَالَ : ثُمَّ قَالَ : {{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا }} قَالَ : فَمَنْ تَابَ وَأَصْلَحَ ، فَشَهَادَتُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تُقْبَلُ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : أَنَّ عُمَرَ اسْتَتَابَ الَّذِينَ شَهِدُوا عَلَى فُلَانٍ ، فَتَابَ اثْنَانِ وَأَبَى أَبُو بَكْرَةَ أَنْ يَتُوبَ ، فَكَانَتْ شَهَادَتُهُمَا تُقْبَلُ وَكَانَ أَبُو بَكْرَةَ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ اسْتَتَابَ أَبَا بَكْرَةَ فِيمَا قَذَفَ بِه فُلانًا فَأَبَى أَنْ يَتُوبَ وَزَعَمَ أَنَّ مَا قَالَ حَقٌّ ، وَأَقَامَ عَلَى ذَلِكَ فَلَمْ يَكُنْ تَجُوزُ لَهُ شَهَادَةٌ قَالَ : قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَاعْتَرَفَ فَإِنَّ شَهَادَتَهُ تُقْبَلُ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : إِذَا أَكْذَبَ نَفْسَهُ فَهِيَ تَوْبَتُهُ وَتُقْبَلُ شَهَادَتُهُ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، أَنَّهُ سَأَلَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ , وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ذَلِكَ ، فَقَالَا : نَكْرَهُ شَهَادَتَهُ مَا لَمْ تُرَ مِنْهُ تَوْبَةٌ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ , وَالشَّعْبِيَّ ، يَتَذَاكَرَانِ شَهَادَةَ الْقَاذِفِ ، فَقَالَ : الشَّعْبِيُّ , لِإِبْرَاهِيمَ : لِمَ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ ؟ قَالَ : لِأَنِّي لَا أَدْرِي أَتَابَ أَمْ لَا
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : إِذَا تَابَ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ ، يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ وَلَا تَقْبَلُونَ شَهَادَتَهُ ؟ قَالَ : وَقَالَ مُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ : تَجُوزُ شَهَادَتُهُ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ خَوْشَبٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّهُ أَجَازَ شَهَادَةَ الْمُفْتَرِي
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : إِذَا أَكْذَبَ نَفْسَهُ وَتَابَ مِمَّا قَالَ فَشَهَادَتُهُ جَائِزَةٌ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ : إِذَا تَابَ الْقَاذِفُ تَجُوزُ شَهَادَتُهُ قَالَ : وَقَالَ : كُلُّنَا نَقُولُهُ قَالَ إِسْمَاعِيلُ : قُلْنَا مَنْ ؟ أَوْ قِيلَ مَنْ ؟ فَقَالَ : عَطَاءٌ , وَطَاوُسٌ , وَمُجَاهِدٌ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّهُ أَجَازَ شَهَادَةَ الْمُفْتَرِي
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّهُ أَجَازَ شَهَادَةَ الْقَاذِفِ
أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ يَرَى شَهَادَتَهُ جَائِزَةً إِذَا تَابَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْحِجَازِ جَمِيعًا ، وَأَمَّا أَهْلُ الْعِرَاقِ ، فَيَرَوْنَ شَهَادَتَهُ غَيْرَ مَقْبُولَةٍ أَبَدًا وَإِنْ تَابَ ، وَكِلَا الْفَرِيقَيْنِ إِنَّمَا تَأَوَّلَ فِيمَا نَرَى الْآيَةَ ، فَالَّذِي لَا يَقْبَلُهَا يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الْكَلَامَ انْقَطَعَ مِنْ عِنْدِ قَوْلِهِ : {{ وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا }} ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ ، فَقَالَ : {{ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا }} ، فَأَوْقَعَ التَّوْبَةَ عَلَى الْفِسْقِ خَاصَّةً دُونَ الشَّهَادَةِ ، وَأَمَّا الْآخَرُونَ ، فَذَهَبُوا إِلَى أَنَّ الْكَلَامَ بَعْضُهُ مَعْطُوفٌ عَلَى بَعْضٍ ، فَقَالَ : {{ وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }} ، ثُمَّ أَوْقَعُوا الِاسْتِثْنَاءَ فِي التَّوْبَةِ عَلَى كُلِّ الْكَلَامِ وَرَأَوْا أَنَّهُ مُنْتَظِمٌ لَهُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَالَّذِي يُخْتَارُ هَذَا الْقَوْلُ ؛ لِأَنَّ مَنْ قَالَ بِهِ أَكْثَرُ وَأَعْلَى ، مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَمَنْ وَرَاءَهُ ، مَعَ أَنَّهُ فِي النَّظَرِ عَلَى هَذَا أَصَحُّ ، وَلَا يَكُونُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْفَاحِشَةِ أَعْظَمَ جُرْمًا مِنْ رَاكِبِهَا ، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْعَاهِرِ أَنَّهُ مَقْبُولُ الشَّهَادَةِ إِذَا تَابَ ، فَرَامِيهِ بِهَا أَيْسَرُ جُرْمًا إِذَا نَزَعَ عَمَّا قَالَ وَأَكْذَبَ نَفْسَهُ ؛ لِأَنَّ التَّائِبَ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ، وَإِذَا قَبِلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّوْبَةَ مِنْ عَبْدِهِ كَانَ الْعِبَادُ بِالْقَبُولِ أَوْلَى ، مَعَ أَنَّ مِثْلَ هَذَا الِاسْتِثْنَاءِ مَوْجُودٌ فِي مَوَاضِعَ مِنَ الْقُرْآنِ ، مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ }} ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : {{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا }} ، فَلَيْسَ يَخْتَلِفُ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ نَاسِخٌ لِلْآيَةِ مِنْ أَوَّلِهَا وَأَنَّ التَّوْبَةَ لِهَؤُلَاءِ جَمِيعًا بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الطُّهُورِ حِينَ قَالَ : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا }} ، ثُمَّ قَالَ : {{ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا }} ، فَصَارَ التَّيَمُّمُ لَاحِقًا بِمَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الِاغْتِسَالُ ، كَمَا لَحِقَ مَنْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ أَمَرَ عَمَّارًا وَأَبَا ذَرٍّ بِذَلِكَ ، وَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى تَأَوَّلَ مَنْ رَأَى شَهَادَةَ الْقَاذِفِ جَائِزَةً ؛ لِأَنَّهُ كَلَامٌ وَاحِدٌ بَعْضُهُ مَعْطُوفٌ عَلَى بَعْضٍ وَبَعْضُهُ تَابَعَ بَعْضًا ، ثُمَّ انْتَظَمَهُ الِاسْتِثْنَاءُ وَأَحَاطَ بِهِ