عنوان الفتوى : يكتفى بأدنى الصلة مع الشخص الشرير
مشايخنا الأجلاء... لي جارة سكنت منذ حوالي العام في العمارة بجانب الشقة المجاورة لشقتي, ولكنها للأسف حقودة وحسودة وحشرية وتراقب من طلع من نزل والعياذ بالله, من أول يوم وهي تسأل وتبحث وتضايقني وتستفزني كل ما أتت عندي أو ذهبت إليها، أسلوبها لاذع في الكلام والطرح واستفزازي لدرجة كبيرة، وليس هذا كلامي فقط ولكن كلام الجيران, قبل ثلاثه أشهر حدث لي معها قصة حيث كان الخزان المشترك بيني وبينها خربان فأخبرتها على أساس أن نتشارك في إصلاحه ووافقت وبعد أن أتيت أنا بالسباك وأشرفت عليه من الصباح إلى قبل المغرب ودفعت له المبلغ كاملاً ثم أخبرتها أن التكلفه طلعت كذا كذا ولكن قلت لها: لأني أنا أقدم منكم في العمارة ولي في الشقه 12سنة فلن أحملكم النصف بالنصف فكما يملي عليكم ضميركم كم كان وأنا سأتحمل الباقي فوافقت وقالت: أنها ستخبر زوجها وتعطيني المبلغ بالرغم من أنه مبلغ تافه جداً جداً, ومر الأسبوع تلو الآخر وهي لم تأت بالمبلغ وفي يوم قابلتها وعندما قلت لها: أين المبلغ لماذا لا تسددوه صاحت فوقي بصوتها كله، وقالت زوجي رفض يدفعها قال إنه لن يدفع وبلهجتها الصنعانيه قالت لي:( ماتشتيني اتصايح أنا وهو مارضيش ما أفعلك), وعندما ذكرتها بأني أخبرتك من الأول بموضوع الخزان وإصلاحه هو مصلحة لي ولكم ولم أحملكم الكثير رفضت وقالت: لما تكون معي فلوس أدفعها لك، وبالرغم من أنها هي وزوجها يصرفون على القات يومياً أكثر بكثير من المبلغ الذي أطلبه منهم أنا, ولكن حسبي الله ونعم الوكيل، بعدها دخلت شقتي وأنا أبكي من تصرفها وصياحها بالصوت العالي في العمارة التي ما سمع لي أحد فيها صوتا خلال 12سنة, المهم انقطعت علاقتي بها نهائياً لمدة الشهر, ولأني لله الحمد أحضر مجالس العلم وأعرف أن الله ورسوله أوصى بالجار فرجعت أدق عليها الباب وأسأل عليها ما بين الحين والآخر وهي حتى جاء موعد سفري إلى بلدتي لقضاء الإجازة الصيفية ودققت عليها الباب وسلمت عليها وودعتها وغبت عن بيتي حوالي شهر وقليل، والآن منذ عودتي من قبل 10 أيام إلى الآن لم تكلف حالها تدق علي الباب أو تقول لي الحمد لله على السلامه, وسؤالي: أنا أريد أن أقطع علاقتي بها نهائياً ولا أسأل عليها وهي في حالها وأنا في حالي, فهل ذلك يجعلني آثمة شرعاً، خاصة وأن كل من في العمارة لا يطيقها من تصرفاتها وأسلوبها. فأفيدوني بفتوى واضحة وصريحة هل ليس على إثم بمقاطتها؟ وجزاكم الله عني كل الخير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن شر الناس من تركه الناس اتقاء شره، كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل هذا الشخص إذا كان قريباً أو جاراً فيكتفى معه بأدنى الصلة، وبالسلام عليه عند لقائه، وهذا ما ننصحك به مع جارتك المؤذية حسبما ذكرت عنها، وبترك الاحتكاك بها، وليس في ذلك قطيعة ولا هجر، فترك الزيارة لا يلزم منه الهجر، وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.