عنوان الفتوى : حكم صلة القريب العاصي
بعد هذا رسالة بعث بها أحد الإخوة المستمعين يسأل جمعاً من الأسئلة، فيقول مثلاً: معظم أقاربي القريبين جداً لي متكبرون أصلهم ويقطعون وأعطيهم ويحرمون، ولا يقدرون للمعروف قدرا، وإذا وجهنا لهم النصائح لا يقبلون النصح، ويتكبرون على الحق ويسفهونه ولا أدري كيف العمل معهم، ومجالسهم كلها غيبة ونميمة، ولا أرتاح في الجلوس معهم، أرجو أن توجهوني حيث أخشى أن أتعرض للإثم جزاكم الله خيراً؟ play max volume
الجواب: ننصحك ونوصيك بأن تستمر في النصيحة مشافهة أو مكاتبة، وتشجع أيضاً من يرجى أنهم يتأثرون به وينتفعون بنصيحته، تشجع من كان كذلك على نصيحتهم، كأعمامهم وأخوالهم أو آبائهم أو أمهاتهم، لقول الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، ولقول الله : وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3]، وقول النبي ﷺ: ليس الواصل بالمكافي ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
فهذا هو الواصل الذي يصلهم وإن قطعوا ويحسن إليهم وإن أساءوا، وفي الحديث الآخر أنه جاءه عليه الصلاة والسلام رجل.. جاء إلى النبي ﷺ رجل فقال: يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال له النبي ﷺ: لئن كنت كما قلت لكأنما تسفهم المل -يعني: الملة- ولا يزال معك من الله عون عليهم ما دمت على ذلك، فهذا مثلك يحسن ويسيئون إليه فأنت أبشر بالخير وأحسن واصبر ولا يزال معك من الله عوين عليهم ما دمت على هذه الحال، وأما مجالسهم فلا تحضرها إذا كانت المجالس فيها المنكر فيها الغيبة والنميمة والمنكرات الأخرى إن حضرت فأنكر، فإن قبلوا منك وإلا فقم.
المقصود أنك لا تحضر مجالس الشر، لكن إن حضرت فانصح ووجه وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن قبلوا وإلا فقم لا تحضر لا تبقى. بارك الله فيك ونفع بك.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.