أرشيف المقالات

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
ليس بين الله وبين خلقه نسب؛ الجميع أمام الله سواء؛ لو أن أي أمة من الأمم آمنت بالله وصدقت جميع الرسل وطبقت ما أمر الله وانتهت عما نهى عنه لأدخلهم جناته ووقاهم عذابه وكفر عنهم سيئاتهم.
ليس ذلك فحسب: بل لو أقاموا حدوده وشرائعه لاتصل لهم نعيم الدارين الدنيا والآخرة ولعمهم الخير في حياتهم الأولى وحياتهم الأبدية.
قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ* وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة 65-66].
قال السعدي في تفسيره: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} وهذا من كرمه وجوده، حيث ذكر قبائح أهل الكتاب ومعايبهم وأقوالهم الباطلة، دعاهم إلى التوبة ، وأنهم لو آمنوا بالله وملائكته، وجميع كتبه، وجميع رسله، واتقوا المعاصي، لكفر عنهم سيئاتهم ولو كانت ما كانت، ولأدخلهم جنات النعيم التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإنجِيلَ وَمَا أُنزلَ إِلَيْهِمْ مِن رََّبِّهِمْ} أي: قاموا بأوامرهما ونواهيهما، كما ندبهم الله وحثهم.
ومن إقامتهما الإيمان بما دعيا إليه، من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، فلو قاموا بهذه النعمة العظيمة التي أنزلها ربهم إليهم، أي: لأجلهم وللاعتناء بهم.
{لأكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} أي: لأدر الله عليهم   الرزق ، ولأمطر عليهم السماء، وأنبت لهم الأرض كما قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ}[الأعراف:96]
{مِنْهُمْ} أي: من أهل الكتاب.
{أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ} أي: عاملة بالتوراة والإنجيل، عملا غير قوي ولا نشيط.
{وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} أي: والمسيء منهم الكثير.
وأما السابقون منهم فقليل ما هم.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن