عنوان الفتوى : كتب التفسير تنص على حرمة الوطء في الدبر
بسم الله الرحمن الرحيم الرجاء أن توضحوا لي وللإخوه القراء الحكم في مسالة إتيان النساء في الدبر خاصة وأنه ورد في بعض التفاسير بأن من أسباب نزول آيه(نساؤكم حرث لكم .......) أنها نزلت بهذا الشأن وأنه أمر مشروع ومن ضمنها تفسير الجلالين, لرفع اللبس عن هذه القضية التي قد يصطدم القارئ بهاعن غير علم و بارك الله بكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إتيان النساء في أدبارهن حرام بنص القرآن، بل هو من الكبائر المحرمة كما في بعض الأحاديث، وقد تقدم توضيح حكمه مفصلاً تحت الجواب رقم 8130 وليس في كتب التفسير المعتمدة- ومن بينها تفسير الجلالين- ما يدل على مشروعية ذلك لا في نص التفسير، ولا في سبب النزول.
ففي الجلالين عند قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) [البقرة: 223] أي محل زرعكم الولد (فأتوا حرثكم) أي محله، وهو القبل أنى كيف (شئتم) من قيام وقعود واضطجاع وإقبال وإدبار، ونزل رداً لقول اليهود من أتى امرأته في قبلها أي من جهة دبرها جاء الولد أحول. من تفسير الجلالين ج:1ص47 فقوله: رداً لقول اليهود إلى آخر كلامه، يشير إلى ما رواه البخاري ومسلم عن جابر قال: " كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت: ( نساؤكم حرث لكم ) الآية. وروى الحاكم عن ابن عباس قال: إن هذا الحي من قريش كانوا يتزوجون النساء ويتلذذون بهن مقبلات ومدبرات، فلما قدموا المدينة تزوجوا من الأنصار، فذهبوا ليفعلوا بهن كما كانوا يفعلون بمكة، فأنكرن ذلك، وقلن: هذا لم نكن نؤتى عليه، فانتشر الحديث حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى في ذلك ( نساؤكم حرث لكم) الآية. وهكذا فإن أسباب نزول الآية التي ذكرها أهل التفسير لا يفهم منها جواز إتيان المرأة في الدبر؛ بل هي مصرحة بعكس ذلك كما هو واضح. والله أعلم