عنوان الفتوى : فسخ الخطبة أهون من الطلاق
أنا مخطوبة من ابن خالتي وهو يعمل بمصر وأنا أسكن بأسوان قال أولا إنه سيؤجر شقة ولكنه وجد الإيجار مرتفعا جدا ولا يناسب راتبه فقال سأبني بيتا، غير رأيه بعد ذلك إلى عمارة، وكنت أوافق على كل ما يقول ثم اتصل علي بعد ذلك وقال إن أهله يعارضون البناء في هذا الوقت وأن علي أن أسكن معهم فرفضت أولا لأني أريد مكانا أرتاح فيه ولكني وافقت بعد ذلك، ثم غير رأيه أيضا، وبعد أخذ ورد قلت له أنا أرضى بما تعمل فاعمل ما تستطيع، ثم اتصل علي وقال بأن أهله قد غضبوا لأني رفضت السكنى معهم، اتصلت بخالتي وقالت بأنها بالعكس وأنه لا يوجد شيء من ذلك، أهله الآن أصبحوا يتكلمون ويفتعلون المشاكل ونحن لا نريد أن ندخل معهم في ذلك، وأنا الآن أخاف إن قعدت معهم الآن أن تقع بيننا مشاكل، علما أني وللأسف لم أستخر قبل الخطبة، والآن كلما أستخير لا يتضح لي شيء ولا أرى رؤيا، والخطوبة هذه ليست فيها قراءة فاتحة بل هي كلام فقط، وأنا أخاف إن حصلت مشاكل أن يقول أهلي هذا نتيجة اختيارك، فأمي ليست موافقة لأنها تقول نريد أن نبقى أخوات ولا نحب المصاهرة حتى لا نقع في المشاكل، خطيبي يحبني ولا أدري هل أفسخ الخطوبة أو أكمل معه، أنا محتارة أريد منكم حلا لا يغضب أحدا ويرضي ربنا جل وعلا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أن الخطبة مجرد مواعدة بالزواج، فيحق لكل من الطرفين طلب الفسخ، ويكره الإقدام على ذلك لغير مصلحة شرعية، وأما إن وجدت مصلحة شرعية فلا يكره الإقدام على الفسخ . فإن كان الأمر على ما ذكرت من أن أمر هذه الخطبة قد اكتنفته كثير من المشاكل، ودب الخلاف، ويخشى أن يؤدي ذلك إلى نوع من القطيعة، إضافة إلى ما ذكرت من عدم رضا أمك بهذه الخطبة فالأولى المبادرة إلى الفسخ الآن، فذلك أهون من حصول الفراق بعد تمام الزواج، ولعل الله تعالى يقدر الخير لكل منكما. ولمزيد الفائدة يمكن مراجعة الفتويين: 63934، 65050.
وننبه في ختام هذا الجواب إلى عدة أمور منها :
الأول: أن المسكن المستقل حق شرعي للزوجة على زوجها، وتراجع الفتوى رقم: 34018.
الثاني: أنه لا يلزم أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا أو نحوها، والعبرة بالتيسير أو عدمه، وانظري الفتوى رقم: 35920.
الثالث: أن الخاطب أجنبي عن المخطوبة فيجب عليها أن تتعامل معه على هذا الأساس فلا تختلي به ولا تظهر له شيئا من جسدها ولا تتحدث معه إلا فيما دعت له الحاجة من الكلام الذي لا فحش فيه ولا خضوع في القول.
والله أعلم.