عنوان الفتوى : كراهة فسخ الخطبة من غير مسوغ
تقدم لخطبتي رجل متدين وتم التفاهم على كل شيء مع أهلي وزار بيتنا وتم الاتفاق على عقد الزواج في اليوم التالي ولكنه في اليوم التالي اتصل بي وقال بأن لديه مشاكل وجعلني أنا وأهلي في حيرة بعد ما تم استدعاء جميع الأهل ومن يومها لم يتصل ولم يبرر ما فعله وهو التلاعب بأناس مؤمنين يخافون الله في كل كبيرة وصغيرة هل هذه تصرفات إنسان مؤمن تقي يخاف لله مع أنه مؤمن يخاف الله؟ وما حكم من يفعل هذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخطبة ليست بعقد شرعي يلزم الوفاء به، وإنما هي وعد ينبغي الوفاء به من الطرفين، وقد نص الفقهاء على كراهة فسخ الخطبة عند عدم وجود مصلحة تستدعي ذلك، لما فيه من إخلاف الوعد.
وأما إن وجدت مصلحة فلا يكره، قال ابن قدامة في المغني: ولا يكره للولي الرجوع عن الإجابة إذا رأى المصلحة، ولا يكره لها أيضاً الرجوع إذا كرهت الخاطب لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياط لنفسها والنظر في حظها. اهـ. ولا فرق في هذا بين الخاطب والمخطوبة، وانظري الفتوى رقم: 7237.
وعليه، فإن كان هذا الخطيب فسخ الخطبة لمصلحة ظهرت له في عدم إتمام الزواج فلا حرج عليه، وإن فعل ذلك لغير مصلحة فقد أتى مكروها.
هذا.. وندعوك إلى لزوم الصبر وعدم التسخط على قدر الله تعالى فمن يدري، فقد يكون الله تعالى أراد بك خيراً وصرف عنك شرا بما حصل، فما عليك إلا أن تتوجهي إلى ربك سبحانه وتعالى حتى يحقق لك مطلبك.
والله أعلم.