عنوان الفتوى : هجران الفاسق والعاصي خاضع للمصلحة
أخي يعمل ضابطا في الشرطة ويقبل الرشوة وهو تارك للصلاة، فكيف يجب أن أتعامل معه، وهل ماله حلال، وهل يجب علي حضور حفل زفافه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن أخذ الرشوة كبيرة من الكبائر وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 1713، والفتوى رقم: 3697.
وأما ترك الصلاة كسلاً لا جحوداً فقد ذهب طائفة من أهل العلم إلى أنه كفر مخرج من الملة، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 68656 وما أحيل عليه فيها.
ومن اتصف بهذه الصفات فأقل ما يقال عنه أنه فاسق، فينبغي أن تتعامل معه بأخلاق الإسلام الفاضلة وتنصحه وتدعوه إلى الخير بالتي هي أحسن لعل الله تعالى أن يهدي قلبه ويصلح حاله على يديك فتنال بذلك الخير الكثير، والثواب الجزيل عند الله تعالى، وإذا لم ينفع فيه ذلك فإن صلته تكون بحسب المصلحة والمفسدة، فقد قال أهل العلم: هجران الفاسق والعاصي خاضع للمصلحة ودائر معها وجوداً وعدماً.
وبالنسبة لماله فإن كان له مال يكسبه من وجه حلال فإن ماله حينئذ يعتبر مالاً مختلطاً، وسبق بيان حكم التعامل والأكل ممن ماله مختلط وأنه جائز وذلك في الفتوى رقم: 94333 وما أحيل عليه فيها، وأما حضور حفل زفافه فإن كان المقصود به وليمة عرسه فحضورها واجب، إذا دعا إليها بشرط ألا يكون فيها منكر، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 65283، ولا مانع من الأكل من وليمته ما لم يكن من عين ماله الحرام كما أشرنا.
والله أعلم.