عنوان الفتوى : من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

فضيلة الشيخ: قبيلتي لا تزوج بناتها إلا لمن هم منها أو من القبائل، أنا خطبت منذ شهرين من واحد ليس من الأهل بل من قبيله مختلفة، وأريد الاستمرار معه لأنه مثل ما تمنيت، رجل ذو خلق وصلاته كلها في المسجد والبيت الذي سوف أسكن فيه بجواره مسجد، أكثر الأشياء التي تمنيتها وجدتها فيه... لكن هو غير دارس إلى آخر المراحل ولكن دراسته متوسطة ويعمل في عمل حكومي، وراتبه أربعة آلاف ريال، ومن خمس سنوات أخذ قرضا من البنك بمبلغ ثمانين ألف، وعنده كذلك قسط السيارة، لكنه يمتلك شقة، فبعدما توفي الأب ورث كل أولاده وبناته وبنوا العمارة، وكل واحد منهم أخذ شقة، ولايملك أي فلس واحد غيرها لأنه من راتبه يسدد الأقساط التي عليه للبنك والسيارة كل شهر، يعني كل شهر يخصم من راتبه ألفان وأربعمائة ريال يبقى من الراتب ألف وستمائه، وأنا أجنبية من مواليد الخارج وقدم أوراقي للمحافظة حتى يحصل على الموافقة على الزواج، وإن شاء الله إذا تمت الموافقه إخوانه سيساعدونه في كل مستلزمات الزواج والمهر، لكن شرطهم عليه إن تزوج أن يسدد لهم الذي صرفوه في الزواج في المستقبل، تقريبا مائة ألف، وهو عمره سبع وعشرون عاما محتاج لأن يتزوج وأنا كذلك عمري خمس وعشرون عاما محتاجة لأن أتزوج، لكني أنا لا أحب الدين نهائيا، اقترحت أن يبيع الشقة أو يؤجرها ويسدد ديونه التي عليه ويتزوج بفلوس البيع للشقة، لكن أهله يرفضون نهائيا أن يدخل أحد غريب العمارة ليسكن معهم ولو بالإيجار، والله والله والله يا شيخ أنا مقتنعة بأخلاقه ودينه (خذوهم فقراء يغنيكم الله)، أنا مقتنعه لكن من ماله وليس بالديون، لأني لا أحب الديون وأنا من عائلة لا تزوج نهائيا إلا للأهل، وهذا الخطيب من عائلة ثانية، وأنا وقد وصلت لهذا العمر لم يأت أحد لخطبتي لأن أهلي أول ما يقولون لا نزوج بنتنا إلا للأهل وقبيلتنا.... يا شيخ والله أنا لا أنام الليل بسبب هذا الموضوع وما قلت لأهلي عن أي شيء.... لأني أعرف تفكيرهم والوالد قال إنه يريد مهرا عاليا مائة ألف لكون الخاطب ليس من الأهل، ونحن إلى الآن لم نبلغهم، أنا أشتغل وراتبي خمسة آلاف أعلى من راتبه وأنا وأختي نسدد كل حاجيات البيت من أكل وشرب فواتير وكهرباء وراتب السائق والشغالة والوالد فقط إيجار البيت... والخطيب لا يمانع في أني أشتغل (آخذ أخباره من أخته لأنها هي التي خطبتني له)، لا أعرف كيف أتصرف..... ولن أجد إنسانا بأخلاقه ودينه بالذات في هذا الزمن... وأنا أريد أن أتزوج كي أرتاح لكي أعيش عيشة غير التي عشت في بيت الوالد، أنا بنت ومتكفلة بكل شيء، إلى متى، والله يا شيخ محتارة، أمانه أريد الإجابة والحل للطرفين... أريد حلا في أسرع وقت ممكن وترسل لي على إيميلي الرد فأرجو المساعدة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فإنا ننصحك بالاستعانة بالله أن يكمل موضوع زواجك، ونفيدك أن الزواج من أسباب الغنى، ولا حرج على الأخ في الاستدانة من إخوته ثم يقضيهم بعدما يتيسر له، وقد يكون إبقاء الشقة لكم لتسكنوها خير لكم من بيعها والاستئجار من جديد، ونفيدك أن من استدان عازماً بصدق على الوفاء سيعينه الله حتى يقضي الدين عنه، ففي الحديث: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه. رواه البخاري. وفي الحديث: ما من عبد كانت له نيه في أداء دينه إلا كان له من الله عون. رواه الطبراني وصححه الألباني. وفي الحديث: أن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكرهه الله. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وقد تعهد الله تعالى بإعانة المتزوج فقال تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم.... وذكر منهم: والناكح يريد العفاف. رواه أحمد وحسنه الألباني.

وننصح والدك بتخفيف المهر عملاً بالحديث: أن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها. رواه أحمد. ثم إن نفقتك على والديك وإخوانك من راتبك الشهري فيها خير كثير وأجر عظيم، وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية للمزيد في الموضوع: 71454، 32981، 33101، 54266.

والله أعلم.