عنوان الفتوى : مشروعية الدعاء بما شاء المرء حتى الزوج الصالح
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً ولم أتزوج إلى الآن، وأدعو الله ليل نهار بأن يرزقني الزوج الصالح، علما بأنه تقدم لي الكثير ولكن لم يكن هناك نصيب، أصبح موضوع الزواج هاجسي ليل نهار وأحاول شغل وقتي بأمور مفيدة مثل حفظ شيء من القرآن والأحاديث، ولكن عندما أخلو مع نفسي يراودني الموضوع من جديد لدرجة البكاء أحيانا وأدعو الله في صلاتي بأن يرزقني الزوج الصالح، فهل هناك دعاء معين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنسأل الله تعالى أن يحقق طموحاتك وأن يرزقك من فضله، ثم إنه ينبغي أن يعلم أن الإنسان يمكنه أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، كما في الحديث عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد ثم قال في آخره: ثم ليتخير من المسألة ما شاء. رواه مسلم ، وقد صرح أهل العلم بأن الدعاء مستحب مطلقاً سواء كان مأثوراً أو غير مأثور. قال خليل في مختصره: ودعا بما أحب وإن لدنيا. ومما يدل لمشروعية دعاء الإنسان بما يشاء ما في الحديث: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعليه. رواه أبو يعلى، وقال محققه حسين أسد: إسناده صحيح على شرط مسلم، وحسنه الألباني في المشكاة. وإليك بعض الأدعية المأثورة المهمة في هذا الموضوع منها: حديث أنس قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. رواه البخاري ومسلم ، ومنها: دعاء التعوذ من الهم والحزن، اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن. ومنها: الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك. رواه مسلم من حديث طارق الأشجعي. وننصحك بالمحافظة على الحجاب الشرعي والعفة والبعد عن الاختلاط؛ لقوله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ(النور: من الآية33) ولقوله صلى الله عليه وسلم: ومن يستعفف يعفه الله. رواه البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه. كما ننصحك بالسعي في طلب أبيك أو ولي أمرك أن يعرضك على أحد الشباب المستقيمين من أقربائك إن تيسر ويزوجك به، ولا يمنعنك من ذلك كونه فقيراً فعسى أن يغنيه الله بسبب الزواج، قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (النور:32)، وقال صلى الله عليه وسلم: من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه. رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي ، ورواه أحمد والترمذي ، وحسنه الأرناؤوط والألباني. وعليك بالحرص على تخفيف المهر فهو من يُمن المرأة كما في الحديث: إن من يُمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها. رواه أحمد من حديث عائشة. وراجعي في أسباب استجابة الدعاء، وفي عرض الرجل بنته على أهل الصلاح الفتاوى التالية أرقامها: 1390 2150 2395 23599 13770 7087 والله أعلم.