عنوان الفتوى : شروط إجابة الدعاء
أنا لدي حاجة أريد تحقيقها وأشير علي بالعديد من الأدعية والصلوات، ولكنني أريد شيئا موثوقا به إما من القرآن وإما من السنة .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أنه مما يجب الإيمان به أن العبد إذا دعا الله تعالى وهو مستكمل لشروط الإجابة منتفية عنه موانعها فإن الله تعالى يجيب دعوته، إما عاجلاً في الدنيا، وإما أن يدخر له حسنات في مقابل دعوته، أو يصرف عنه من السوء مثلها دلت على ذلك نصوص الشرع. قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) [البقرة:186].
وقال تعالى: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) [غافر:60]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر قال: "الله أكثر" رواه أحمد والحاكم. وتتلخص شروط الاستجابة وموانعها في قول الله تعالى: (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ) فمن استجاب لله تعالى في أمره ونهيه، وصدق بوعده وآمن به فقد تحققت له شروط استجابة الدعاء وانتفت عنه موانع الإجابة، فلن يخلف الله تعالى وعده. ثم إذا دعا المسلم ربه فعليه أن لا يستعجل ويستحسر ويترك الدعاء فإن ذلك من موانع الإجابة كما في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل. قيل يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: يقول:" قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر ويدع الدعاء " فعليك أن تستجيب لله تعالى وتؤمن به وتثق بوعده وتدعوه وتتحرى أوقات الإجابة ولا تستعجل فإنه سيستجاب لك، واستفتح دعاءك بالثناء على الله تعالى والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واختمه بذلك.
وفي المسند والسنن عن بريدة قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب"
والله أعلم.