عنوان الفتوى : من أضر الفتن فتنة النساء
أنا أعرض مشكلتي عليكم وهي غريبة ولكنها تؤرقني وأخاف أن تهدد في المستقبل زواجي. أنا شاب عربي 18 سنة أبي توفي ولم أره، أعيش مع أمي وليس لي إخوة، وتركت المدرسة وأشتغل، وأكلم النساء في بعض الأحيان لأن ذلك عندنا في فلسطين يعتبر من الأمور العادية، وقد أحببت الآن بنتا وهي تحبني جدا ولكن كلما اقتربت من قلبها أشعر بداخلي بشيء يزعجني فأبتعد عنها وقد أصبت بهذا الأمر مع تجربتي حب سابقتين وحتى الكلام مع النساء أخجل منه علما أني قوي الشخصية، أرجو مكنم الرد وأن تكونوا فهمتم سؤالي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -زادك الله إيمانا- أن الله تعالى لم يميز بين الخليجي والشامي أو غيرهما في خطابه للمؤمنين والمؤمنات عند قوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ. {النور: 31}. وقوله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ {الأحزاب: 32}. وورد في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فمن الخطأ الكبير أن يظن المسلم التفاوت في الخطاب الشرعي بين المسلمين.
ثم في حكم الحب بين الرجال والنساء يمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 5707، وفتوانا رقم: 33115.
وعليه، فندعوك إلى التوبة من هذا الحب الذي قلت إنه قد حصل بينك وبين تلك البنت، وأن يبتعد كل منكما عن الآخر، إلى أن يأتي اليوم الذي تتزوجان فيه إذا كان الله سيقدر بينكما ذلك.
وفيما يخص ما ذكرته من الشعور الذي قلت إنه يزعجك كثيرا عند الاقتراب من البنت فإنه قد يكون عناية من الله بك، أراد بها أن يصرفك عن الحرام.
وعلى أية حال، فإن أمر الزواج إذا حان وقته، وأتيته من بابه، فالغالب أن مثل ذلك الشعور سيتبدل. فلا تقلق ولا تتعجل الأمور قبل وقتها.
والله أعلم.