عنوان الفتوى : من طرق إبطال السحر
أفيدوني أفادكم الله.. أنا شابة والحمد لله متعلمة أريد أن أستفسر، وجدت في بيتي ورقة مكتوب عليها بالإشارات والكلام الذي ليس بالمفهوم، ولكنه يدل على أنه عمل، ولكن ما يدريني مكتوب خمس دجاجات ونحن 5 أخوات 2 متزوجات وثلاث غير متزوجات، وهذا هو الواقع والصحيح، ولكن هل هو عمل أم ماذا أفيدوني، وأنا عمري 26 عاما وأختي 28 والصغرى 21 عاما ولم نتزوج إلى الآن، فهل لهذا أمر أم ماذا، أنا لا أقتنع بالأعمال وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولكن الرسول عليه السلام تعرض للسحر، فأفيدوني أفادكم الله... ولكم جزيل الشكر، وهل بإمكان إنسان أن يتحكم بمصير إنسان أفيدوني، مع العلم نحن لا نؤمن بالأعمال، ولكن أريد أن أعرف حتى أهلي لا يريدون الذهاب لأي شيخ، فأفيدوني ما العمل وذلك لعدم إيماننا بالأعمال والشعوذة، ولكنها موجوده بشكل لا يوصف في مجتمعنا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالورقة التي قلت إنك وجدتها في بيتك، وأن فيها خمس دجاجات، وأن ذلك هو قدر عددكن في البيت... لا يستبعد أن تكون سحراً، لأن السحر يأتي بكيفيات مختلفة كثيرة، وليس من المستبعد أن تكون هذه واحدة منها، مع أننا لا نستطيع الجزم بذلك.
وعلى أية حال، فإن لإبطال السحر طرقاً دون اللجوء إلى السحرة والدجالين، فمن ذلك الرقية الشرعية بالقرآن، والقرآن كله شفاء، لقول الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ {الإسراء:82}، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الاسترقاء بـ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وقال: لم يتعوذ الناس بمثلهن. رواه مسلم. وكان النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين ونفث. متفق عليه. والنفث: النفخ.
وتعوذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين لما سحره اليهود، كما ورد في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني وفيها يقول: فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال: إن رجلا من اليهود سحرك.... الحديث في المنتخب من مسند عبد بن حميد. وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لمن رقى بالفاتحة: وما يدريك أنها رقية. رواه البخاري.
ومنها أيضاً: دفن السحر كما ورد في الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه.... إلى قوله صلى الله عليه وسلم: أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثور على الناس منه شراً. وأمر بها فدفنت.
ثم اعلمي أنه لا أحد يستطيع التحكم في مصير إنسان آخر، بل كل ما يجري في هذا الكون إنما هو بتقدير من الله تعالى، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال سبحانه: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ {التوبة:51}، ولكن من حكمة الله تعالى أنه جعل للسحر وغيره من الأمور تأثيرات بإذن منه سبحانه.
وقد أحسنت وأحسن أهلك في عدم الرغبة في الذهاب إلى من يحل السحر إن كان الذي يُستنجد به في ذلك عندكم هو أحد المشعوذين، وأما إن كان شيخاً سنياً يرقي بالقرآن وبالأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويجتنب ما نهى الله عنه فلا بأس بالذهاب إليه.
والله أعلم.