عنوان الفتوى : العلاقة بين الأجنبيين والزواج الشرعي والقضاء والقدر

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سؤالي يتعلق بفراق فتاة بعد وعدها بالزواج، دامت العلاقة تسع سنوات دون تعدي الحدود، لكن لا أدري ما غير شعوري نحوها فجأة، ربما يأسي من الحصول على عمل لائق ونقص الإمكانيات المادية، حاليا تمت خطبة هذه الفتاة من شخص آخر، وهنا ندمت ندما شديداً وشعرت أنني كنت جبانا لما تركتها في ظروف صعبة، وضميري الآن يؤنبني باستمرار لأني أرغب أن تكون فعلا زوجة لي مستقبلا، لكن فات الأوان... والله أعيش فترة صعبة، وأود أن أعرف إن كان هذا قضاء الله وقدره أم هو خطأ مني علي تحمل تبعاته، وكيف نفرق بين هذا وذاك... وأعلمكم أن من أسباب تغير شعوري نحوها، مخالطة أشخاص يئسوا من الحياة الهادئة.. ندمت على مخالطتهم لكن بعد فوات الأوان، تبت إلى الله وأصبحت أصلي لكن أخشى أن لا تكون هذه التوبة توبة نصوحا؟ شكرا لكم وأرجو ألا يكون سؤالي خارج الموضوع.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ندري ما هي العلاقة بين رجل وامرأة أجنبيين، والتي دامت تسع سنوات، وتصفها أنت بأنها لم تتجاوز الحدود، هذا أمر مستبعد وقوعه، فإن أي علاقة تدوم هذا الزمان لا تخلو عادة من خلوة أو تبادل كلمات وبسمات، أو اطلاع على خصوصيات وكل هذا مما هو محرم أو يقود إلى محرم، ولذا فالواجب هو التوبة إلى الله تعالى مما قد يكون وقع مما لا يرضي الله تعالى، ولا يجب عليك الزواج بهذه المرأة ولو وعدتها بذلك، وعليك الآن بعد أن خُطبت أن تنساها تماماً، وتعرض عنها، وإذا كنت قادراً على الزواج فتزوج، وإلا فاشغل نفسك بما ينفعك واحذر خطوات الشيطان ومسالكه، فإنه يسوقك إلى الردى ويبعدك عن الهدى، وأما هل ما حدث لهذه المرأة هل هو بقدر الله تعالى أم بغلط منك، فالجواب: أنه لا تعارض بين الأمرين، فإن غلطك من قدر الله، قال الله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. رواه البخاري، فكل شيء بقدر، ومن ذلك الزواج.

واعلم أنه ربما يحرم العبد الزواج بسبب ذنوبه ومعاصيه، والمعاصي تبعد عن الله ما لم يبادر أصحابها بالتوبة، فإن من ارتكب المعاصي ولم يتب كان في معنى المعرض عن ذكر الله، والله جل وعلا يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا {طه:124}، والطاعة جالبة للرزق والخير، قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ {الأعراف:96}، وهذا في الغالب وإلا فقد يفتح الله الدنيا على الظالم العاصي استدراجاً له، ويضيقها على المؤمن التقي امتحاناً وابتلاء له.

والله أعلم.