عنوان الفتوى : أفعال الله كلها وراءها حكم بالغة
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الطيب المريح للنفس, أحبكم في الله: ابتليت بوظيفة ليست فيها إجازة، ولا حتى يوم الجمعة 9 ساعات في اليوم دون طعام أو شراب، بقيت كذلك لمدة سنة و 8 شهور وكنت أحمد الله لأنني أفضل بكثير من باقي الناس لأنني أجلس على طاولة في مركز تسوق لتلقي التبرعات وأشغل نفسي عن المارين داخل مركز التسوق من متبرجات وغيرهم بالقراءة وأضع الكتاب على الطاولة لأشغل نفسي عن المارين حولي شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، لأن من راقب الناس مات من الهم ووساوس الشيطان، لأن الشيطان يستغل الوضع النفسي للإنسان, وتبين لي خلال الشهور الطويلة من هذه الوظيفة معنى هذا المثل، كنت في أول 6 شهور من هذه الوظيفة أجلس بجانب أشخاص يعملون في مراكز تسوق مختلفة حسب المكان الذي يوجهني المدير إليه للدوام فيه كل شهر أو عدة أسابيع, وكنت أتأذى معنويا لعدة أسباب، نظرا لأنهم لم يدرسوا في المدارس وأنا أجلس وسط اثنين وعندما أكون أقرأ يتكلمون مع بعضهم وأنا جالس بينهم فلا أعرف أن أركز في القراءة، فطلبت من المدير أن ينقلني إلى مكان آخر فقبل ومنذ سنة يوميا دوامي كالآتي: أجلس على طاولة في مركز تسوق مكتظ بالمتبرجات والجنسيات المختلفة غير مسلمين فأشتغل بالقراءة.... فوسوس لي الشيطان بشيء ـ شبهة أخلاقية ـ لا أستطيع أن أخبركم بها فما حكمة الشيء المنكر السيء الذي أمتنع عنه فطريا، لأنني أرى أنه مناقض للحد الأدنى من الرجولة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح من هذا السؤال والأسئلة السابقة للأخ السائل أنه يعاني من نوع من الوسوسة، ومن النافع جدا له أن يعرض عنها بالكلية وأن يشغل نفسه بما ينفعها وأن يحرص على مصاحبة أهل العلم والصلاح، ولذلك فقد أخطأ خطأً جسيما بعدم خروجه إلى الصلاة وتركه لهذه الشعيرة الهادية، فلتستغفر الله تعالى ولتحرص على صلاة الجماعة ومخالطة أهل الخير والصلاح، وأما قولك: ما حكمة الشيء المنكر السيء الذي أمتنع عنه فطريا، لأنني أرى أنه مناقض للحد الأدنى من الرجولة؟ فلم يستبن لنا مرادك، خاصة وأنك قلت: قبل ذلك: وسوس لي الشيطان بشيء ـ شبهة أخلاقية ـ لا أستطيع أن أخبركم بها ـ ولذا، فنحن لا ندري محل هذه الشبهة، ولا المنكر الذي تسأل عن حكمته! وعلى أية حال، فلا يخلو شيء من خلق الله عز وجل وقضائه وقدره وشرعه، من حكمة بالغة، ويمكنك أن ترجع إلى كتاب: حجة الله البالغة ـ لولي الله الدهلوي، فهو يعتني ببيان الحكمة من الخلق والتكليف والشرائع والأحكام، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 113166.
والله أعلم.