عنوان الفتوى : تأثير الدعاء في القدر
ما شروط استجابة الدعاء؟ وما مدى تأثيره في القدر إن تضمن زوجة محددة؟ مع العلم أنني ـ والحمد لله ـ ألتزم بأوامر الله، لكنني في الفترة الأخيرة تقاعست وأصابني نوع من الفتور الروحي، وأريد الثبات على ديني؛ لأنني طالب بكالوريا وليس لدي وقت كاف -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا شروط إجابة الدعاء فانظرها في الفتويين رقم: 11571، ورقم: 2395.
وأما سؤالك عن تأثير الدعاء بالقدر: فإن الدعاء من قدر الله عز وجل، وسبب من أسبابه التي قدر بها حصول الإجابة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر، حتى العجز والكيس. رواه البخاري.
فلا تشغل نفسك بالقدر، واعمل بالأسباب، وما أمرك الله به من الدعاء والالتجاء إليه في جميع حوائجك المشروعة؛ لأن القدر ـ كما قال العلماء ـ سر الله تعالى في خلقه، لا يطلع عليه ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا يعلم أحد أن هذا الأمر مقدر له، أو غير مقدر له، والتطلع إلى ذلك، والانشغال به من وساوس الشيطان، وأسباب الحرمان، قال الطحاوي في عقيدته: فإن الله تعالى طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه.
واحذر أن يمنعك ما أصابك من الفتور.. من ترك الفرائض، والتقصير فيها، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةً، وَإِنَّ لِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلَى سُنَّتِي، فَقَدْ أفْلَحَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إلَى غَيْرِ ذلِكَ، فَقَدْ هَلَكَ. رواه ابن حبان، وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته.
فما لم يصل بك الفتور.. إلى ترك الفرائض، والانحراف عن السنة، فأنت على خير ـ إن شاء الله ـ وجاهد نفسك على التطلع إلى الأفضل دائمًا.
والله أعلم.