عنوان الفتوى : حسن الفتاة لا يعوض عن الدين بتاتا
استخرت الله تعالى فى التقدم لفتاة، ووجدت أمرها ميسرا. إلا أنني لم أعدهم ولم يعدونى بالزواج. وهناك فتاة أخرى أفضل. فهل أتقدم لها، أم أرضى بالأولى؟ وهل يترك أحدنا فتاة من أجل صوتها الأجش أو لأن طباعه لا تتفق مع طباع أمها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ما تنكح المرأة من أجله في العادة وهو الجمال والمال والنسب والدين، ثم حث وحض على الدين بصيغة الدعاء على من لم يختر ذات الدين، فقال: تنكح المرأة لأربع؛ لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. والحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
فانظر أي الفتاتين متقدمة على الأخرى في جانب الدين فقدمها، نعم الجمال والمال والنسب له اعتباره، ويشهد لذلك أحاديث أخر، ولكن إنما يعتبر ويتخذ مرجحا عند الاستواء في الدين، فإذا استويا في الدين فضلت الأجمل أو الأنسب أو الأغنى، وأما ترك الفتاة من أجل صوتها الأجش أو بسبب طباع أمها فلا حرج فيه عليك.
لكن إن كان الترك إلى من هي خير منها أو مثلها، وإلا فلا ينبغي تركها لذلك، فإن كل قبح يعوضه الدين، ولا يعوض الدين حُسْن مهما كان.
والله أعلم.