أرشيف المقالات

خفافيش الظلام - منيرة بنت هوشان المطيري

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
عالم من الأشباح، وظلام دامس وفكر قد أرهق، وروح سقط رداءها في وحل الحزن والهم.
ظلمات بعضها فوق بعض، فقد صار بحر الحب وحل، لن تصل سفن الود، وصفاء السماء ذهب لكثرة الهالكين.
تهرب ويلحق بها خفافيش الظلام، ليطفو ذاك الضياء الذي سكن قلبها بحسن ظنها بربها.

يختلف الناس في معالجة المفردات، وطريقة تحليل المواقف، بداية يصل لك الموضوع بطريقة تتعاطف معها، وتنجرف وراءها، ولكن السير خلف صاحب المشكلة إلى نهاية الطريق قد يكون مهلكا.
جميل أن تتعاطف معه، ولكن لا يكون هناك فعل يزيد من المشكلة.
هو جاء لك لتحتويه وتتعاطف معه؛ حتى تسكن روحه، وما فزع من حياته، وما جاء لك بعد الله إلا لتسانده، وتمد يد العون له لإنقاذ حياته من أن تهلك في وحل من المشكلات والهموم.
واعلم أن المشكلات مثل الفايروس الذي يدخل الجسم، إما أن يزيد مناعة الجسم، حتى يدافع للبقاء أو يضعف ويهلك لابد من التدخل الخارجي، لإنقاذ ما بقي كذلك المشكلات تدخل الحياه، أما تزيد العلاقات قوة ومتانة وحكمة ودراية أو تهلكها إن كانت شفا جرف هار.
قد يقع بينك وبين من أحببت يوما مشكلة، وتتسع الفجوة، ويتحول ذاك الود إلى جفاء، وتجف ينابيع الحب، فلا ترى إلا تصيدا للأخطاء، وسوء ظن بالطرف الآخر، وهنا تأتي حظوظ النفس ، كيف أرد عليه وهو كذلك، وتنتشر خفافيش الظلام، أهل النمايم والإفساد، لينفثوا على سحرهم رقى الكذب والزور.
ويزيدون من العقد، فيحتضر الود والحب الذي كان بينكم، ويحاول لفظ أنفاسه.
وفي خضم هذا الضياع ترى من يحبك يحاول تقريب وجهات النظر، والسعي في الصلح، ويتجاهل ما صدر فقد حضر حينها الشيطان .
{ وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ، فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ .
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ .
 وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
[سورة فصلت 33-35] .
تحتاج إدارة العلاقات لكثير من الدفع المعنوي والحسي، حتى تفوز بالحظ العظيم، كما ذكر في الآية السابقة.
متى ما كانت حياتنا وفق منهج إرضاء الله تعالى، سعد قلبك وارتاح ضميرك.
وتحولت جميع الصعاب التي تواجهك إلى نقاط قوة، تصب لصالحك، لأنها تزيدك إدراكا وقوة ثبات.
لن تسموا البشرية حتى يكون كلام رب العالمين منهجا لهم يسيرون عليه، سددكم الله ووفقكم، دمتم بخير وود.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١