عنوان الفتوى : قصر الصلاة وجمعها وتأخيرها عن وقتها بسبب المحاضرات الجامعية
سماع المحاضرات الجامعية يفوت علينا بعض أوقات الصلاة بحيث لا تسمح الظروف إطلاقاً بأدائها. فهل يجوز إذا أمكن الأداء أن نقصر؟ وما كيفية القصر في الفرائض؟ وهل نؤدي الفوائت قبل أي فرض يليها أو نؤديه بعد مثيله من اليوم التالي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام حيث تعتبر الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق مضيعها أو المتهاون بها حيث قال تعالى:
فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}
وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}.
وعليه فالواجب على السائل المحافظة على أداء الصلاة المفروضة في وقتها، فإن أمكن أداؤها جماعة في مسجد أو قاعة الدرس مثلا فهذا الواجب، وإن لم يمكن ذلك فليصلها منفردا في قاعة الدرس أو في مكان آخر طاهر، وليس الحضور للمحاضرات بعذر شرعي لتأخير الصلاة عن وقتها أو قصرها لأن القصر حدد له الشرع سببا واضحا وهو قطع مسافة قصر في سفر مباح. وراجع الفتوى رقم: 12471.
كما أن الدراسة ليست بعذر شرعي لجمع الصلوات بصفة دائمة. وراجع الفتوى رقم: 13041.
وإذا كان الاشتغال بالدراسة يترتب عليه تضييع الصلاة بأدائها خارج وقتها فلا خير في عمل مشغل عن الصلاة، وبالتالي فالواجب ترك الدراسة في تلك الجامعة. وراجع الفتوى رقم: 42122، والفتوى رقم: 58251.
وبخصوص قضاء الفوائت وترتيبها مع الصلاة الحاضرة فمذاهب أهل العلم في المسألة سبق تفصيلها في الفتوى رقم: 42800.
والله أعلم.