عنوان الفتوى : يؤخر الصلاة عن وقتها بسبب الدراسة ويغلب عليه الخوف من الله لشعوره بالتقصير في حقه
نشكر جهودكم على إقامة هذا الموقع لنصرة الإسلام والمسلمين، لدي سؤالان للإخوان المفتين: يا إخون أنا طالب في الجامعة وعمري 19 عاماً وأدرس في إحدى الدول الغربية، ولكن أقضي إجازتي الآن في بلادي الأم،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تأخير الصلاة عن وقتها المختار هو من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، وقوله تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}، والدراسة في الجامعة أو غيرها ليست عذراً يبيح تأخير الصلاة عن وقتها، فعليك أيها الأخ الكريم أن تتوب إلى الله من هذا الإثم الشنيع، وتتجنب في المستقبل تأخير الصلوات عن وقتها، وإذا كانت ظروف الجامعة ومواقيت الدراسة بها لا تسمح بأداء الصلاة في أوقاتها فإن تركها يتوجب حينئذ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وما ذكرته من الوسوسة في أمر الآخرة واعتقاد التقصير في العبادة هو حافز على الاستزادة من أعمال البر، ولكن على المرء أن يجمع معه رجاء رحمة الله، كما قال الله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ {الزمر:9}.
والحاصل أن عليك أن تتوب من تفريطك في الصلاة وتأخيرها وتوازن بين الخوف والرجاء في اعتقادك وإحساسك، واعلم أن الذي أصابك من عدم الطمأنينة قد يكون سببه تأخير الصلاة، لأنه إعراض عن ذكر الله، والله تعالى يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}.
والله أعلم.