عنوان الفتوى : وسائل إرجاع المرأة العاصية إلى الهداية
تزوجت امرأة أعجمية مسلمة، وصرت أواجه مشاكل كبيرة بسببها أثرت عليّ نفسياً، وعلى التزامي، فرغم أنها قبلت لبس الحجاب أصبحت تتأفف منه، لأنها ترى كثيرا من النساء العربيات عاريات، وهي تحكم هواها - رغم شرحي الأمور الشرعية لها، ثم إني أجد منها نشوزاً مطلقاً طيلة فترة زواجي الذي استمر سبع سنوات، ولي منها بنتان، فهي لا تستجيب إذا طلبتها للفراش، وإني أعيش في بلاد الكفر مضطراً، ولقد كرهت حياتي معها، وما يمنعني من طلاقها إلا بنتاي، لقد انقلبت حياتي إلى جحيم، علماً أن عمري أربع وثلاثون سنة، وما أدري ماذا أفعل؟ أرجو نصحي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فإن مما لا شك فيه أن الذي عرضته من متاعب دينية ودنيوية في سؤالك، والتي تعرّضت لها بعد زواجك، يتعرّض له كثير من الرجال والنساء، ومرجع ذلك إلى سوء اختيار شريك الحياة الزوجية، فإنّ سعادة الزوج مع زوجه في صلاح كلا الزوجين، وصلاح الزوجين ينحصر في أمرين: الدين، والخلق الحسن (المعاملة)، فقد روى الترمذي وابن ماجه، وأبو داود، والطبراني من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: "إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخُلُقَه فزوجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض"، وروى الشيخان وأبو داود وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فأنت الملام في أنك لم تختر زوجة ذات التزام تام بالدين، وبما أوجبه الله تعالى على الزوجة في معاملتها لزوجها، وتربية أولادها، وإسعاد أهل بيتها، ثم زدّت الطين بلّة في استمرارك على الإقامة في بلاد الكفار - والله أعلم بظروفك، ومدى اضطرارك في ذلك- ونصحنا لك يكون بأمور:
أولها: اللجوء إلى الله تعالى بالعبادة والطاعات والدعاء ليفرّج الله تعالى عنك الغمّة، ويهدي زوجتك لطاعته سبحانه، وأداء واجباتها تجاهك.
ثانياً: بالاستمرار على النصيحة لها بتودّد ولين حتى تحبّب لها أمور دينها والتمسك بها.
ثالثاً: السعي الحثيث الصادق بهجرتك وأهلك من بلاد الكفر، إلى أي بلد من بلاد المسلمين يرضاه الله تعالى لك، وإن كان في ذلك تنازل منك عن العديد من ملذات الحياة الدنيا المباحة، ولا تلجأ إلى الشدة مع زوجتك، ولا التهديد، ولا إلى الطلاق في بلاد الكفر فتفقد ابنتيك، وحاول أن تحيط زوجتك بنساء صالحات يرينها عكس ما ترى من نساء عاريات عاصيات، ثم حاول قدر إمكانك أن تلزم بيتك، وتكون أنت جليس زوجتك وبنتيك، وأنت الراعي لهن والخادم، وحاول أن تخرج من بيتك كل ما يغري النساء بالمعاصي واتباع الهوى. والله المستعان.
ولمّا يجد الله تعالى فيك الصدق في كل ذلك سيفرّج عنك ويوفّق أهلك للخير. والله أعلم.