عنوان الفتوى : درجة حديث ( ثمانون آية من القرآن .. )
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هذه ثمانون آية من القرآن أقل ما يقضى لقاريها من الحاجات . إن كان فقيرا استغنى وإن كان غنيا زاده الله وإن كان مديونا قضى الله دينه وإن كان مسحورا فرج الله عنه وإن كان مظلوما نصره الله ببركات هذه الآيات وتكون له حرزا وشفاء من جميع الأمراض والأفات وإن تعسرت عن الولادة حامل تقرأ عليها هذه الآيات تضع بإذن الله تعالى ويحفظ الله جنينها ، وإن علقت على طفل كثير البكاء يسكن عنه الوجع بإذن الله تعالى ، ومن كتبها وعلقها عليه كفاه الله شر العين والنفس في ماله وعياله ونفسه ونجاه الله مما يخاف ويحذر، وإن كان في بر أمنه الله من السباع والضباع وغير ذلك ، وإن كان في حرب وعلقها عليه فإنه يسلم من شر الحديد ، وإن كان مسافرا وعلقها عليه فإنه يسلم من جور البحر ويرجع سالما ، وإن كان خائفا من سلطان جائر ويعلقها عليه فإنه يسلم من شره ، وإن كان عليه طلب ألقى الله محبته في قلبه وأمنه من شره ، وإن كان ممن يتهاون بالصلاة فإن الله يهون عليه الصلاة ويلقي الله محبته في قلوب الناس ويؤمنه الله من شر الحاسدين ومن شر الشياطين بإذن الله تعالى ، ومن تطهر يوم الإثنين وصلى ركعتين وقرأ هذه الآيات قضى الله جميع حوائجه في الدنيا والآخرة ، وإذا وضعت في بيت لا يسرق ولا يحرق ولم يبق فيه حية ....."""" الخ وسؤالي هو : - ما مدى صحة هذ الحديث ؟ وما هو موقفنا الشرعي أمام من ينشر مثل هذا الكلام سواء كان ذلك عبر كتب توزع أو رسائل تنشر ؟ وبارك الله فيكم ،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث لا أصل له في شيء من كتب الحديث المعتمدة ، بل ويبدو عليه حداثة الوضع إذ لم نعثر عليه فيما بين أيدينا من الكتب التي تبين الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحديث متداول في بعض المنتديات على الانترنت من غير أن ينسب إلى أصل من كتب السنة ، ومعلوم ما في كثير من هذه المنتديات من الباطل والجهل.
وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز نشر هذا الحديث أو توزيع كتاب يشتمل على هذه الآيات لما في ذلك من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الأباطيل ، ومن قام بتوزيع هذا الكتاب بعد علمه ببطلان ما اشتمل عليه دخل تحت الوعيد الوارد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن كذبا علي ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " وكذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " . وينبغي التنبه إلى أن مجرد حسن النية وصدق الطوية لا يحسن العمل السيء ، ولا يبيح فعل ما ثبت بطلانه ، إذ من المعلوم عند أهل العلم أن العمل لا يكون مقبولا إلا بشرطين هما : الإخلاص لله ، والموافقة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم.