عنوان الفتوى : رتبة أثر: يا داود، ذكِّر عبادي بإحساني إليهم...
ما درجة صحة هذا الحديث: يا داود، ذكِّر عبادي بإحساني إليهم؛ فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها. حديث قدسي، رواه البيهقي عن عمير بن وهب.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فما ذكرته ليس حديثا، ولم يروه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى -فيما نعلم- ولم نجده في شيء من كتب السنة المسندة، ولا في شيء من كتب البيهقي.
والحديث القدسي هو: ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى. والكلام الذي ذكرته ليس كذلك، وإنما ذكره بعض العلماء في كتبهم بصيغة التمريض، ومن غير عزوه إلى مصدر من مصادر الأحاديث المسندة.
قال أبو الحسن الماوردي في كتابه "أدب الدنيا والدين": وَحُكِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إلَى دَاوُد -عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ السَّلَامُ-: ذَكِّرْ عِبَادِي إحْسَانِي إلَيْهِمْ، لِيُحِبُّونِي؛ فَإِنَّهُمْ لَا يُحِبُّونَ إلَّا مَنْ أَحْسَنَ إلَيْهِمْ. اهـ.
وقد ذكره أيضا المناوي في فيض القدير عند شرحه لحديث: حَبِّبُوا الله إِلَى عِبادِهِ، يُحِبَّكُمْ الله. وهو أيضا حديث ضعيف، لم يثبت.
والله تعالى أعلم.