عنوان الفتوى : حكم زيارة النصب التذكاري للأبطال
حكم التَفَكُّر عند الحجر التذكارية للأبطال العسكرية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت بقولك: الأحجار التذكارية للأبطال العسكرية، تعني آثار الهالكين المعذبين من كفار الأمم السابقة، فإن الوقوف عند تلك الآثار لا يجوز، بل ولا يجوز دخولها إلا مرورا بها مع الاتصاف بالخشوع والبكاء، حذرا أن يصاب الداخل إليها بمثل ما أصيب به أهلها، مع التفكر والاعتبار في مصيرهم.
وأما زيارتها باعتبار كونها تراثا حضاريا، فهذا مخالف للحالة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصف بها المؤمن في هذا الموقف.
وإن كنت تعني زيارة قبور الأبطال الذين ضحوا لإعلاء كلمة الله ، فإن زائر تلك الأماكن ينبغي أن يقتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، وهديه في الزيارة كما ذكره ابن القيم أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا زار قبور أصحابه يزورها للدعاء لهم والترحم والاستغفار لهم، وهذه هي الزيارة التي سنها لأمته وشرعها لهم وأمرهم أن يقولوا إذا زاروها: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية. رواه مسلم .
مع التنبيه على أنه لا يجوز أن يبنى على القبر لا نصبا ولا صرحا ولا غير ذلك، لما روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه.
والله أعلم.