عنوان الفتوى : الترغيب في الإحسان إلى اليتامى

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

عندي خادمة صغيرة السن ( 11 عاما ) أتت إلي بها واحدة ممن يقومون بتشغيل الفتيات الريفيات كخادمات ، ولم يسأل عنها أحد منذ أتت من ستة أشهر لا أم ولا أب ولا أخ ، ومن الواضح أن هذه الفتاة قد تربت في بيئة فاسدة للغاية فهي تسرق الطعام وتغلظ الأيمان دائما أنها لم تفعل ، المهم وجدت أنها في حاجة إلي تقويم وإعادة تربية ولكنها دائما ما ترجع إلى عاداتها البذيئة من سرقة وتفوه بألفاظ سيئة مع العلم أني والله شهيد علي ما أقول دائما أضع لها أحسن الطعام وأطيبه وأشتري لها الملابس والهدايا وأتعامل معها على أنها يتيمة ولكنها لا تقابل الإحسان بالإحسان، ولكن وللعجب وبالرغم من صغر سنها إلا أنها تتمتع بقدر كبير من الكذب ولكن حدث أنها قامت بسرقة طعام من الثلاجة وأنا دائما ما أتغاضى عن هذا وأقول إنها صغيرة وتشتهي الطعام ولكن لاستمرار هذا التصرف قمت مؤخرا بضربها وأنذرتها إن هي لم تتراجع وتطلب مني ما تشاء دون أن تمد يدها وتسرق فسأعود لتأديبها ولكنها كررت هذا فقمت هذا المساء بتصرف أخرق وأنا نادمة عليه أشد الندم وهو ما أسأل عليه فقد قمت بإعطائها ملعقة من الشطة كي لا تعاود القسم بالله كذبا وهو أكثر شيء يضايقني وقد أنذرتها أن تقول الحقيقة وأن لا أفعل لها شيئا ولكنها ظلت تقسم بالله وبكتابه الكريم أنها لم تفعل وعندما وضعت لها الشطة قالت إنها فعلتها وأنها خافت أن أفعل بها شيئا أو لا أصدقها القول بأني لن أفعل لها شيئا إن هي قالت الحقيقة ، لقد عرفنا أن عقوبة السارق في الإسلام هي قطع اليد وأنا في المقابل أحاول تقويم هذه الفتاة السيئة ولكن لا فائدة وفي نفس الوقت لا أجد لها أحدا يأتي ليأخذها وإني والله أريد لها أن تصبح فتاة صالحة وأحاول تقويمها باللين والشدة كما أفعل مع أولادي ، فهل ما فعلته ذنب كبير ؟ وهل ما أفعله معها خطأ ؟ إني خائفة من الله عز وجل وخائفة من عقابه إذ أكون قد عاقبت هذه الفتاة بما ليس لي أن أفعله ولكن ماذا أفعل وهي تحيا معي في مكان واحد ولا يوجد من يقومها ويصلحها غيري ؟ وأستغفر الله العلي العظيم ولله الأمر من قبل ومن بعد .

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إحسانك إلى هذه البنت واعتبارك إياها يتيمة وسعيك في إصلاح أخلاقها أمر محمود شرعا، فقد رغب الله في الإحسان إلى اليتامى وأبناء السبيل، فقال: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ {البقرة: 83 } ويلحق باليتامى وابن السبيل في أهمية العطف عليهم اللقطاء ومن لا يعرف أهله، وعليك أن ترحميها وتشفقي عليها ولا تهينيها، فالراحمون يرحمهم الرحمن؛ كما في حديث الترمذي، وعليك أن تحاولي إقناعها أولا بالأخلاق الحميدة، فحضيها على الصدق والعفة والأمانة والوفاء، ورهبيها وانهيها برفق عن أخلاق السوء كالكذب والحلف كذبا والسرقة والخيانة، وهذا لا يتم إلا إذا علمتيها ما تيسر من أمور الدين، وليس لك أن تعاقبيها بحد السرقة لأن حد السرقة لا يقيمة إلا سلطان المسلمين أو نائبه، فلا يقيمة الوالد على ابنه ولا على من أجره، ولك أن تؤدبيها بالضرب بعد استنفاد الوسائل الأخرى بقدر ما تضربين ولدك، فقد أفتت عائشة وسعيد بن المسيب بجواز ضرب اليتيم للأدب ، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها : 24777 ، 37091 ، 34860 ، 53765 ، 61344 ، 22128 ، 15991 .

والله أعلم .