عنوان الفتوى : الامتناع عن الفراش وإثقال كاهل الزوج بالكماليات
الحمد لله كما أمر والصلاة والسلام على سيد الخلق والبشر وبعد:أنا متزوج منذ 21 عاماً ولي 8 أبناء، ولقد عانيت الكثير من الكد والتعب حتى استطعت توفير مسكن لا بأس به يليق بزوجتي وأبنائي، وإنني دوماُ أحمد الله على كل حال وأنظر إلى من أهم أقل مني ولا أنظر إلى أصحاب القصور والترف والبذخ، صحيح أنني أردد عبارة لا عيش إلا عيش الآخرة ولكن دون أن أهمل متطلبات الدنيا التي تعين على العمل للآخرة، فحياتي مستورة وأقوم بتوفير كل ما يلزم بيتي من غذاء وكساء دون أن أكلف زوجتي أو أبنائي بشيء غير العمل داخل البيت وتربية الأبناء، حيث إنني موظف وليس لدي تجارة أو زراعة أو مواش، إلا أن زوجتي دوماً تنظر إلى أصحاب القصور وتطلب مني توفير حاجيات ليست مهمة، فلديها ثلاجة وغسالة وأدوات كهربائية جديدة من الشركة وبيت مرموق، فطلبت مني مؤخراً منظراً يوضع كديكور في سقف صالة الضيوف رغم وجود كنبات جديدة وثريات وبرادي وأشياء أخرى للزينة، وعندما قضيت لها العذر بسبب ضائقة مادية ألمت بي هذه السنة وقلت لها إن شاء الله سأفعل ذلك في العام القادم، غير أنها صارت تكابر وتعاند وتثير المشاكل في البيت مدعية أنها ستدفع ثمن هذا المنظر من مالها، وكثيراً ما تفعل ذلك وكونها أم أطفالي وبنت خالتي وأحبها، وجدت حياتي قد ملئت بالتعب والنكد المتواصل خاصة أمام أطفالي الصغار، ورغم وجود بعض أبنائي في الجامعات وهم بحاجة إلى الكثير من المصاريف، ولقد اصطحبت زوجتي إلى الحج قبل ثلاثة أعوام لعلها تغير هذا السلوك، وهي كثيراُ ما تربط نومها في فراشي بجلب ما تطلب، فما رأيكم فيما تفعله زوجتي، وهل على الزوج أن يوفر كل ما تطلبه الزوجة حتى لو كانت مناظر تعلق على واجهات المنزل، وهل يحق لها الامتناع عن المعاشرة الزوجية رغم أنني أريدها في كل ليلة، ورغم أنني شاب مسلم ملتزم وأشرح لها الأمور الشرعية إلا أنها لا تصدق مدعية أنني لا أقول إلا ما يوافق رغباتي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لزوجتك أن تمتنع من فراشك متى دعوتها إلى ذلك وليس لها أن تشترط عليك في ذلك إلا إذا كان في كثرة إتيانها ضرر عليها فلها أن تمتنع وقد بينا ذلك مفصلا في الفتويين: 40995 ، 68692 .
ولا ينبغي أن تثقل كاهلك بطلب الكماليات إن كنت لا تستطيعها ولا يجب عليك توفيرها، وإذا شاءت هي أن تدفع ثمن ما تريد من مالها الخاص فلا حرج عليها ولا عليك في ذلك، بل هو من التعاون وحسن المعاشرة، ولكن ينبغي أن يكون ذلك منها بأسلوب حسن لا استصغار فيه لك ولا إحراج ، وللفائدة انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية : 32165 ، 49823 ، 48166 .
والله أعلم .