عنوان الفتوى : الأمر بإلقاء موسى في البحر وذبح إسماعيل هل كان وحيا
هل قذف أم موسى لموسى في اليم هو ثمرة التوكل على الله أم هو وحي من عند الله؟وكذلك تصديق إبراهيم للرؤيا وموافقة ابنه إسماعيل على ذبحه، هل هذا كله ثمرة التوكل على الله أم هو وحي من عند الله؟ومامعنى التوكل على الله؟وجزاكم الله عني خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إلقاء أم موسى له في البحر كان وحيا من الله تعالى بنص القرآن الكريم حيث قال الله تعالى: إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ { طه:38-39 }، فالقرآن الكريم صريح بأن ذلك كان بوحي من الله تعالى، ولكن أهل العلم اختلفوا في نوعية هذا الوحي، فقيل ألهمها ذلك وقيل كانت رؤيا في النوم وقيل وحي كوحي الأنبياء، قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: قيل أوحينا ألهمنا وقيل أوحي إليها في النوم، وقال ابن عباس أوحى إليها كما أوحي إلى النبيين، وأما أمر إبراهيم بذبح ابنه عليهما السلام فكان بوحي من الله تعالى للابتلاء والامتحان، فقد جاءه الوحي في المنام بالأمر بذبح ابنه كما صرح بذلك القرآن الكريم: قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى {الصافات:102} وإسماعيل علم أن ذلك أمر من الله تعالى وأن رؤيا الأنبياء وحي، فأجابه بقوله: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ { الصافات:102 }، وعلى هذا فكلا الأمرين كان وحيا من الله تعالى ولحكم ظاهرة ذكرها القرآن الكريم في حديثه عن القصتين، وللمزيد من الفائدة عن قصة ذبح إسماعيل نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 30302 . وحصول الأمرين لا يتنافى مع التوكل الذي هو قوة الاعتماد على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب بل لا بد لتنفيذهما من الاعتماد على الله والتوكل عليه، وقد سبق بيان معنى التوكل وأنواعه في الفتويين: 18784 / 20101 ، نرجو أن تطلع عليهما للمزيد من التفصيل والفائدة وأقوال أهل العلم.
والله أعلم.