عنوان الفتوى : العلاج المشروع لمن أصابه سحر
لدي بنت عمرها 19 سنة، مقيمة في فرنسا أصيبت بالسحر.. فهي تقول إنها خرجت ذات يوم للتسوق وبينما هي قرب محل إذا هي تسمع صوتا يناديها باسمها،عندما التفتت إليه فإذا هو برجل لباسه أسود وحواجبه كثيفة جداً وكبيرة ولديه شارب كبير، قال لها أنت لديك مشاكل مع عائلتك وعلاقتك مع أختك سيئة -وهذا صحيح- قال لها اعطيني نقوداً وأنا أحل مشكلتك، قالت له ليس معي نقود وأنا لا أعرفك فكيف تعرف كل هذا، قال لها أنت تكذبين أنت معك نقود، قالت نظر في عيني فإذا أنا في طريق ليس فيه سوى أنا وهو، قال أرني محفظة نقودك، أعطته المحفظة أخذ بعض النقود منها ووضع لها هناك تميمة، رد إليه المحفظة وقال لها لا تخبري أحداً وإن فعلت سأذبحك -انتهى- كل هذا قاله بالعربية والغريب أن المصابة لا تتكلم العربية وإنما الفرنسية -رغم أن الأصل عربي ـ ولكنها هذه المرة فهمت كل شيء -سبحان الله- عندما دخلت البيت بدأت تصرخ وتقول إنها تراه وعندما استفسر أهل دارها عما ترى أخبرتهم بما حصل، أخرجت أختها التميمة فقامت بحرقها، ذهبت بها إلى شيخ وقال لها إنها مسحورة والقرآن هو الدواء، قرأ عليها القرآن لمدة 5 ساعات، وقال لها استمري برقيتها في البيت بالقرآن يقرأ على الماء ويشرب، لأنه هو لديه الكثير من المرضى ويسكن بعيدا عن منطقة سكن المصابة، والمرقون حسب الشريعة قليلون... والآن هي تعالج في البيت ولكن اهتمامهم بالدين قليل ويجهلون الكثير من الأحكام، فيضيعون الصلوات، فالمصابة لا تصلي وتقول إن الكل يهتم بعمله، ومستقبله الدنيوي... تقول إنها محتاجة لمن يأخذ بيدها ـبسبب إصابتها فإنها ترى تارة في خيالها الشيخ الذى رقاها أنه يأمرها بأمور دينية لم تكن تعرفها- مثلا "الشرب 3 مرات من الكأس، وأيضا قالت لي بأنه قال لها: أمك أمك أمك ثم أبوك، ولكنها تارة ترى الرجل الغريب يخوفها ويقول لها بأن ليس هناك إله وهي تريد أن تصلي الآن، ولكن يمنعها وتتخيل امرأة لا تتركها تأكل ولا تنام، تقول إنها عندما تغمض عينيها ترى جنيا أبيض وأحمر، تقول إنها تذكر كل شيء إلا ما بعد إصابتها، تقول إن شيئا حصل ولا أدري ما هو، فالآن مجرد ما تغير المكان تنسى كل ما قبله،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا علم لنا بتفسير وتحليل ما يحصل لبنت عمك، إلا أنا ننصحها بالحفاظ على الصلاة والإكثار من ذكر الله تعالى بالأذكار المأثورة صباحاً ومساء، وعند الدخول والخروج والإكثار من التعوذ كلما رأت شيئاً تكرهه، ويشرع لها أن ترقي نفسها بالرقى الشرعية أو تراجع من يمكنه رقيتها من المعروفين بالنجاح في الرقية من أهل الاعتقاد الصحيح واتباع السنة، وعليها بالبعد عن المشعوذين والدجالين.
وأما اللباس الذي كانت تلبسه فلا حرج في لبسه إن لم يكن فيه محظور شرعي، فلو كان شفافاً أو قصيراً لا يستر العورة فلا يجوز الظهور به أمام من لا يجوز له نظر العورة، ويجوز لبسه في البيت أمام الزوج أو تحت ثياب ساترة عند الخروج، وقد سبق أن بينا فتاوى في خطورة ترك الصلاة وعلاج السحر والكرب وبعض ما في ذلك من الأدعية، وحدود عورة المرأة في عدة فتاوى فراجعي منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75668، 57129، 70670، 20343، 4310، 33860، 284، 50794، 7254.
والله أعلم.