أرشيف المقالات

في البيت. . .

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
للأستاذ عبد الرحمن صدقي أيا غرفةً مرموقةً لِصْقَ غرفتي ...
مطفَّأة الأنوار رَهْناً بظلمةِ أرى بابَك المطروقَ أمسى موصَّداً ...
ومخدعُ زوجي أنتِ، بل أنت جنّتي فأدعو بزوجي وهى جدُّ سميعةٍ ...
لأمري، ولكن الصدى رَجْعُ دعوتي لقد كنتِ يا زوجي لدى الصبح موقظي ...
وكنتِ حسيبي في خروجي وأوبتي فما ليَ لا ألقاك يومي وليلتي ...
وبابُك من بابي على قيد خطوة أرى من خلال السجف نوراً مُشَعْشَعاً ...
من الشمس، لكن لا أرى شمس مهجتي وأسمع للأطيار تزقو كما زَقَتْ ...
وللوُرق تُزجي سجعةً بعد سجعة فأين فتاتُ الخبز تُلقينه لها ...
فيَنْقُرن منها حبَّةً إثر حبّة عرفن أوانَ الأكل فهي كعهدها ...
تراَءى صفوفاً فوق سورٍ وأيكة تَألَّفْتهِا يا إلفَ قلبي وأنسّه ...
فماليَ في هذا الحِمَى نَهْبَ وحشة! ألا تسأليني كيف أصبحتُ؟ في الضحى ...
وتَرْجين لي طيبَ الكرى في العشية عَهِدْتُك لا ألقاكِ حتى تَزَيَّني ...
أَلمْ تفرغي لي من حُلِيٍ وزينة شريكةَ عيشي، أسفر الصبحُ فاطلعي ...
أَعِدّي فَطوري وانتقي ليَ حُلَّتي مكانك خالٍ في الخوان فأقبلي ...
فيهَنا طعامي من حديث وطلعة وإني لغادٍ للخروج كعادتي ...
فأين ودَاعي بالوصيد وقُبلتي أغضْبًي بلا ذنب وفي غير مَغضبٍ ...
وأنت الرضى والصفح عن كل زلة وكنتُ أعزَّ الناس عندك برهةً ...
أهنْتُ عليك اليومَ من بعد عزةّ؟ معاذ الهوى! ما إن صمدتِ لجفوةٍ ...
ولكنه حكمُ القضاء المشَّتت نَأى بك عني للمنية غائلٌ ...
ولولا المنايا ما سكنتِ لفرقتي فأعدمني بيتي وعيشي وجنتي ...
وكانت هنا في غرفة لِصق غرفتي أمرُّ فأزوي الطرفَ عنها تألماً ...
وكان إليها ما مررت تَلَفُّتي ويفجؤني أن يفتحَ الباب فاتحٌ ...
كأنْ كشف اللحَّادُ عن جوف حفرة أطامن صوتي - إن همست - محاذراً ...
وأحبس أنفاسي وأخلس مش وما بي حذارٌ أن أنبَّه هاجعاً ...
ويا ليت يصحو الميْتُ من بعد هجعة ولكن مزيجٌ تارةً من تهيب ...
وخوف، وطوراً من خشوع وحرمة وولله لا أدري أتفكير عاقلٍ ...
أفكر؟ أم هذي سمادير جُنةً

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢