عنوان الفتوى : حكم تأخير الصلاة بسبب رعي الغنم
هل يجوز تأخير وقت الصلاة إذا كنت أرعى الغنم وأعرف أنني إذا أقمت الصلاة و تركتها ستذهب إلى الأراضي المجاورة ؟ أعانكم الله وجزاكم الله عني كل خير .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها أو يضيعها، قال تعالى : فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4ـ 5 } وقال تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59 }، فالواجب على المسلم المحافظة على الصلاة والعناية بها، ومن ذلك أداؤها في وقتها المحدد شرعا ، فإذا كان فعل الصلاة في وقتها المختار الذي هو الوقت المفضل لها سيترتب عليه تفلت الغنم ووقوعها في مزرعة مثلا لغيرك وتترتب على ذلك مفسدة معتبرة شرعا فهذا عذر مبيح لتأخير الصلاة عن وقتها المختار إلى الوقت الضروري الذي لا يجوز تأخير الصلاة إليه إلا لأصحاب الضرورات ، وراجع الفتوى رقم : 46484 ، ولمعرفة الفرق بين الوقت الضروري والمختار لكل من الصلوات الخمس راجع الفتوى رقم : 40996 ، إضافة إلى الفتاوى المربوطة بها .
فإذا كان رعي الغنم المذكورة سيترتب عليه تفويت وقت الصلاة بأدائها بعد خروج وقتها فلا يجوز لك البقاء في هذه المهنة، ولا خير في عمل يشغل عن الصلاة، ومن اتقى الله تعالى جعل له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، وما عند الله تعالى لا ينال إلا بطاعته، فقد قال صلى الله عليه وسلم : إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته . أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير .
والله أعلم .