عنوان الفتوى : المرتدون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سمعت أحد الأشخاص يقول إن عدد من ارتد من الصحابة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم كان مائة وخمسين ألف صحابي أي ما يعادل ثلاثة أرباع عدد الصحابة كلهم ولقد كذبت هذا الكلام فهل هناك أرقام تقريبية عن عدد من ارتدوا وعن العدد الإجمالي للصحابة وهل نقول إن المرتدين كانوا من االصحابة ؟ وجزاكم الله خيرا .

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا القول غير صحيح لأن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا محصورين بعدد معين معروف ، وأكثر من ارتد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من الأعراب ومن القبائل وأهل القرى الذين لم يصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتربوا على يديه ، وإنما وفد عليه سادتهم وشيوخهم فبايعوه وأعلنوا إسلامهم وإسلام قومهم بين يديه ، وبعض هؤلاء لم يكن مرتدا عن الإسلام بالكلية, وإنما أعلن العصيان على الخليفة أبي بكر رضي الله عنه ورفض دفع الزكاة المفروضة ، وقد رجع الجميع إلى الإسلام وإلى طاعة الخليفة وأداء الزكاة . 

وبذلك يرجع شرف الصحبة لمن كان منهم قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم, ولا يترتب على ردته سلب عدالته ما دام قد رجع مؤمنا هذا هو الراجح من قولي أهل العلم في من ارتد بعد الصحبة . 

وأما العدد المذكور فغير صحيح قطعا لأن من عد الصحابة إجمالا لم يصل بجميعهم إلى هذا العدد ، ولكن لا يمكننا تحديد من ارتد منهم لأننا لم نقف على من عده, ولأنه لا يترتب عليه حكم ولا ينبني عليه عمل ، فالله تعالى حفظ دينه وكتابه بالسواد الأعظم من الصحابة الذين ظلوا متمسكين بدينهم ويجاهدون في سبيل الله حتى نشروه في أنحاء المعمورة ، ونرجو الاطلاع على الفتوى رقم : 29901 ، للمزيد من الفائدة . 

والله أعلم .