عنوان الفتوى : حق الوالد عظيم وإن ظلم ولده
أبي رجل ظالم ولا أعرف كيف أتصرف معه، لقد تركنا منذ حوالي 3 سنوات وذهب من البيت ثم بعد ذلك عاد مرة أخرى وفي كل مرة يأتي لعمل المشاكل، وأنا الآن لا أريد أن أدخله البيت، وهو رجل ظالم جداً جداً، فهل أمنعه من دخول البيت أم ماذا أفعل، وما حكم الدين لو منعته أنا، ولا أعرف كيف أتفاهم معه هل في هذه الحالة أكون عاقاً أم ماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي وفقك الله لنيل رضاه، أن حق والدك عليك عظيم، وأن المسلم حين يطيع والديه إنما يقصد أولاً من ذلك أن يكسب الأجر من الله تعالى، وأن ينال رضا الله سبحانه، ويفوز بحسن الجزاء فإن كنت ترغب في رضا ربك فاحذر أن يمكر بك الشيطان الذي يريد أن يحرمك الخير ويسد عليك بابا من أبواب الجنة، فإن الأب أوسط أبواب الجنة، ففي سنن الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالد, وسخط الرب في سخط الوالد. وفي الترمذي أيضاً من حديث أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه.
والأب حقه عظيم وإن ظلمك أو قصر في التواصل معك، أو لمست منه جفاء في التعامل معك، ولذا فاحذر أخي الكريم أن تصد والدك عن زيارتك، بل عليك أن تفتح له بيتك، وتكرمه عند حضوره، وتتصل به وتزوره عند غيابه، وإن كان في زيارته لك ظلم يقع عليك أو على أهلك فيمكن أن تحول بين والدك وبين الظلم، لا بينه وبين الزيارة، وعموماً فحسن التعامل ولطف المعاشرة ولين الكلمة تؤثر في الحجارة كما يقال، فكيف بمن بينك وبينه صلة هي من أعظم الصلات.
فمنعك له عقوق ولا شك، إلا أن يترتب على زيارته ظلم لا يحتمل، ولا يندفع ذلك الظلم إلا بمنعه من دخول البيت، فلا حرج في هذه الحالة في منعه، وهذا أمر مستبعد جداً ثم إن هذا كله فيما إذا كنت أنت المالك للبيت، أما إذا كان هو المالك له فلا يحق لك أن تحول بيه وبين دخول بيته بحال من الأحوال.
والله أعلم.