عنوان الفتوى : كل شيء يجري في الكون بقضاء الله تعالى وقدره
ابني عمل حادث سيارة وكان الحق عليه، فهو مسرع والحمد لله لم يصب بأي أذى إلا أن السيارة تهشمت، سؤالي هو: هل هذا الحادث هو ما نقول عنه قضاء وقدر أم لا باعتباره هو مسبب الحادث بسبب السرعة؟ ولكم كل الشكر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كل ما يجري في هذا الكون وما يقع فيه من صغيرة أو كبيرة هو بقضاء الله تعالى وقدره وعلمه وإرادته، كما قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر:49}، وقال تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا {الفرقان:2}، وكون الشخص متسبباً في عمل ما لا يخرج ذلك العمل عن قدر الله تعالى، ولهذا فإن ما جرى لابنك هو من قضاء الله تعالى وقدره، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على مباشرة الأسباب والأخذ بالحيطة والحرص على ما ينفع المسلم، فإذا لم تعط هذه الأمور نتائجها فلنعلم أن الله تعالى لم يقدر ذلك الشيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل... الحديث رواه مسلم وغيره.
والحاصل أن كل حركة وسكون وكل ما يجري في هذا الكون هو بقضاء الله تعالى وقدره، ولتعريف القضاء والقدر ومعرفة مراتبه.... وما ينبغي أن يكون عليه المؤمن إذا أصابه مكروه نرجو أن تطلعي على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20434، 67357، 32418، 35549.
والله أعلم.