عنوان الفتوى : حكم رفض الزوجة السفر مع زوجها وعصيان أوامره
تزوجت منذ أربع سنوات من فتاة عربية مسلمة من غير بلدي وأخبرتها قبل الزواج أنني أنوي العودة للعيش في بلدي بعد عدة سنوات وكانت الإجابة بأنهم يؤمنون أن المرأة عندهم تتبع زوجها أينما ذهب , تم الزواج وما هي إلا أسابيع بعد زواجنا حتى بدأت المشاكل بيننا بسبب تدخل أختها وأخيها اللذين يعيشان بنفس المدينة معنا في أمريكا, والله الذي لا إله إلا هو أنه لم يحصل خلاف أبداً بيننا لخطأ عملته أنا أو فعل قامت به هي ولكن كلما أرادت أختها أو أخوها التسوق أو الذهاب للمطعم فإننا يجب أن نرافقهما أو على الأقل أن ترافقهم زوجتي, حتى أنني وصلت إلى مرحلة أصبحت أكره فيها الرد على الهاتف لعلمي المسبق أن المتصل سيكون أخت زوجتي أو أخاها, قبل أربعة أشهر كان يجب علي أن أذهب لزيارة أهلي لحضور زواج أختي ومن بعدها زواج أخي وبعد أن حجزت تذاكر السفر رفضت زوجتي السفر معي بدعوى أن أختها ستضع مولودها فأخبرتها بأننا سننتظر حتى يتم ذلك ومن بعدها سنسافر وافقت في البداية ومن ثم غيرت رأيها , اضطررت للسفر لوحدي ويعلم الله كم عانيت نفسياً لعدم وجودها معي, قبل سفري تَركَت زوجتي البيت وبدون إذني ولمدت 14 يوماً في رمضان وذهبت لبيت أختها علماً بأني أعاني من آلام في المعدة وهي تعرف ذلك, بقيت تلك الفترة لوحدي وقبل سفري تركت لها مبلغا من المال وأخبرتني بالهاتف أنني عند عودتي من السفر سأجدها في البيت وبعد أن عدت لم أجدها وتفاجأت بأنها قد أخذت كل ما يخصها من ملابس وأثاث وأدوات مطبخ كانت قد اشترتها سواء من مالي أو منها وقد ساعدها في ذلك أهلها من أخ ووالد وزوج أخت, حاولت إصلاح الأمر بعد عودتي بنفسي ولكنني ووجهت بالصدود وكانت إجابتهم جميعاً أن زوجتي قد أخذت وقتها طوال هذه المدة وفكرت ووجدت أننا لا يمكن أن نستمر بالعيش معاً, طلبت من إمام المسجد وإخوة آخرين التدخل من باب إرسال حكماً من أهلي وحكماً من أهلها ولكن الرد كان بالرفض وطلب الطلاق حجتهم في ذلك أنني عصبي المزاج وكلما طلبت مني زوجتي زيارت أختها أرفض مع اعتراف الزوجة أنه لا يوجد أي سبب ديني أو خُلقي يعيبني, الوالد والأخ والأخت ووالدتها كلهم يطلبون الطلاق مع نعتي بكل الصفات التي تشير إلى أنني سريع الغضب وصعب التعامل معي والوحيد الذي لم يكل كثير الاتهامات كانت زوجتي , أخت زوجتي وأخوها أصبحا يبرران كثرة اتصالهما بها وأخذهما لها للتسوق أو للمطاعم لأنني لا أُنفق عليها ووالله الذي لا إله إلا هو إن هذا الكلام غير صحيح وعندما طلبت من زوجتي أن تقسم على كتاب الله لصحة هذا الكلام رفضت, الآن بدءوا يسألون إمام المسجد بأن أطلق زوجتي وإلا فإنهم سيلجأون للخلع لأنني رفضت أن أطلق زوجتي ووعدتها أن القادم من حياتنا سيكون أفضل مما كان بشرط أن تعينني هي على ذلك, فأنا إنسان مستقل وأحب أن أعيش حياتي دون تأثير الغير مهما كان , الحمد لله فأنا إنسان ملتزم وأعرف الله وأتقيه , حياتي منقسمة بين عملي وبيتي , زوجتي أصبحت تضع الأعذار والعراقيل حتى تطلب التفريق فهي تقول أحياناً إنها لن تقدر على العيش معي في بلدي وذلك لعلمها أنني سأعود لهناك قريباً وعندما سألتها وبحضور والديها ما الذي طلبت مني ولم أُلب قالت: أريد أن أتعلم السواقة وشراء سيارة وأنت رفضت. هي الآن خارج البيت لأربعة أشهر وما زال الجميع مصرين على الطلاق وإلا الخلع على الرغم من تأكيدي لإمام المسجد ووعدي بأن أعمل جهدي أن أكون زوجاً أفضل مما كنت مع أنني والله كنت وما زلت أتقي الله فيها ومهما كان يحصل بيننا لم أتفوه عليها بكلمة بذيئة أو مسبة أو بالضرب. ماذا علي أن أفعل لإبقاء هذا البيت المسلم ولمقاومة كيد شياطين الإنس والجن أفيدوني بارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعلته هذا المرأة من عصيان زوجها ورفضها السفر معه، وخروجها من منزله بدون إذنه، ورفضها العودة بعد رجوعه من سفره كل ذلك لا يجوز، فعلى هذه المرأة أن تتقي الله تعالى وتحذر من النشوز عن طاعة زوجها، وقد بينا في فتاوى سابقة حرمة عصيان الزوجة لزوجها، وأنه يجب عليها طاعته في ما ليس فيه معصية لله تعالى، ويمكن مراجعة الفتاوى التالية برقم:1780، ورقم: 9218.
وننصحك أخي الكريم أن تصبر عليها وتعظها، فإن لم ينفع ذلك فتزوج بغيرها وطلقها إن شئت، أو أبقها حتى تطلب الخلع.
والله أعلم.