عنوان الفتوى : الاختلاط فرصة الشيطان الذهبية
أنا إنسانة ملتزمة بحمد الله بالخلق الطيب والدين الوسط ولكن أنا أمرأة متعلمة ومثقفة وطبيعة عملي أنني أعمل في بعض الأحيان مع رجال وفق الضوابط الشرعية ولكن ابتليت لأنني امرأة متزوجة ولدي أبناء وكنت سوف أنفصل عن زوجي لعدة أسباب فيه.. تعرفت على رجل ولكن في ضمن إطار العمل ولم يحدث شيء بيننا سوى العمل ، ولكن أعجبت بشخصيته ولكن قد تملك حبه في قلبي وأحس أنه أيضا ولكن دون كلام أو شيء يوحي بالحب لأن كلينا محترم ولا نرضى بالزلل أو الخطأ وأنا أعاني الآن من أنه دائما في خيالي وأستغفر وأدعوا الله أن يبعد عني البلاء دائما لأني أخاف الله جدا وأعرف واجباتي جيدا أمام الله وإلى الآن أعاني ولكن دائما ألجأ إلى الذكر أو القرآن ، ولكن هل أأثم بذلك التخيل أو تذكر الأمر مع أني أجاهد نفسي كثيرا ولكنه الحب وعلى الرغم من أنه ليس سبب مشاكلي مع زوجي ؟ وسؤال آخر: هل يجوز أن أبقى مع زوجي واستمر في الحياة معه فقط بسبب الأولاد حتى أنني لا أرغب في معاشرته ولكن أريد رضا الله عني وهذا حقه فأرغم نفسي وأستغفر ولكن بقائي معه فقط لأبنائي وأريد أن أساعده فقط لأنه أخي في الدين وليس لأنه زوجي وأن أدعو الله أن يحسن علاقتي به وأن أنظر له دائما بالخير ولكن قلبي وعقلي وكياني لا يريد أن أكمل ولكن لا أستطيع الطلاق بسبب أبنائي وهذا هو سبب بقائي معه فهل يجوز ذلك ؟ وأقول إذا لم يتحسن وتتحسن العلاقة بيننا ويكبر الأبناء سوف أتطلق حينئذ فهل يجوز أيضا هذه النية ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تكلم العلماء والمصلحون والدعاة عن خطر الاختلاط ومضاره ومفاسده ، وبينوا أن الله عز وجل خلق الإنسان وخلق فيه غرائز وميولا تدفع الذكور للإناث والعكس ، وما حدث للأخت الكريمة مع كونها متدينة دليل على أن الإنسان لا يمكن أن يدعي أنه سيصون نفسه عن الفتن الكائنة عند وجود الاختلاط مهما كان دينه ، فإن جو الاختلاط جو يسمح بتبادل الكلمات والنظرات والبسمات ، وفي تلك الأجواء يجد الشيطان فرصته ليقذف سهامه المسمومة إلى القلوب المريضة ، ولذا فإنا نوصيك بتقوى الله تعالى واجتناب مواطن الاختلاط قدر الطاقة ، فإن اضطررت فعليك أن تقتصري من ذلك على ما تدعو إليه الحاجة ، مع الستر التام والأدب والحشمة ، واجتنبي التفكير في هذا الرجل ، وكلما خطر لك خاطر فاستعيذي بالله تعالى ، واصرفي ذهنك إلى التفكير في ما ينفع ، وقومي بحق زوجك وتجملي له وأحسني إليه ، وأبعدي عنك الرغبة في الطلاق منه إذا كبر الأولاد أو قبل أن يكبروا ، واعلمي أن حقه عليك عظيم ، ويجوز لك البقاء مع زوجك وإن قلَّت رغبتك فيه وإن كان ذلك بسبب تربية الأولاد ، علماً بأنه يجب عليك القيام بحقه وطاعته إذا طلبك وأن لا تمنعي نفسك منه .
والله أعلم .