عنوان الفتوى : لا يقطع الأخ إخوانه وإن قطعوه
أخي الكريم: أسأل الله تعالى أن أجد لديكم الرد الشافي لي من الإخوة اثنان وأنا الوسط ومن الأخوات أربع طول عمري وأنا أتبع سياسة الله تعالى ورسوله وهي ادفع بالتي هي أحسن. يشهد الله تعالى العلي العظيم أني لم أقصر عنهم بشيء من أخوة ومن مال إن كان ذكرا أو أنثى إلا أنني لم ألق منهم منذ عشر سنوات إلا الجفاء وكرههم لعائلتي. الوحيد المثقف والمتعلم هو أنا الحمد لله ملتزم و حاج وأسأل الله تعالى أن يتقبلني عنده أساءوا لي جميعا معنويا وفعليا، أفعال وأقوال يشيب لها رأس الطفل أنا في نظر الناس طيب ومحترم وفي نظر أهلي أني أهبل وعلى نياتي. الإخوة الذين هم من دون عمري حتى بعشر سنين يسيئون لي أيضا علما أني تركت لهم الدور والأرض وتركت لهم الجمل بما حمل كلما أرادوا قطع الإخوة بيننا أقوم وأرخي الحبل. أساءوا لي في عائلتي وأولادي المشكلة أنهم يسيئون لي دون مبالاة وأنا أحافظ على مشاعر حتى أولادهم الصغار ما العمل ، الأمراض توالت علي من شدة التفكير الجميع يحبني إلا هم أنا أحمل شهادة بكالوريوس وشهادة ماجستير وأحضر لنيل شهادة الدكتوراه في إحدى التخصصات العلمية الله ورسوله يعلم أنه بقدر إساءتهم لي أنا احسن لهم ولأولادهم هل هي غيرة ؟؟؟ لا والله إنه كره. أنا أشاهد أولادهم فأقبلهم ولكني لم أشاهد احدهم قام و قبل أحدا من أولادي علما أن عائلتي من الطبع الذين يجلسون في البيت دوما لأنهم يعرفون مدى الكره أساءوا لي في شرفي و شرف أولادي. هل تتصور بان يسلم العم على ابنة أخته و يترك ابنة أخيه في جوارها ؟ هل يعقل أن يوصل ابنة أخته إلى المدرسة ويترك ابنة أخيه تحت المطر؟ هل يعقل إذا مرض أي أحد من أولاد الأخوات أن يتم التزاور بينهم و ابني دخل المستشفى لم يسأل عنه أحد ؟ و هناك الكثير الكثير أعزم وأصمم بأن أقطع الود و لكن عندما أرى الدموع في عين والدتي أقلع عن ذلك أقسم بالله العظيم أن والدتي لا تسألني عن صحتي وأخباري بحضور أحد الإخوة أو الأخوات خوفا منهم وعندما ألتقي بها منفردا تبكي و تبكي تمنيت في رمضان الموت لي ولعائلتي لم أعد أستطيع الكتابة أكثر من ذلك. ولكم جزيل الشكر. أستودعكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي الكريم أن ما تقوم به هو الخير والصواب، وما يقوم به إخوانك هو القطيعة، وفي الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال: " لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك. أي: فكأنما تطعمهم الرماد الحار.
وأنت راجع بالخير والثواب، وهم راجعون بالإثم والعقاب، فلماذا تحزن وأنت بعملك هذا ترضي ربك وتطيع أمك، وأي شيء أحسن من هذا، فدم على ما أنت عليه من الخير، وقم بنصحهم وتذكيرهم بالله تعالى، وبفضل صلة الرحم وحسن الخلق وحب الخير للغير، فلعل الله تعالى يكتب هدايتهم على يديك . وأما قطعك العلاقة بهم فإنها ستقطع عنك الخير الذي تحصل عليه من جهتين:
الجهة الأولى: صلة الرحم التي تقوم بها .
الجهة الثانية : صبرك على جفائهم وقطيعتهم. وفقك الله لكل خير، وأصلح لك إخوانك.
والله أعلم.