عنوان الفتوى : طلب الرجوع إلى الزوج السابق هل هو ظلم للثانية

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

شيوخي الأفاضل: أنا سيدة من الجزائر أريد طرح مشكلتي وأرجو أن ترشدوني إلى الطريق الذي يرضاه الله، أنا كنت متزوجة وهذا لمدة 5 سنوات شاءت الأقدار أن لا أرزق بالأولاد وكان هذا سببا في ضغط أهل زوجي عليه من أجل الطلاق ولأن زوجي كان يمر بضغوطات كبيرة وخاصة أنه الولد الوحيد لدى عائلته، طلقني وكانت الفرقة بيني وبينه رغم أن هذا الأمر لم يكن ليحدث لولا ضغط الأهل عليه، المهم هو كان في حالة عدم اتزان من كثرة المشاكل ولقد طلقني وهذا منذ أكثر من 2 سنة، لقد تعذبت لأجل هذا الطلاق ولأنه كان ظلما في حقي لأنني لم أعمل ولم أقترف ما ألام عليه، فلقد كنت الزوجة المخلصة الطائعة لزوجها حافظة لعرضه وماله، ولقد اشتركنا في العمل معا وكون نفسه معي وأنعم الله عليه بفضلي كثيرا، ولكن كان جزائي هو الطلاق ولقد خرجت من هذا الزواج بلا شيء وأنا اعتبرته ظلما في حقي لأنني لم أكن سوى الزوجة الصالحة، كنت أقوم بكل واجباتي على أكمل وجه، ما كانوا يلومونني عليه لم يكن لي يد فيه فالأولاد بيد الله يرزق من يشاء ويحرم من يشاء ولهذا اعتبرت أنني ظلمت ظلما كبيرا، كان متعسفا في طلبه الطلاق.ورغم كل هذا كنت أجد له العذر في هذا وهو ضغط الأهل عليه وأمه كانت إنسانة جاهلة بمعنى الكلمة، المهم بعد مرور أكثر من سنتين على طلاقنا شاء القدر أن ألتقي به صدفة في الطريق وكانت معي ابنة عمتي حينما رآني لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يكلمني طلب مني الحديث فالأول لم أرض لأني قلت له إن ما كان يربطنا انتهى وهو غريب بالنسبة لي، لكنه أصر على أن يحدثني وافقت لأنني أعتبر ما وقع بيننا من فرقة لم يكن هو السبب المباشر له، المهم تحدثت إليه وهو كان نادما على ما قام به في حقي ولقد قال بأن الله جازاه على فعله، ولقد خسر كل ما بنيناه معا عمله وماله وصحته فلقد تعرض لحادث رهيب كاد أن يفقد فيه حياته، هو اعتبر ما حدث له نتيجة ظلمه لي، وهو يقول إنه لم ينسني يوما ولن ولم يجد راحته بعد طلاقنا، وهو يقول أيضا إنه كان مخطأ في عمله، أخي الفاضل أنا كنت دائما على يقين بأنه سيأتي هذا اليوم الذي يندم فيه على فعله لأنه لم يجد مني سوى طيبا ومن عائلتي أيضا كنت متأكدة من أن ضميره سيحيى يوما لأن بداخله إنسانا طيبا ومؤمنا، المشكلة سيدي أنه يقول هو يدعو الله ليل نهار أن يكتب لنا الرجوع والعيش معا، ولكن هو وبعد طلاقي تزوج بأخرى ولقد رزق بطفلة ولكنه لم يجد الراحة والسعادة، ويقول إنه لم ولن يجدها سوى معي، أخي الفاضل أنا لا أخفيكم أنني أريد الرجوع إليه لأنني لم أنسه يوما، ولكن حينما أفكر بأنه متزوج أرجع وأفكر ملياً أنا لا أريد أن أظلم زوجته كما ظلمني، هو يقول بأنه إن أكرمه الله فيكون عادلا ويستطيع أن يوفق بيننا، ولكن الميل والقلب لا يستطيع أن يتحكم به فقلبه معي. أخي الفاضل سؤالي هو: هل إن رجعت إليه وطلبت هذا أكون اقترفت جرما في حق زوجته، وهل موافقة زوجته لازمة في هذا الأمر، أنا أعلم نفسي ولقد تقدم لي الكثير للزواج، ولكنني لم أستطع الموافقة لأن قلبي مع زوجي السابق، أنا لم أعتبر نفسي يوما مطلقة منه لأنني أعرف أن هذا الطلاق كان تحت الضغط، أنا في حيرة من أمري ولا أجد مخرجا لهذا، فهل من نصيحة تقدمونها لي، هو يقول لي أن أدعو الله وهو يدعو الله كي يجمع شملنا ثانية ونترك الأمر لله، أرجو أن تفيدوني أفادكم الله؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله عز وجل إن علم أن في رجوعك لهذا الرجل خيراً لك في دينك ودنياك أن يقدر وييسر لك الرجوع إليه، وعليك باستخارته سبحانه في هذا الأمر، وأما بشأن سؤالك فنقول:

إن رجوعك إلى زوجك السابق وطلبك الرجوع إليه ليس فيه ظلم لزوجته، ولا يلزم موافقتها في هذا الأمر، فما دام الزوج قادراً على النفقة والعدل بينك وبينها فله أن يجمع بينكما، ومن المعلوم أنه نادراً ما ترضى المرأة بأن يتزوج عليها زوجها بأخرى، لذلك فلا عبرة برضاها من عدمه، وتقدم في الفتوى رقم: 18444.

وبالنسبة للميل القلبي فلا يؤاخذ عليه الزوج ما دام عادلاً في النفقة والمبيت والحقوق وسبق في الفتوى رقم: 32923.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: اللهم هذا قسمي في ما أملك، فلا تلمني في ما تملك ولا أملك. رواه أبو داود، وقال: يعني القلب.

واعلمي أن الرجل لا يزال أجنبياً عنك، لا يجوز لك الخلوة به ونحو ذلك حتى يتم عقد الزواج بينكما، وفقك الله لكل خير، وهداك إلى مافيه صلاحك في دينك ودنياك.

والله أعلم.