الشهوات - شبهات حول الإسلام - محمد قطب إبراهيم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
وبذلك يجمع الشهوات كلها في كفة، ويضع في الكفة الأخرى حب الله - الذي يتمثل فيه الحب والخير والحق - والجهاد في سبيل الله، وفي سبيل هذه المعاني النبيلة كلها. ثم يجعل حب الله راجحاً لهذه الشهوات، ويجعل ذلك شرط الإيمان !
وليس التحرر من سلطان الشهوات مقصوداً لمقاومة الطغاة والجبارين فحسب، ولكنه إلى جانب ذلك هدف شخصي لكل فرد، لينقذ نفسه من استعباد الغرائز والوقوع تحت سلطانها الجائر المذل.
إن الذي يغرق في شهواته يظن بادئ الأمر أنه يستمتع بلذائذ الحياة أكثر مما يستمتع غيره.
ولكن هذا الظن الخاطئ يسلمه بعد قليل إلى عبودية لا خلاص منها، وشقاء لا راحة فيه.
فالشهوة لا تشبع أبداً بزيادة الانكباب عليها، ولكنها تزداد تفتحاً واستعاراً، وتصبح الشغل الشاغل لمن تملكه فلا يستطيع التخلص من ضغطها عليه، فضلاً عن التفاهة التي يهبط إليها حين يصير همه كله أن يستجيب لصياح الشهوات.
والحياة لا يمكن أن تتقدم، والبشرية لا يمكن أن ترتفع، إلا حين تتخلص من ضغط الضرورة، لتعمل في الميدان الطليق.
سواء كان عملها علما ييسر الحياة، أو فنا يجملها، أو عقيدة ترتفع بها إلى آفاق المشاعر العليا.